الجسمي: لا أحتاج إلى اللقب كي أسهم في أعمال الخير

الرويشد وإليسا والســعيد ينضمون إلى سفراء «النوايا الحسنة»

«روتانا» تستأثر بأحد أجنحة «الأمم المتحدة» عبر إليسا والجسمي والســـــــــــــــــــــــــــــــــــعيد والرويشد. تصوير: أسامة أبوغانم

شهد فندق غراند الحبتور في دبي، مساء أول من أمس، مؤتمراً صحافياً دعت إليه شركة روتانا للإنتاج الفني عبر مكتبها في بيروت، وحضره الفنانون حسين الجسمي وفايز السعيد وعبدالله الرويشد وإليسا احتفاء باختيار الفنانين الكويتي عبدالله الرويشد واللبنانية إليسا سفيرين للنوايا الحسنة لمنظمة «إمسام» التابعة لمنظمة اليونسكو، بعد أيام من اختيار السعيد ممثلاً لسكرتير عام المنظمة في الشرق الأوسط، وهو الفندق نفسه الذي استضاف حفلاً ساهراً لإليسا وماجد المهندس مساء أمس.

صحافيو الأقسام الفنية في الجرائد اليومية والمجلات بأنواعها وجدوا أنفسهم أمام تصريحات متشابهة من الفنانين الذين تحدث معظمهم عن بديهيات تتعلق بوجوب تقديم الدعم المجتمعي من قبل الفنانين، لاسيما المجتمعات الأولى بذلك، والتي تمر بظروف إنسانية قاسية، وزاد من تقليدية التعليقات كون لقب سفارة النوايا الحسنة تعاقب عليه الكثير من الفنانين، سواء في عالم الدراما أو الطرب، دون أن يكون هناك مردود على الأرض، بخلاف الدعاية المجانية التي يحصدها الفنان، بعد اقتران اسمه بتلك الوكالة التي تستثمر تسهيلات تتيحها مظلة منظمة الأمم المتحدة.

وفي ظل سيادة تصريحات دبلوماسية متوقعة، وغياب فرصة التطرق لموضوعات ذات صبغة فنية، ووجود أربعة فنانين ينتمون إلى منظمة إنسانية تحت سقف واحد، ينتمي أربعتهم إلى شركة الإنتاج نفسها، في مصادفة غير مسبوقة ربما عالمياً، كان لافتاً نجاح الكثير من الحضور في الوصول إلى قوام ممشوق، على طريقة الجسمي، وهو أمر لم يكن متعلقاً فقط بإليسا التي فقدت كيلوغرامات عديدة من وزنها، أو بعض الوجوه الفنية التي حضرت وقائع المؤتمر الصحافي، بل أيضاً للكثير من وجوه «روتانا» الإعلامية، مثل المذيعة ديمة سامي التي فاجأت الحضور بإطلالة نحيفة.

رسمية الحدث التي لم يعهدها أيضاً المصورون المرتبطون بأحداث فنية، دفعت بعضهم إلى الخروج على نص التغطية الإعلامية التقليدية، ومحاولة التقاط صور لبعض الفنانين، بعيداً عن الابتسامة النموذجية أمام الكاميرات، وهو ما استشعرته إليسا التي ظلت عيناها تترقبان عدسات أحد المصورين المعروفين بالتقاطه صوراً غير تقليدية للفنانين، قبل أن يدخل المصور نفسه في مشادة مع المذيع نيشان، بسبب صورة التقطها له أثناء تناوله الطعام على مأدبة عشاء تلت المؤتمر.

الفنان الإماراتي حسين الجسمي، الذي يمكن أن يشكل استثناء من قاعدة علاقة الفنانين بسفارة النوايا الحسنة بدرجة أو أخرى عبر بعض المبادرات، آخرها كان حريصاً على عدم كشفها للإعلام، وهي التبرع المادي لأحد مراكز رعاية ذوي الإعاقة بدبي، أكد أنه يتعامل مع اللقب بعيداً عن مبدأ «التكليف»، لغياب فكرة الارتباط المهني التعاقدي التي تربطه بالمنظمة، وكذلك بعيداً أيضاً عن فكرة «التشريف»، مضيفاً «لا أعتقد أن الفنان بحاجة إلى لقب كي يكون أكثر إيجابية في التحرك ضمن مبادرات تسهم في رفع جانب من المعاناة عن بشر يرزحون تحت وطأة المعاناة على اختلاف المجتمعات، ما دام الأمر في مقدوره».

