« مسافة في عقل رجل ».. ضجة جديدة

من جديد، يعود الحديث عن صاحب رواية «مسافة في عقل رجل» التي أثارت ضجة في مصر، وصودرت، وحكم على مؤلفها علاء حامد بالسجن. تجدد الجدل حول العمل، إثر اتهام علاء خالد، سلفيين بالهجوم عليه، وتحطيم أجزاء من منزله «بعد قيامه بتوزيع منشور يدعو فيه أهالى قريته للانضمام إلى حزبه»، مضيفاً لجريدة «المصري اليوم» أخيراً أن «قيادياً سلفياً نظم عملية اقتحام منزله وتدميره والاعتداء عليه بالضرب بسبب كتاباته ومؤلفاته التي يعتقد البعض أنها تدعو للعلمانية، من دون أن يفهموا المعنى الحقيقي لها، حتى إن أنباء انتشرت داخل القرية تتهمه بالكفر والإلحاد».

فيما نفى مصدر أمني إدعاءات الكاتب، مشيراً إلى أن الأمر برمته لا يتعدى كونه مشكلة بين الأهالي وعلاء حامد حول مجرى مائي يريد الأخير الاستئثار به دون ابناء قريته. الاتهام بالكفر والإلحاد والزندقة ليس جديدا على حامد، إذ وصل الأمر إثر نشر الكاتب رواية «مسافة في عقل رجل» عام 1990 إلى إصدار فتاوى تهدر دمه، ولعل أبرزها فتوى الشيخ عمر عبدالرحمن، الذي يقضي عقوبة السجن حاليا في أميركا. وأثيرت الضجة حول رواية حامد التي رأى البعض أن فيها ازدراء للأديان، ومساساً بالذات الإلهية، بعد تقرير لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، طالب فيه بمصادرة الرواية، ومحاسبة المسؤول عن نشرها، معتبراً أن في الرواية «خروجاً على الشريعة، وتحتوي على الكفر والإلحاد الصريح، والاعتداء على الأصول العقائدية». وبالفعل حكم على علاء حامد بالسجن، وأوقف عن عمله، وتم تغريم ناشر الرواية. لم يعدم حامد ـ وسط تلك السلسلة من المتاعب، ووصفه بأنه سلمان رشدي المصري ـ متضامنين معه، إذ أصدر كتّاب وناشطون بياناً أدانوا فيه الهجوم على الكاتب، والحكم الذي صدر ضده بالحبس ثمانية أعوام، لم يقض منها بين أسوار السجن سوى ستة أشهر وخرج بعدها.

تويتر