من قصيدة «الملاح التائه» لعلي محمود طه:

عذب الكلام

أيّها الملاح قم واطو الشّراعا   لم نطوي لجّة اللّيل سراعا

جدّف الآن بنا في هينة    وجهة الشّاطئ سيراً واتّباعا

فغداً يا صاحبي تأخذنا    موجة الأيّام قذفاً واندفاعا

عبثاً تقفو خُطى الماضي الذي    خلت أنّ البحر واراه ابتلاعا

لم يكن غير أويقات هوى    وقفت عن دورة الدّهر انقطاعا

فتمهّل تسعد الرّوح بما     وهمت أو تطرب النّفس سماعا

ودع اللّيلة تمضي إنّها     لم تكن أوّل ما ولّى وضاعا

سوف يبدو الفجر في آثارها     ثمّ يمضي في دواليك تباعا

هذه الأرض انتشت ممّا بها     فغفت تحلم بالخلد خداعا

قد طواها اللّيل حتى أوشكت     من عميق الصّمت فيه أن تراعا

إنه الصّمت الذي في طيّه    أسفر المجهول والمستور ذاعا

سمعت فيه هتاف المنتهى     من وراء الغيب يقريها الوداعا

أيّها الأحياء غنّوا واطربوا     وانهبوا من غفلات الدّهر ساعا

آه ما أروعها من ليلة      فاض في أرجائها السّحر وشاعا

فخ الحبّ بها من روحه   ورمى عن سرّها الخافي القناعا
 

تويتر