أكــدوا أن جهــات إنتاجـــية «تلــفّق» الصراع لتقــطف ثــــماره «إعلانياً»
فنانون: الشـــراكــة بيـــــن الساحتين المصرية والسورية تدحض «الحــــرب الدرامية»
مشاركة السوريين في أعمال مصرية عززت التعاون الدرامي. أرشيفية
أكد فنانون مصريون وسوريون ان الشراكة الدرامية المتزايدة بين الساحتين الفنيتين المصرية والسورية تكذب نظرية «الحرب الدرامية» بينهما، إذ تشهد استوديوهات التصوير قبل بدء شهر رمضان الذي تعرض فيه مسلسلات عدة. في حين أشاروا الى جهات انتاجية تلفق الصراع بين الساحتين لتقطف ثماره إعلانياً.
وأوضحوا أن «الدراما في بلديهما باتت مذاقات متعددة لطبق واحد»، مشيرين الى تزايد مشاركة نجوم الدراما السورية في بطولة أعمال مصرية، من أشهرهم تيم حسن في مسلسل مستوحى من ملفات المخابرات المصرية، وسلاف فواخرجي في مسلسل «كليوباترا»، فضلاً عن عباس النوري وجمانة مراد وسوزان نجم الدين وغيرهم.
ومع اقتراب شهر رمضان الذي أصبح بمثابة موسم مضاعفة أرباح شركات الإنتاج والإعلان، يعود الحديث بنبرات مختلفة عن منافسة بين الدراما المصرية والسورية، على نحو يصب في مصلحة جهات الإنتاج التي تجد لأعمالها ترويجاً نموذجياً.
إنتاج
رغم اختلاف نقاد وفنانين على التصنيف القائم على بلد الإنتاج، إلا أن كثيراً من الفنانين أكدوا أن الدراما السورية تفوقت بامتياز في ما يتعلق بالمسلسلات التاريخية.
وفي حين تحفّظ كثير من الفنانين عن الحديث عن أساليب شركات الإنتاج في الترويج المسبق للعمل، إلا أن القناعة السائدة لدى معظمهم بأن جهات الإنتاج باتت تختلق مشكلات التصوير وحمى المنافسة بين النوعين من أجل كسب مزيد من الدعاية والترويج المسبق لأعمال تبقى دائماً مرشحة لاجتذاب مزيد من العروض المادية، لشراء حقوق بثها رمضانياً.
في المقابل، تمثل المشاركة المتزايدة لممثلين ومخرجين سوريين في الدراما المصرية «دحضاً» عملياً لنظرية المنافسة. وبعد أن كان نجوم مثل جمال سليمان في «حدائق الشيطان» و تيم الحسن في «الملك فاروق» وجومانا مراد وسلاف فواخرجي وغيرهم مترقبين لتجاربهم الأولى في الدراما المصرية، أصبحوا خياراً لمخرجين في بعض أكثر الأدوار مصرية، ما جعل فواخرجي بطلة للمسلسل الجديد «كليوباترا»، وقبلها ظفرت الممثلة السورية صفاء سلطان بالدور الرئيس في المسلسل الذي جسد سيرة ليلى مراد «قلبي دليلي».
دعاية مجانية
الفنان المصري أحمد بدير شكك في حقيقة وجود «حرب درامية» بين الساحتين السورية والمصرية، مشيراً بأصبع الاتهام وراء تأجيجها إعلامياً إلى أغراض تتعلق بالدعاية المجانية لبعض المسلسلات، «من يقعون في حبال الأغراض الإنتاجية للترويج لبعض المسلسلات، عليهم فقط أن يحصروا عدد الممثلين السوريين الموجدين بفاعلية في الدراما المصرية، ليعرفوا أن الأخيرة منفتحة على كل الطاقات الفنية في الوطن العربي، وإلا لكان من المنطقي أن يلزم كل فنان دعم الدراما التي ينتمي إليها».
وأضاف بدير «على من يحيكون خيوط تلفيق منافسة غير موجودة أصلاً أن يكونوا أكثر ذكاء من مجرد إقناعنا بأوهام لا وجود لها، إلا في مخيلاتهم المشغولة بمصالحهم الخاصة».
وقال بدير لـ«الإمارات اليوم» إن الأحاديث المنسوجة في إطار المنافسة المصرية السورية «كلمات حق يراد بها باطل»، مفسراً «عندما نقصد بالمنافسة أن هناك دوافع للتجويد فإن هذا الأمر إيجابي، لكنه لا يحتاج إلى التمييز بين الدراما العربية المختلفة»، موجهاً سؤالاً لمن اعتبرهم «مغرضين»: «أين ستضعون الأعمال الكثيرة التي يتألق فيها زملاؤنا السوريون في مصر؟».
