بحضور مغربي طاغٍ وغياب قطري وتجديد للمسرح

«نجم الخليج» يحتضن مواهب الأغنية العربية

«قناة دبي» تراهن في دورتها البرامجية الجديدة على جماهيرية «نجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الخليج». من المصدر

بكثير من التجديد، أطلقت قناة دبي، مساء أول من أمس، برنامج استكشاف المواهب الغنائية «نجم الخليج» في موسمه الثاني من العاصمة اللبنانية بيروت، في حدث جذب اهتمام كبير من وسائل الإعلام العربية التي حرصت على متابعته من داخل استوديو التصوير، فيما شكل وجود ثلاث مواهب شابة من المملكة المغربية من جملة 15 متسابقاً، في مقابل غياب قطري تام أحد أكثر الظواهر اللافتة بالنسبة لهوية المتسابقين الذين يتنافسون في الأساس على إجادة الأغنية الخليجية، فضلاً عن التجديد الشامل للمسرح وديكور الاستوديو بعد إسناد إخراجه إلى أحد أبرز المتخصصين في مجال برامج المسابقات الغنائية اللبناني باسم كريستو، ليشكل البرنامج في نسخته الجديدة تحدياً إعلامياً في قدرة برامج المسابقات على الاحتفاظ بنسب مشاهدة عالية، لدورة برامجية تالية للموسم الرمضاني الذي يعد الأهم للفضائيات العربية.

مذيع إماراتي

النكهة الجديدة لبرامج المسابقات الغنائية التي أضفاها البرنامج، بعد أن اتسع ليشمل أصواتاً عربية غير خليجية، بعد سيادة الفصل التام في البرامج المشابهة تركت صدى في تفاصيل عدة، شكلت في المجمل خروجاً عن المألوف، فإلى جانب سماع أغنيات خليجية بأصوات مصرية وتونسية ومغربية، في تجربة يمر عليها مشاهير الأغنية العربية بحذر شديد، جاء إسناد تقديم البرنامج لأول مرة إلى مذيع إماراتي، سواء في شكله القديم الذي استمر ثلاث سنوات كان يصور حينها داخل استوديو «سي» بمؤسسة دبي للإعلام وتقدمه المصرية نهى نبيل، أو بعد انطلاقته الجديدة بمسمى مختلف هو «نجم الخليج.. نجم الأغنية العربية» العام الماضي في بيروت.

هوية المذيع الإماراتي واختيار سعود الكعبي تحديداً للمشاركة في تقديمه كان أحد مظاهر المفاجآت الإعلامية، لاسيما أن الكعبي ارتبطت انطلاقته الحقيقية ببرنامج جماهيري تراثي هو «الميدان»، الذي نقل عبر خمس سنوات متتالية منافسات بطولة فزاع لليولة على قناة «سما دبي»، ليشكل مع المذيعة اللبنانية ديالا مكي ثنائياً سعى من خلال الحلقة الأولى إلى إضفاء شخصية مختلفة للتقديم، لاسيما أن الكعبي وديالا أصبحا بالفعل ثنائياً شديد التفاهم أمام الكاميرا، بعد تواتر تغطياتهما الإعلامية المشتركة، خصوصا أن الممثل والمذيع الكويتي محمود الشهري الذي تشارك مع مكي في تقديم النسخة الماضية قد وقع في مطبات كثيرة على الهواء في موسم البرنامج الأول، فيما شكل الكشف عن انضمام المسرحي العراقي القدير جواد الأسدي لأسرة البرنامج مدرباً للمتسابقين على مهارات الحضور المسرحي مفاجأة من المتوقع أن يتعامل معها الوسط المسرحي العربي باستغراب ودهشة شديدين.

وعلى الرغم من تسريبات كثيرة بدأت منذ أشهر عدة، حول هوية العضو الثالث للجنة التحكيم إلى جانب عبدالله الرويشد الذي ظل محافظاً على مكانه في اللجنة، منذ انطلاقة البرنامج في شكله القديم بدبي، والفنان الإماراتي فايز السعيد الذي انضم إليه في شكله الجديد منطلقاً من بيروت، بعد أن تقرر استبعاد الفنانة اللبنانية ديانا حداد من التقديم، وتصريح الفنانة المصرية أنغام لوسائل الإعلام بأنها انضمت إلى «اللجنة»، إلا أن قناة دبي ظلت متحفظة على الكشف إعلامياً عن هوية العضو الثالث حتى انطلاقة البرنامج، وهو أمر كان يستدعي بالأساس التأكيد على الفنانة المصرية عدم تسريب الخبر إلى وسائل الإعلام.

وخلافاً للعام السابق أيضاً بدا استوديو التصوير عموما، والمسرح خصوصا، أكثر تنظيماً وتألقاً، وظهرت بشكل تام شخصية المخرج باسم كريستو الذي أسندت إليه مهمة الإخراج هذا العام، بعد أن أبدع في إمتاع مشاهدي قناة دبي في برامج متعددة، أبرزها «تاراتاتا» الذي يتواصل غيابه في هذه الدورة على الأقل على الشاشة.

نصائح

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/296031.jpg

بدا المشهد التحكيمي لـ«نجم الخليج» واضحاً في نمط أعضائه الثلاثة، الذين غالباً ما يقيمون تنسيقاً مشتركاً بينهم، قبل الانتقال على الهواء مباشرة، حيث يستمر الفنان الكويتي عبدالله الرويشد في أسلوبه الذي يلجأ، من خلاله، إلى تشجيع المتسابقين، أكثر من التطرق إلى وجهة نظر فنية نقدية، وهو ما برره الرويشد لـ«الإمارات اليوم» في أكثر من مناسبة بـ«الصعوبة النفسية البالغة لمواهب يقف معظمها لأول مرة على المسرح، فضلاً عن وجود أدوار محددة لكل عضو تحكيمي يتم التنسيق بشأنها مسبقاً».

