«كل شيء على ما يرام» في جيني مالي

طقس جماعي واحد يتحد فيه سنويا أهالي منطقة جيني في دولة مالي، إذ يشارك سكان تلك الناحية في ترميم مسجد قديم مبني من الطين، وتجديد مظهره الخارجي، ووثق ذلك الحدث الذي تحول إلى مهرجان يجتذب كثيرين فيلم «كل شيء على ما يرام»، الذي تم عرضه أول من أمس في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية في دورته السابعة.

الفيلم الذي أخرجه إدوين دوندرز، ومدته 51 دقيقة، يصور الاستعدادات لذلك العمل الذي ينتظره الأهالي، وتكون المشاركة فيه بحماسة فرضا عليهم، فالام توصي أبناءها حتى لو كانوا صغارا «كونوا شجعانا وأقوياء عند الترميم». والشباب يجهزون أنفسهم بالتزين والحلاقة لذلك اليوم الذي تحول إلى شبه عيد.

فجر يوم الترميم تتحول المنطقة إلى خلية نحل منذ الفجر، وفود جماعية، يحدوها أناس يدقون على الطبول، ويطلقون هتافات حماسية كأنها آتية من أدغال غابات إفريقيا، مختلطة ببعض العبارات الإسلامية، وأناس يجهزون الطين الذي سيرمم به المسجد، وبناؤون يصعدون السلام، وأطفال وشباب يحملون الطين لتوصيله إلى البنائين.

يحاول الفيلم البحث في أصل ذلك الطقس وماضيه، يجري لقاءات مع حكماء تلك المنطقة، يحدثونه عن تاريخ المسجد العريق، ويروون حكايات لا يدري المشاهد مدى صدقها لأنها تخضع لمعتقدات أناس ذلك المكان، فالمهرجان هو الحامي للقرية، وهو الضامن لعيش أهلها في سلام، إذ يتسع الرزق بعد «يوم الترميم» تحديدا.