الفنان السوري جمال سليمان من جانبه أشار إلى عدم وجود مبرر منطقي لتصنيف الدراما في سورية ومصر على طرفي نقيض، موضحاً أن الحديث في سياق المقارنة بين الأعمال السورية والمصرية «كان دائماً مدفوعاً بأهداف بعيدة عن مصلحة الدراما العربية»، مضيفاً أن المنافسة الإيجابية مطلوبة دائماً، وهو أمر يمكن ان يحدث بعيداً عن اعتبارات بلد الإنتاج، بل ربما بين أعمال تنتمي لشركة الإنتاج نفسها، ولكن بأطقم تمثيلية وفنية مختلفة.
ورغم أن الفنان المصري محمد صبحي يقر بأن الدراما السورية «تفوقت نوعياً على الدراما المصرية»، إلا أنه يصر أيضاً على التوضيح بأنه يقصد الإشادة بالأعمال الجادة التي يبدع في إنجازها السوريون، خصوصاً في ما يتعلق الدراما التاريخية، مضيفاً «لا يمكن القبول بتجزئة الدراما العربية، لأن التحدي الحضاري والثقافي والسياق التاريخي واحد، وإذا كانت الأوساط الفنية تفخر دائماً بأنها في منجى من تقسيمات سياسية جغرافية مفتعلة، فإن تكريس التصنيف الفني على أساس قطري يغدو أمراً مرفوضاً».
دراما وهويات
الفنان السوري تيم حسن حقق قفزة فنية ضاعفت أجره بمجرد نجاحه في أول أدواره التي أداها باللهجة المصرية في مسلسل «الملك فاروق»، ما رشحه لبطولة المسلسل المصري الجديد «كنت صديقاً لديان» المستوحى من ملفات المخابرات المصرية، ويتحدث فيه حسن اللهجتين المصرية والفلسطينية وفقاً للدور.
وأبدى تيم حسن استغرابه من «إصرار البعض على توتير الأجواء بين الفنانين المصريين والسوريين لأهداف شخصية».
ورغم اتجاهها إلى ترشيد ظهورها في الدراما التلفزيونية في الفترة الأخيرة، إلا أن الممثلة المصرية آثار الحكيم شديدة الانزعاج من الترويج لفكرة تصنيف الدراما العربية بشكل عام، مضيفة «في حين أن العالم يتجه إلى أن يصبح قرية صغيرة، نتقاطع ونتجزأ نحن العرب مصنفين الدراما العربية إلى هويات، في ظاهرة لا يمكن أن يكون منشؤها نقديا أو فنيا أو ثقافيا، ومن المؤكد في حال تعقبها سنجد أن وراءها نزاعاً بين شركات إنتاج لأهداف مادية أو ترويجية».
كعكة
على خلاف ما كان يروج له من منافسة مصرية سورية على كعكة القنوات الفضائية العربية، بدأت تتشكل هذا العام ملامح منافسة بين فنانين ومخرجين سوريين على الحضور في الدراما المصرية، وهو ما جعل الفنانة سلافة معمار تؤجل قرار دخولها الدراما المصرية، حسب تصريحها لـ«الإمارات اليوم»، معتبرة أنه «لا مجال لأن تولد متعثراً في الدراما المصرية».
وتتشوق سلافة معمار إلى مشاركتها في الدراما المصرية، حيث تتوقع أن يشهد العام المقبل أول أدوارها هناك، «رغم النجاحات الفنية التي حققتها في الفترة الماضية، إلا أن العمل في الدراما المصرية يظل هدفاً لأي فنان عربي طموح»، مستطردة في ما يتعلق بمفهوم المنافسة أن «الدراما المصرية هي الأعرق عربياً، لكن الدراما السورية حققت نجاحات مهمة في الفترة الأخيرة. وعلى الرغم من ذلك يظل الأمر في إطار تعدد النكهات للطبق الدرامي الواحد الذي هو عربي بالأساس».
ورأت الفنانة المصرية آثار الحكيم أن «ادعاء وجود منافسة بين الدراما المصرية والسورية مزيف»، مضيفة «غير مقبول بالأساس التصنيف على أساس بلد المنشأ في الدراما العربية التي يجب أن تظل عربية فقط بعيداً عن حسابات الربح والدعاية الإنتاجية الضيقة».
من جانبه، يشارك الفنان السوري عباس النوري، للمرة الأولى، في الدراما المصرية ، بدور السلطان العثماني عبدالحميد في مسلسل «سقوط الخلافة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news