يعمل على ربط فن « الخشبة » بالجمهور والمبدعين عبر بوابات إلكترونية

غنام غنام: الشارع يتحـرك في مسرحي

غنام غنام: كل إنسان على وجه الأرض فلسطيني إلى أن تتحرر فلسطين. تصوير: أشوك فيرما

يكاد يكون من الصعب ان يمر حوار مع الفنان المسرحي غنام غنام من دون ذكريات ودموع. وقال غنام الذي أكد انه لا يتوقف عن الحلم «جعلت الشارع يتحرك في مسرحي». وكان احتفل عام 2009 بمرور 25 عاماً على احترافه المسرح، كما انه عاد الى فلسطين بعد أكثر من 30 عاماً من الغياب القسري، لكنه احتفظ في ذاكرته بصورة درج البيت ورائحة الأرض وصور وجوه وشجر. غنام الذي يقم حالياً في الإمارات ويرأس المكتب الإعلامي للهيئة العربية للمسرح في الشارقة، يعمل على ربط ما يجري في المسرح العربي إعلامياً من خلال احدث وسائل البوابات الإلكترونية مثل «فيس بوك» و«تويتر»، قال لـ«الإمارات اليوم» حول عودته الى الوطن «عدت الى فلسطين، لكن لحظة الخروج منها مرة أخرى كانت صعبة ايضا»، مضيفا «عندما صعدت درج بيتي في فلسطين، لم أكن اعرف من هو غنام، هل هو الذي غزا الشيب شعره ام غنام الذي تم تهجيره من البلاد وعمره سبع سنوات».

قهوة صباحية

عن موقع الهيئة على الإنترنت، قال الفنان غنام غنام «أريد ان يصبح موقع الهيئة متلازماً مع القهوة الصباحية للقارئ العربي، إضافة إلى التواصل مع المسرحيين».

وكانت الهيئة العربية للمسرح أنشئت في 28 أكتوبر 2007 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ويقع مقر الهيئة في القاهرة، ومقر أمانتها العامة في الشارقة. وهي منظمة غير حكومية تعنى بشؤون المسرح العربي وترتبط بصلة وثيقة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وتهدف الهيئة الى ترسيخ المسرح في المجتمعات العربية وتبادل التجارب والتعاون مع الهيئات الإقليمية والدولية في المجالات المسرحية، بما فيها الهيئة الدولية للمسرح. كما تسعى الى نشر الثقافة المسرحية وإبراز المنجزات المسرحية العربية، وتشجيع التجارب المسرحية الشبابية، والإسهام في حماية الحقوق الفنية والفكرية والمادية والأدبية للعاملين في المسرح.

الحديث مع غنام تناول ربيع الثورات العربية، وتأثيرها فيه شخصياً وفنياً، ودور المسرح العربي في ظل هذه التحولات، قال «لن نسمح بأن نقدم عملاً فنياً لا يليق بالثورات الشعبية، التي انتصرت والتي في طريقها إلى النصر»، مؤكداً «عندما أقف على خشبة المسرح، تكون قدماي على الأرض ورأسي إلى السماء، وما كنت احلم به وجدته متجسدا في ربيع الثورات».

«عائد إلى حيفا»

غنام الذي قدم مسرحيته «عائد إلى حيفا» في مدن عدة، وصف التغيير في الشارع العربي بأنه أجمل ما حدث في حياته، وأضاف «انا من جيل واكب كل النكسات والمقاومة المحترمة والسقوط والتدمير والمجازر، الا أنني لم أتوقف عن الحلم». وأوضح ان دور المسرح الذي بني على «فكرة ايديولوجية» وليس «فكرة تنفيسية» اسهم في تعزيز الوعي للمتلقي بطريقة غير مباشرة، «نحن ننبت الحلم في داخلهم، مهما كان الواقع أليماً»، مضيفاً «كنا واثقي الخطى نتحرك من خلال المجموع لأجل المجموع وليس لأجل الأفراد»، مشيرا الى ان القرب من نبض الشارع يصنع علاقة من الصعب تفسيرها «لقد وصلت الى مرحلة جعلت الشارع يتحرك في مسرحي»، مبيناً أن الشباب الذين خرجوا في ربيع الثورات صرخوا عن جيلين سبقاهم، وأسسوا شكلاً جديداً من الصعب تهميشه «صبايا وشباب غيروا المفاهيم وكسروا الحواجز. هؤلاء هم الغد، وأنا لي جزء في قلوبهم وعقولهم». وأكد «انا ابن القضية الفلسطينية وتجربة حزبية، وملتصق بنبض الشارع، وكل هذا اثر في طريقتي في العمل على المسرح»، واوضح انه يقدم الوعي والفكر للجمهور، وقال ان «الشعوب أكدت ان لا تراخي ولا تهاون في المنتج الفني، وأن التغيير لا يجب ان تكون أدواته باهتة، ليليق بمستوى الثورة». وأضاف «اعتز بأنني كنت اعمل على المسرح واخرج الى المظاهرات بحريتي، فأنا أكون حراً عندما يكون مجتمعي حراً».

وطن ودموع

سؤال غنام عن فلسطين اقترن بدموع، قال «كان السؤال الذي راودني كيف سأخرج من وطني مرة أخرى بعدما احسست لأول مرة في حياتي انني مواطن من الدرجة الأولى؟ ولأول مرة في حياتي أعود طفلاً عمره سبع سنوات في كل خطوة خطوتها على ارضي، لأول مرة في حياتي أقول أرضي وانا أرتمي في أحضانها. لأول مرة أدركت ان الكيان الصهيوني مغادر لا محالة، فوجوده مصنوع صناعة وليس مرسخاً داخل الأرض»، مؤكداً «كل إنسان على وجه الأرض فلسطيني الى ان تتحرر فلسطين، لأن كل إنسان تعنيه القضايا العادلة، ففلسطين رمز مثل جيفارا رمز الثورة». وقال انه زار وزيرة الثقافة الفلسطينية، وأخبرها بأنها وزيرة ثقافة فلسطين كلها وليست وزيرة السلطة الفلسطينية، ووزيرة ثقافة شعب انجب محمود درويش وادوارد سعيد وتوفيق زياد ومحمد بكري ورشيد مشهراوي وسميح القاسم، مضيفاً ان «فلسطين أوسع من خارطتها».

تويتر