مؤلفات و أزمات

«جناية قبيلة حدثنا».. انتقادات ودعاوى

مثل معظم مؤلفات المفكر جمال البنا، قوبل كتابه «جناية قبيلة حدثنا» بجملة من الانتقادات، إذ أثار الكتاب جدلا كبيرا بعد نشره في مصر عام .2008 وصلت ضجة الكتاب إلى ساحات المحاكم، إذ رفعت قضايا ضد البنا، واعتبر أصحاب الدعاوى أن الكاتب يسيء في «جناية قبيلة حدثنا» إلى السنة النبوية. وطالب عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، الشيخ يوسف البدري، السلطات المصرية بمعاقبة جمال البنا، ومنعه من الظهور إعلامياً، وحظر أحاديثه وكتاباته.

من جانبه، حاول البنا ردّ «التهم» الموجهة إليه، مشيراً فى كتابه إلى أنه يستبعد أن يكون هناك مسلم ينكر السنة، مشدداً على أن بعض مهاجميه اكتفوا بعنوان الكتاب، ولم يكلفوا أنفسهم حتى عناء قراءته، ومناقشة الرأي بالرأي، ورأى الباحث أن «(قبيلة حدثنا) أقحمت العشرات، وربما المئات، من أحاديث عن إسرائيليات لا أصل لها». وكان البنا قد توقع في مقدمة كتابه بعض الانتقادات التي ستوجه إليه، وقال ان «تهمة إنكار السنة أصبحت مثل عداء السامية سلاحاً يشهره أصحابه على الذين يخالفونهم دون تمييز، ونوعًا من الإرهاب الفكري له حصانته، إننا في هذه الرسالة سنتابع ظهور قبيلة حدثنا من الأيام الأولى للرسول والخلفاء الراشدين، عندما لم يكن لهم وجود ملحوظ، ثم الذي حدث للمجتمع الإسلامي نتيجة تركه لمجتمع المدينة المحدود، وبدء المرحلة الإمبراطورية وانعكاساتها التي انتهت بأن وَضْع الأحاديث أصبح ضرورة لا مناص عنها، وبالتالي ظهرت قبيلة حدثنا». ويشير المؤلف إلى أن الكتاب يتطرق إلى العوامل التي تضافرت لتجعل مِن وَضْع الحديث ضرورة، وكيف أن مناخ الاستحلال دفع العملية قُدمًا وبلا تردد بحيث أصبح هذا الوضع طوفانًا غطى تربة العالم الإسلامي بطبقة من المرويات التي اندثر معظمها مع توالي فعل عوامل التعرية والتطور، ولكن بعد أن خلفت آثاراً وبيلة على الفكر الإسلامي طالت العقيـدة وشملت القرآن وأسـاءت إلى الرسـول صلى الله عليه وسلم، على حد كلام البنا في كتابه.

تويتر