‏‏

‏«مرايا».. منصة للإبداع في الشارقة‏

ولي عهد الشارقة افتتح مركز «مرايا» على قناة القصباء أمس. من المصدر

‏يسعى مركز مرايا للفنون بحلّته الجديدة في «القصباء» في الشارقة إلى أن يكون واحداً من أضخم وأحدث مراكز الفنون البصرية المعاصرة في الإمارات، ويطمح «مرايا» الذي افتتحه سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، أمس، إلى أن يصبح منصة للتجارب الإبداعية، وشهادةً على النبوغ الفني للمنطقة من خلال استضافته لمجموعة كبيرة من النتاجات الإقليمية.

ويدعو المركز زوّاره لاكتشاف عالم جديد من الفنون المعاصرة والتقليدية، والاستماع لمحاضرات كبار الفنانين، وحضور ورش عمل متخصصة للطلاب ومحبي الفنون، والاستمتاع بجولات يومية ضمن قاعاته الرئيسة الثلاث.

وأوضح المدير التنفيذي لمكتب تطوير «القصباء»، مروان جاسم السركال، أن «القصباء» كانت أمام اختبار حقيقي لتطوير وجهة تحظى بمكانة متفردة في أوساط المجتمع الفني، ولاسيما في الشارقة التي لطالما اشتهرت بحيويتها ونشاطاتها وتنوعها الثقافي. وقال خلال مؤتمر صحافي عقد قبل الافتتاح: «أثمرت جهود القائمين على (القصباء) والعاملين فيها عن مشروع تفخر به الشارقة، وتتشارك ثماره مع المجتمع الإماراتي، ونهدف من خلال المركز تحفيز وتنمية المواهب الشابة، وتوفير منصة دائمة تتيح للفنانين المحليين فرصة الازدهار في هذه المنطقة».

ويتوزّع مركز مرايا للفنون على ثلاثة طوابق يكتسـي كل منها طابعاً مميزاً ليتيـح مساحة عرض صممت خصوصاً لأغراض محددة. ويعرف الطابق الأول باسم «ذا شيلتر»، وهو صالة متعددة الوسائط تتيح للفنانين ترك بصمتهم الخاصة على الساحة المحلية، والتعاون مع الآخرين في مجال الأعمال.

وقال مؤسس «ذا شيلتر» أحمد بن شبيب: «يعد مركز مرايا للفنون نقطة وصل أساسيّة بين التراث التقليدي الفني والإبداع المعاصر، إذ سيسهم بتطوير التراث الثقافي للشارقة وابتكار العديد من الأفكار الإبداعيّة الخلاقة في الدولة».

ويضم الجناح الثاني معرضاً دائماً تحـت عنوان «بيت الفن العربي»، وهو مكرس لعرض أعمال الفنانين العرب، ويستضيف حاليًا أعمال ومقتنيات الشيخ سلطان بن سعود القاسمي من خلال مؤسسة «بارجيل للفنون».

وتتضمّن مجموعة القاسمي مقتنيات من مختلف دول الخليج وبلاد الشام والمغرب العربي ومصر وإيران والعراق. وقال القاسمي «نطمح إلى خلق مركز فنّي لمحبّي الفنون ليتمكنوا من تجربة ومناقشة الأعمال الفنية العربية والاستمتاع بها والتفاعل معها. إن الفن في العالم العربي يتصف بذات الدقّة التي تتصف بها الدول العربيّة المتنوّعة تاريخيًا وسياسيًا واجتماعيًا وجغرافيًا، ولذلك فإننا نطمح ومن خلال التعاون مع مركز مرايا للفنون إلى إتاحة الفرصة لمحبي الفنون لمشاهدة الأعمال الفنيّة الراقية والمتنوّعة والتفاعل معها».

أما الطابق الأعلى، فيتخطى نطاق الفن الإقليمي ليضم معرضاً للفن المعاصر يحتوي على أعمال متميزة لبعض من أبرز الأسماء الواعدة في عالم الفن المعاصر.

وسيحظى مركز مرايا للفنون باستضافة أعمال الفائزين بالدورة السابقة من جائزة «أبراج كابيتال للفنون». وتم الإعلان عن جائزة «أبراج كابيتال للفنون» عام ،2008 إذ تعد الجائزة الفنية الوحيدة المخصصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، كما يتم منحها لمقترحات الأعمال الفنيّة بدلاً من الأعمال المنجزة. وتهدف الجائـزة إلى حفز المواهب الفنيّة في هذه المناطق ومنـح فنانيها المعاصـرين كافة الموارد اللازمة لمواصلة تطوير مواهبهم.

وقالت رئيسة لجنة جائزة «أبراج كابيتال»، سافيتا ابتي «نتطلّع إلى انطلاق المعارض والأحداث الفنيّة في مركز مرايا للفنون، إذ ستكون رؤية الأعمال الفنية المعروضة في الإمارات مجزية. وكشف في معرض دبي الفني في مارس الماضي عن العمل الفني (مساحة غريبة) للفنان التركي كوتلاغ أتامان، و(المشي على السماء) للفنانة الجزائريّة زليخة بوعبدالله، و(القافية والمنطق) للفنانة الإيرانيّة نازجول أنسارينيا، والذين تم عرض أعمالهم في متحف الفنون والتصميم في نيويورك. ونهدف إلى جذب الفنانين الطامحين لزيارة المعرض، إذ سيكون بمثابة مصدر إلهام لهم للمشاركة فيه في السنوات المقبلة».

وفي إطار سعيه لتوفير تجربة فنية ذات معانٍ جمالية عميقة، ينشط مركزمرايا للفنون في العديد من المشروعات التعاونية مع شركائه في المجتمع الفني المحلي والعالمي. وتقتضي هذه الشراكات التعاون مع مؤسسات مرموقة للاطلاع على كنوز الماضي وتبادل الآراء حول تطوير المعارض في المستقبل، فضلاً عن التنسيق مع مؤسسات أخرى لضمان الارتقاء بمعارض مركز مرايا للفنون إلى أعلى المستويات. وبدأت أجندة المركز تحفل سريعاً بالفعاليات المميّزة، إذ سيكون عامه الأول حافلاً بالمعارض والدورات التعليمية.

 

 

تويتر