حصل على الجنسية القطرية بعد ملاحقات هندوسية
«بيكاسو الهند»: الفن ضعف مشرق
مقبول حسين جعل من الهند موضوعه الأهم. تصوير: باتريك كاستيلو
أطلت لوحات الفنان العالمي مقبول فدا حسين ضمن مشروع (الاجنحة الفردية) الذي استحدثه «ارت دبي 2010» والذي اختتم فعالياته أخيراً. ومثلت أعماله بمثابة الاحتفالية بمسيرة فنان عالمي عاشت تجربته المهنية والشخصية جملة من التغيرات والتطورات. حسين الذي تجاوز عمره 93 ويُعرف عالمياً بلقب «بيكاسو الهند» حصل أخيراً على الجنسية القطرية بعد هروبه من الهند إثر تهديدات من جماعات هندوسية اتهمته بالإساءة إلى آلهتهم التي وظفها كرموز عارية في عدد من أعماله، وعلى الرغم من اعتذاره، إلا أن هذا الجماعات لم تقبل اعتذاره وتصرّ على قتله.
|
ظروف صعبة
ولد مقبول فدا حسين في ولاية مهارشترار، وتعلم في بداية حياته فن الخط وكتابة الشعر، عاش حياة صعبة ،بدءاً من قرار انتقاله إلى نيودلهي ليصبح فناناً، واستخدم موهبته في رسم إعلانات الافلام السينمائية التي كانت تعلق في الشوارع، وهي التي فتحت له باب الحظ، حيث لفت الانتباه إليه بعد أن شارك في معرض جمعية بومباي للفنون وحصل على الجائزة الذهبية، وبحلول عام 1955 شارك الفنان العالمي بابلو بيكاسو بمعرض في ساو بولو للفنون، وكانت هذه نقطة التحول في حياته، حيث التزم نهج بيكاسو ونال الكثير من أبرز الجوائز على مستوى العالم. |
عرفت أعمال حسين عالمياً بعلاقته الوثيقة بالثقافة الهندية، وطور لنفسه أسلوباً خاصاً، يتقاطع مع بيكاسو، من حيث تجزئة الجسم إلى أشكال هندسية، وهو اسلوب ابتكره بيكاسو منذ معرضه الفردي الاول في عام 1911 وحمل عنوان التكعيبية التحليلية، ونجد حسين يدخل المتفرج في لوحاته إلى هذا العالم، لكن بأسلوب أكثر عصرية، لانه يتناول قضايا عصرية «ملحّة».
مرحلة حاسمة
الفن لدى حسين مرتبط وملتصق بحياة الفنان نفسه ويعبر من خلاله بصدق عن مراحل حياته وثورات غضبه، وعن قوته وضعفه، أو كما يقول «الفن ضعف مشرق». كل شيء يلمسه هذا الفنان عليه أن يحوله حالة أخرى، أن يجعله شيئاً خاصاً به وحده. لوحته الشهيرة التي حملت عنوان «مرحلة حاسمة» حملت أشكالاً عدة، لكنها تركز على عنقي حصانين جامحين بجسم هو أقرب إلى جسم الانسان منه إلى الحيوان، واستخدم فيها ألواناً وعبارات، تدخل ضمن اسلوب الكولاج الذي يستخدم فيه بعيدا عن الرسم كتابات أو ملصقات. يريد حسين من لوحته هذه الانطلاق وأخذ القرار في الوقت المناسب، وهو المرحلة الحاسمة بالنسبة للفنان التي لا مجال فيها للعودة الى الوراء، أما في لوحته التي حملت عنوان «موسيقى»، ففيها نغمة شاعرية تريح الاعصاب من خلال أدوات موسيقية استدعاها لتكون على شاكلة اعضاء الانسان، مستخدماً وجه رجل في داخل حلقه قصبة موسيقية وتحوم حوله العديد من الآلات الاخرى كالمزمار والعود الهندي، وفيها دلالة على الامل والحب وبأن الموسيقى هي بالنهاية رغبة في السعادة والرقص.
ألوان طفولية
يستخدم «بيكاسو الهند» الألوان الزيتية في لوحاته مع طغيان ملموس للأزرق، وهي طريقة حاسمة عبر «السيطرة الكاملة للوعي على اللاوعي»، ولان أشكاله مركبة وتشبه المحاولات الطفولية في الرسم يختار حسين ألواناً طفولية أيضاً تمنح المشاهد فرحاً من الداخل بغض النظر عن موضوع اللوحة، خصوصاً اذا كان موضوعاً مؤلماً، ففي مجموعة البورتريهات التي عرضت له نلمس انفلاتاً من اثر الواقع وتحدياً كبيراً من قبل الفنان ليغير كل ما هو عصبي ومتحجر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
