أمسية في ندوة الثقافة تناقش السجال حول الشعر

شكل القصيدة ومضمونها طغيا على الأمسية. الإمارات اليوم

ألقت المساجلات الأخيرة في الساحة الثقافية حول «الشعر المنثور» ظلالها على أمسية شعرية جمعت الشاعرين رعد أمان وعبدالحكيم الزبيدي في مجلس الأربعاء الأدبي في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، واتخذ الحاضرون إلقاء أمان قصيدة هجا فيها الخارجين عن تقليدية القصيدة الشعرية، بعنوان «لقاء لم يتم مع صالح جودت»، وجاء في أحد أبياتها تحسر ولوعة على التعدي على تقليدية القصيدة من باب الشعر الحر وصل إلى حد التهكم في قوله «سموه بالحر الجديد ألا يا رحمة للشاعر الحر»، مناسبة لإثبات آراء منتصرة لتقاليد الشعر العمودي، ومصرة على خروج الإبداع الأدبي من منظومة النظم الشعري في حال تخليه عن الوزن في ما يتعلق بالشكل.

ورفض الأديب محمد المر المعالجة السطحية لقضية جوهرية بهذا الحجم شغلت الأوساط الأدبية والنقدية طويلاً، مشيراً إلى أن إيراد وجهة نظر نقدية في قصيدة هجائية لا يتناسب مع حجم الصخب والجدل اللذين حظيت بهما، فيما أكد بلال البدور على أن التعدي النثري على الشكل الشعري لا مسوغ له في ظل وجود قوالب نثرية تستوعب الإبداع المنثور مثل المقالة والخاطرة، وغيرهما .

من جانبه أعرب الشاعر عبدالحكيم الزبيدي عن «استحالة نفي الوجود الفعلي القوي للشعر الحر الذي يحافظ على شرط التفعيلة، على خلاف نتاجات أدبية تتخلى تماماً من حيث الشكل عن الوزن الشعري»، مضيفاً أن «التجديد من المقبول أن يفرط في القافية، ويفاجئناً بحلول جديدة في ما يتعلق بالتعامل مع الوزن الشعري من دون أن يتخلى عنه».

وأضاف الزبيدي الذي يُحسب إبداعه بشكل عام على الشعر العمودي من خلال ديوان وحيد، وقصيدة وحيدة ايضاً تنتمي للشعر الحر بعنوان «عالم المجد»، على الرغم من كتاباته النقدية المتعددة «في (عالم المجد) كنت شديد الحذر في التعامل مع الوزن الشعري، بل إن هناك قافية غير نمطية، تتكرر بعد أسطر عدة، وهو ما يعني عملياً أن التجديد الشعري لا يمكن أن يكون نسفاً لثوابت النظم الشعري الأصيلة».

من جانبه أكد الشاعر الفلسطيني محمد إدريس استغرابه الهجوم الحاد الذي يتعرض له «الشعر المنثور»، مضيفاً «الاحتفاء يجب أن يكون بروح الشعر» مشيراً إلى أن «الإخلاص الأول يجب أن يكون لشاعرية المحتوى»، وهو ما يعني أن «الحجر لا يمكن أن يكون على سائر أنواع الشعر التي تخرج عن ثوابت العمودي، بقدر ما يكون منصباً على أعمال تخرج بالأساس عن شاعرية الشعر وروحه التي تمثل أحد أهم أسرار بهائه وتفرده عن قوالب الإبداع الأخرى».

وأشار أمان صاحب ديواني «من أغوار الأمس» و«دفقة من حياض العطر» إلى أنه خاض تجربة الشعر الحر من خلال شعر التفعيلة عبر ثلاث قصائد في الديوان الأخير.

وفي ختام الأمسية أشار الأديب الإماراتي محمد المر إلى أن تناول قضية التجديد في الأجناس الشعرية شائك ولا يمكن أن يتم طرحه من خلال هذه العجالة الشعرية، في حين رأى بلال البدور أنه على الرغم من ظروف العصر وأهمية التجديد إلا أن الشعر العربي له شكله ونمطه، أما التجديد فيجب أن يبقى في المحتوى على ألا يطال الشكل، فاستخدام لغة عصرية يجب ألا يحول دون المحافظة على الشكل العام للقصيدة.

وأضاف البدور انه ليس في الشعر الحر أي ضابط، ودعا البدور إلى عدم الاستسهال في طرح مسألة التجديد وقال لدينا النثر والمقالة والخاطرة، التي يجب تسميتها أي شيء آخر غير الشعر.

تويتر