في المقابل، يزاول الفنان الإماراتي فايز السعيد ما بدا عليه العام الماضي مقدماً نصائح مباشرة تفتقد، إلى حدّ ما، حس المجاملة، وهو ما جعل السعيد يوجه ملحوظة مباشرة إلى المتسابقة المصرية سهام شعبان، التي اعتبرها الرويشد: «نجمة الخليج مسبقاً»، بقوله «لا ترقصي أثناء قيامك بالغناء على المسرح»، فيما وصف المشارك الكويتي عبدالعزيز أحمد بـ«المقلد»، ناصحاً إياه بالبحث عن شخصيته الغنائية.

المطربة المصرية أنغام، في المقابل، بدت في منطقة وسطى بين زميليها، ففي الوقت الذي تقدم فيه بعض الملاحظات الفنية بتحفظ شديد يراعي العامل النفسي للمواهب الغضة، تحرص دائماً على تأكيد تقديرها وإعجابها بالأصوات كافة، فيما قالت حول علاقتها بالأغنية الخليجية «تعلمتها من أغاني عبدالله الرويشد، التي كنت أسمعها منذ صغري، فهو معلمي الأول».

تغييرات إيجابية

من جانبه، اعتبر الفنان عبدالله الرويشد أن التغيير والتجديد في الديكور والمسرح ووجود الفرقة الموسيقية سينعكس ايجاباً على البرنامج، متمنّيا التوفيق لجميع المشتركين، فيما وصفت الفنانة أنغام انضمامها إلى لجنة «نجم الخليج» في موسمه الجيد بالتجربة الجديدة، مضيفة أن هدفها هو الاستمتاع بالأصوات، والإسهام في ظهور فنانين ومواهب جديدة، كما تحدّثت أنغام عن علاقتها الفنية المتينة بالرويشد وفايز السعيد.

وتتضمن هوية المتسابقين الـ15 كلاً من: غادة يعقوبي من تونس، سهام شعبان من مصر، أبرار سبت من البحرين، روضة من عمان، رندة يعقوب من العراق، نهاد أبرودي من المغرب، طلال محمد من السعودية، بدر سلطان من المغرب، عبدالعزيز أحمد من الكويت، إسماعيل مبارك من السعودية، جابر التركي من البحرين، علي النيباري من الإمارات، لونا أبو درهمين من سورية، جميلة البدوي من المغرب، فؤاد عبدالواحد من اليمن.

ومع المشتركة الأولى لونا من سورية، بدأت أولى المنافسات، مع أغنية «لا تصدقونه» للفنانة أحلام، ليقدّم من بعدها اسماعيل من السعودية أغنية «ندامة» للفنان ماجد المهندس، نال عن أدائها إعجاب أنغام وإشادة الرويشـد الـذي رأى فيه مشروع نجم.

وبأغنية «ما روم» لمرام كانت إطلالة المشتركة البحرينية روضة التي لم توفّق في أدائها بحسب فايز السعيد، كذلك الحال بالنسبة للمشترك عبدالعزيز من الكويت الذي قدّم أغنية «ينسى» لفايز السعيد مقلّداً حركات الرويشد وأداء السعيد الذي طلب منه التميّز والبحث عن شخصية فنّية خاصة، أما المتسابقة غادة من تونس فقدّمت أغنية «المحبة» للراحلة ذكرى، بعدها قدم علي من الإمارات أغنية «بلا حب» لراشد الماجد، لتحين بعد ذلك مفاجأة الكشف عن المقعد الرابع الذي خصص في كل حلقة للمدربين والمشرفين على المشتركين الجدد، حيث حل أولاً الفنان حسين أسيري، ليقدم ملاحظاته حول أداء المشتركين، تلته أماني حجي التي قدمت رأيها من الناحية الفنية للأصوات المشاركة، فيما جاءت مشاركة الفنان عبدالله الرويشد مطرباً للسهرة الأولى مع التناغم بين الديكور والإضاءة والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إيلي العليا، ليقدم أغنية «دنيا الوله».

وبحسب مدرّب الصوت حسين أسيري، فإن المشتركة أبرار من البحرين تحتاج الى تمرين أكبر، على الرغم من حضورها الجميل، وذلك بعدما قدّمت أغنية «يقولون» لرويدا المحروقي، فيما قدم المشترك المغربي بدر أغنية «يا أغلى» للفنان صابر الرباعي، بينما فضّل جابر من البحرين تقديم أغنية «الحريم» للجسمي، وقدمت نهاد من المغرب أغنية «معقولة» للفنانة نوال، أما المشتركة العراقية رندة فاستحقّت على أدائها أغنية «بلاني زماني» لأصيل هميم استحسان وتهنئة لجنة التحكيم، ليطل بعدها طلال من السعودية في أغنية «مرتاح» للفنان عبدالمجيد عبدالله.

وقبل أن يتابع المتسابقون الجدد تقديم أغنياتهم، عاد عبدالله الرويشد إلى المسرح ليقدم أغنيته «مجنونها»، التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، فيما أدت جميلة من المغرب أغنية «يا منيتي» بطريقة لافتة، كذلك سهام من مصر أغنية «ناويلك» للفنانة أحلام، ليختتم من بعدهما فؤاد من اليمن بأغنية «ظبي اليمن» للفنان الكبير أبوبكر سالم، فيما اختتم السهرة الأولى من «نجم الخليج»، عبدالله الرويشد مقدماً أغنية «مسألة وقت»، ترافقت مع لوحة استعراضية مميّزة.

تويتر