كُتّاب: جهود فردية حملت الأدب المغاربي إلى المشرق
أجمع المشاركون في ندوة «أدب المغرب العربي»، ان الأدب المغاربي شهد في السنوات الأخيرة الماضية انفتاحاً على المشهد الثقافي في دول المشرق العربي، بعد غياب طويل. ولكن يظل هذا الانفتاح الثقافي مقتصراً على جهود فردية من جانب مبدعين مغاربيين، تحتاج إلى المزيد من الدعم والتنظيم والتكثيف. مؤكدين ان الكاتب العربي الذي يكتب انتاجه بلغة أخرى، مثل الفرنسية، هو كاتب عربي وليس اجنبياً، طالما تدور كتاباته حول واقع بلاده وقضايا مجتمعه وطموحات وأحلام شعبه.
واختلف الأدباء المشاركون في الندوة، التي اقيمت ضمن فعاليات منبر الحوار بمعرض ابوظبي للكتاب، وغاب عنها وزير الثقافة المغربي الكاتب بنسالم حميش لسفره، في تحديد أسباب غياب المنتج الأدبي المغاربي عن الساحة المشرقية، فاعتبر الكاتب التونسي الحبيب السالمي، ان الانتشار ليس مسؤولية الكاتب، بقدر ما يرتبط بما «بعد النص»، والمتعلق بالنشر والتوزيع وغيرهما. لافتاً إلى ان عديدا من كتاب المغرب حملوا نصوصهم واتجهوا للمشرق العربي، حيث نجحوا هناك في اختراق هذا الحاجز، وبات كثير من الجوائز العربية الكبرى والمؤتمرات الأدبية ووسائل الاعلام العربية تولي اهتماماً كبيراً بهؤلاء الكتاب، ولكن يظل هناك عدد كبير من مبدعي المغرب العربي بعيداً عن المشهد.
وقال السالمي انه عندما كتب روايته «نساء البساتين»، التي تناول فيها أوضاع تونس في ظل حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لم يكن يخطر بباله سقوط النظام، ولكن شعر ان من واجبه الكتابة عن ما يحدث في بلده بأسلوب ادبي بعيداً عن الايدلوجيا. مشيراً إلى انه لم يفكر في الكتابة بالفرنسية، رغم اقامته في فرنسا، لارتباطه باللغة العربية.
من جانبه، أرجع مواطنه الكاتب حسونة مصباحي التباعد الثقافي بين المشرقي والمغربي العربيين، إلى مشكلة داخلية، وهي تصدر الثقافة الرسمية للمشهد الثقافي المغاربي أمام الخارج، حيث اقتصر التمثيل التونسي في المنتديات والفعاليات الثقافية على مجموعة من الكتاب المحسوبين على النظام الرسمي، وهؤلاء ليسوا متميزين، ولذا من الطبيعي ان لا يجدوا صدى لدى المشرق، بينما يتم استبعاد كل الاصوات التي تنمو خارج المؤسسة الرسمية.
بينما أشار الشاعر التونسي المنصف المزغني إلى ان الاديب او الشاعر يجب ان يكون صوتاً نشازاً لم يسمع من قبل ولا يشبه أحدا حتى يلفت الانتباه إليه، ويصل إلى الجمهور، وأن التميز هو الفيصل بين شاعر مشرقي او مغربي، فليس هناك فضل لهذا أو لذاك. معتبراً انه من المبكر الآن الكتابة عن الثورة، وأن ما يكتب الآن هو نبضات او تفاعلات ليس لها ذلك الثقل الذي يمكن التعويل عليه. داعياً إلى التقليل من مديح الشباب حتى لا نقع في ديكتاتورية شبابية تمسح الكهول.
في حين شدد الشاعر الجزائري الأزهري الأبتر الذي تأخر في الانضمام للندوة، على ضرورة الاهتمام بالمنظومة التعليمية في الدول العربية، حيث اصبح الشباب بعيداً عن اللغة العربية، كما باتت المنظومة التعليمية تنتج طلبة لا يجيدون العربية ولا الانجليزية ولا الفرنسية، ولا الامازيغية التي تعد لغة وطنية في الجزائر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news