مؤلفات وأزمات

«قهوة هيكل» تستدعي زوابع «خريف الغضب»

أعادت رواية «القهوة المسمومة» التي عرضها الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل، خلال آخر حلقات برنامج «مع هيكل.. تجربة حياة» على قناة الجزيرة القطرية، إلى الواجهة أزمة كتاب «خريف الغضب.. قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات»، الذي صدر عام ،1983 وأثار عاصفة من الجدل في الساحة المصرية حينها.

وكان هيكل قد سرد واقعة، خلال تناوله الأيام الأخيرة من حياة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، تشي بتورط الرئيس محمد أنور السادات في اغتيال سلفه، وقال إن السادات أصرّ قبل رحيل عبدالناصر بأيام خلال أحد الاجتماعات على إعداد فنجان من القهوة، وتقديمه بنفسه إلى ناصر، وألمح إلى أن السادات أخرج المسؤول عن إعداد المشروبات لعبدالناصر لحظة تجهيزة للقهوة التي قال البعض إنها ربما كانت «مسمومة».

ورغم أن هيكل استبعد أن يكون السادات قام بدس سم في قهوة ناصر، ونفى قبول شكوك البعض، إلا أن «الساداتيين» اعتبروا مجرد سرده للرواية الأخيرة تكملة لما يقوم به الكاتب من تصفية للحسابات مع الرئيس الراحل السادات، التي بدأها منذ زمن كتاب «خريف الغضب» بعد اغتيال السادات بعامين، والذي حلل فيه هيكل شخصية السادات من صغره، وتأثير نشأته في حياته، ومغامرات شبابه، وأيامه مع جمال عبدالناصر وخلال توليه حكم مصر، وحادث اغتياله بأسلوب رأى البعض ان فيه اجحافاً لدور السادات، وتشفياً في طريقة موته.

وكتب مدير تحرير مجلة المصور الكاتب حلمي النمنم، «إن كراهية هيكل للسادات معروفة تنضح بها صفحات كتاب (خريف الغضب) ويبدو أنه لا ينسى ولا يتسامح أبداً، يقال إن الكراهية مثل الحب تتراجع مع مرور السنوات وتقادم المشاعر، لكن مشاعر هيكل لا تتقادم. خلال أسابيع يمضي 40 عاماً على رحيل عبدالناصر و30 عاما على اغتيال السادات، ويتم هيكل من عمره 87 عاماً، ومع ذلك تزداد الكراهية العميقة داخله للسادات».

يشار إلى أن ابنة السادات رقية تقدمت ببلاغ إلى النائب العام في مصر، مطالبة فيه بالتحقيق في الاتهامات التي ساقها هيكل ضد والدها، بينما قالت كاميليا أنور السادات خلال أحد الأحاديث التلفزيونية أخيراً، إن هيكل ظهر على حقيقته حينما صب غضبه على والدها في كتابه «خريف الغضب»، مضيفة «الأستاذ هيكل مليء بالغضب والحقد».

تويتر