ملتقى الشارقة للسرد يرصد تحولات القصة في الإمارات

الإنترنت تحول المتلقي إلى قارئ متفاعل

نقاشات الملتقى تطرقت أمس إلى تأثير الإنترنت في تقنيات السرد. تصوير: تشاندرا بالان

استمرت جلسات ومناقشات الملتقى السابع للسرد الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة لليوم الثاني، بحضور عدد من النقاد والباحثين العرب الذين تناولوا، أمس، عبر مائدة مستديرة، الآثار التي طرأت على تقنيات السرد الأدبي بسبب الشبكة العنكبوتية، (الانترنت)، باعتبارها أهم منجز تكنولوجي عرفته وسائل الاتصال الإنساني خلال السنوات الأخيرة. وشهدت المناقشة أطروحات لكل من الناقد اليمني الدكتور عمر عبدالعزيز الذي تحدث عن التقنية الرقمية وتطورها على المستويين السمعي والبصري وكيفية الاستفادة بذلك في المجالات الإبداعية سواء السينما أو المسرح أو الفن التشكيلي وحتى الأدب في حد ذاته، مشيراً إلى ضرورة أن يملك الكاتب أو المبدع بصفة عامة ثقافة ووعياً بصريين يستطيع من خلالهما طرح نفسه عبر وسائط متعددة.

وأكد عبدالعزيز أن الدراما العربية نجحت في ذلك بشكل كبير، فقد استطاعت تقليد نماذج ناجحة على المستوى العالمي وضرب مثلاً بالنموذج الروسي في الدراما التاريخية التي أخذت عنه كثيراً، كما لفت الناقد اليمني إلى ضرورة تجاور وتحاور الفنون في إطار ما يمكن تسميته بالزمن المفتوح والتجريب في منطق المعالجات الذي يتطلب بالأساس إسقاط الحواجز. وفي محاولة لتقييم الحضور العربي على خريطة الثقافة الرقمية قال الدكتور عمر عبدالعزيز «هناك تقصير كبير وإهمال لكل ما يخص حضور اللغة العربية على الإنترنت»، مشيراً إلى الحاجة إلى الاشتغال على محركات البحث وإمكانية قراءة الرموز الرياضية والإلكترونية باللغة العربية، ومن ثم الاستفادة من هذه التكنولوجيا بصورة أعمق وأكثر واقعية. أما أطروحة الناقد السوري الدكتور سمر الفيصل فقدم من خلالها دعوة للتواصل المرن مع النص الإلكتروني لكي يمكن قراءته قراءة حقيقية وبلورة مفاهيم جمالية خاصة به، إذ أشار إلى أهمية تشكيل نظرية نقدية تطرح أدوات تلائم طبيعة هذا النص الذي أضاف إلى نظرية الاتصال الأدبي القديمة التي تتلخص في ثلاثية «الأديب والنص والمتلقي»، لتنتقل إلى ما يعرف بالأدب التفاعلي بوسائطه المتعددة التي غيرت في لغة السرد وتقنياته. وخلص الفيصل إلى أن أهم أثر لشبكة الانترنت أنها جعلت من المتلقي جزءا فاعلا في العملية الإبداعية يمكنه الحذف والإضافة وإعادة التشكيل.

كذلك شهد اليوم الثاني للملتقى الذي اختتم، مساء امس، جلسة بعنوان «تحولات القصة الإماراتية» تغيبت عنها القاصة الإماراتية باسمة يونس، بينما تحدثت فيها الناقدة والقاصة الإماراتية الدكتورة فاطمة المزروعي حول ملامح تلك التحولات من خلال تجربة القاصة الإماراتية ابتسام المعلا في مجموعتها «ضوء يذهب إلى النوم»، كما قدم عميد كلية الآداب بجامعة جنوب الوادي الناقد المصري محمد بدران قراءة لتجربة القاصة الإماراتية فاطمة الكعبي، من خلال مجموعتها «مواء امرأة»، طرح من خلالها ملامح التحول في اللغة السردية وغرائبية العناوين وقراءة الذات التي تظهر بقوة في الكتابة النسائية بالإمارات. فيما قدم الباحث المصري عبدالفتاح صبري قراءة لدلالات المكان والجسد وتحولاتهما في القصة الإماراتية التي تغيرت بتغير نمط الحياة والانتقال من الصحراء إلى الحضر بل ومواجهة أقوى معطيات الحداثة.

يذكر أن جلسات الملتقى السابع للسرد العربي يستضيفها قصر الثقافة بالشارقة وتتوزع ما بين جلسة صباحية ومائدة مستديرة، ثم جلستين مسائيتين، وفي اليوم الثاني كانت الجلسة المسائية حول «القصة التفاعلية» كمحور رابع من محاور الملتقى ويمكن قراءتها من خلال تجربة رئيس اتحاد كتاب الانترنت العرب الكاتب الأردني محمد سناجلة، وكذلك تجربة الناقدة المغربية، الدكتورة زهور كرام في النقد الإلكتروني.

تويتر