الجسمي الذي يعد أول فنان إماراتي يحوز هذا اللقب تحدث أيضاً عن فكرة حسن التمثيل للوطن، مضيفاً «يبقى الفنان دائماً سفيراً لوطنه، وعندما يقترن الفن بالمبادرات الإنسانية يكتسي التمثيل بعداً أكثر أهمية، لاسيما أن الإمارات دائماً سباقة في مجال المبادرات والمساعدات الإنسانية».

من جانبه أعرب الفنان الكويتي عبدالله الرويشد، عن امتنانه لاختياره سفيراً للنوايا الحسنة، مؤكداً الدور المهم للفنان في هذا المجال، وهو ذات الإطار الذي دارت حوله كلمة الفنانة اللبنانية إليسا.

من جانبه علّق الفنان فايز السعيد، على اختياره ممثلاً لسكرتير «إمسام» للفنون والترفيه في الشرق الأوسط، قائلاً «ليست السعادة فقط ما أشعر به، بل هو الفخر والمسؤولية أيضاً، فأنا فخور كوني أول إماراتي عربي يصبح ممثلاً خاصاً لإحدى منظمات الأمم المتحدة، وأشعر بأن المسؤولية كبيرة، لكنني أتمنى أن أكون عند حسن ظن من اختاروني».

ووعد فايز السعيد بمجموعة من الإنجازات للمنظمة الدولية، التي بدأ بالفعل القيام بها، إلى جانب إقامته حفلاً ضخماً يعود ريعه إلى فقراء العالم الذين يعانون مأساة الجوع.

وعلى الرغم من أن هناك عدداً من الفنانين الذين انضموا إلى تلك المؤسسة ومؤسسات شبيهة، مثل عادل إمام وصفية العمري وحسين فهمي ونانسي عجرم، إلا أن كثيراً من المحللين والمتابعين رصدوا أن «اللقب» ظل بمثابة إضافة جديدة لشهرة نجم، دون أن تتبعه خطوات حقيقية لتحقيق خدمات حقيقية للمعوزين والفقراء والمهمشين، كما يعلن دائماً في المؤتمرات الصحافية المصاحبة لاعتماد لقب سفير، ومنح الفنان جواز سفر دبلوماسياً بناء عليه، فضلاً عن منح أخباره جواز مرور أكثر سلاسة على صفحات المطبوعات المختلفة، وأيضاً شاشات الفضائيات العربية على تنوعها، في الوقت الذي يضمن فيه أيضاً تسهيلات أكبر لاعتماد حفلات جماهيرية للجاليات العربية خارج حدود الوطن العربي، بسبب هذا اللقب.

مارادونا مختلف

تشابه لقب سكرتير عام مؤسسة «إمسام» ريمجيو مارادونا، التي تختار هوية الفنانين لمنحهم لقب سفير للنوايا الحسنة، مع لاعب كرة القدم الأرجنتيني الشهير ديجو أرمندو مارادونا، فضلاً عن التشابه في الملامح أيضاً، ما جعل أحد حضور المؤتمر الصحافي يعتقد أن السكرتير هو نفسه لاعب كرة القدم المخضرم، ووجه إليه سؤالاً على هامش المؤتمر عن سبب التوجه إلى فنانين ينتمون إلى شركة «روتانا» تحديداً من أجل منحهم هذا اللقب، ومدى متابعة المنظمة التي جل موظفوها أجانب بالأساس للمطربين العرب، قبل أن يؤكد مبدأ «النزاهة» في منح اللقب.

المؤتمر الذي حضره الرئيس التنفيذي لشركة «روتانا» سالم الهندي، رغم ذلك بمشاهد تؤشر إلى تغير خريطة الاهتمام الإعلامي بالفنانين، بعد أن استأثر حسين الجسمي باهتمام الصحافيين والقنوات الفضائية على نحو تحول إلى مؤتمر صحافي مواز، في الوقت الذي شغلت فيه إليسا نفسها بحديث جانبي مع «مارادونا».

تويتر