«تونس لم تعد بلد حرية».. كتاب أغلق جامعة

محمد البوصيري بوعبدلي.

أرجع الكاتب التونسي محمد البوصيري بوعبدلي سبب إغلاق سلطات بلاده لجامعة «الحرة» الخاصة إلى إصداره كتاب «يوم أدركت أن تونس لم تعد بلد حرية»، واصفاً قرار الإغلاق بأنه «سياسي وتعسفي»، حسب جريدة «الشروق» المصرية.

بينما جاء في قرار سحب الترخيص من جامعة الحرة التي أسست عام ،1973 أن هناك «نقصاً في برامج تكوين المهندسين»، إضافة إلى إنشاء اختصاصات جديدة من دون ترخيص، وبدعوى ارتكاب الجامعة، التي يمتلكها ويديرها بوعبدلي، مخالفات إدارية وتعليمية. ويتناول بوعبدلي في مقدمة كتابه الذي صدر قبل الانتخابات الرئاسية التونسية في أكتوبر الماضي باللغة الفرنسية، في 240 صفحة، ونشرت أجزاء منه مترجمة على مواقع إلكترونية عدة، يتناول عمله النضالي السابق، والمنعطف الذي شهدته البلاد منذ السابع من نوفمبر عام ،1987 تاريخ عزل الرئيس بورقيبة وصدور بيان تملؤه الوعود الوردية لمستقبل التونسيين، ومشاركتهم في صنع الديمقراطية.

ويحدد الكاتب إصابته مثل غيره من التونسيين بخيبة الأمل قائلاً «زاد التدهور في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي استفحالاً للأسف، فتساءلت، كأغلب المواطنين التونسيين: كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد في بلد معروف بتسامحه وتفتحه وبالمكاسب العديدة التي أحرزها منذ الاستقلال؟».

ويهدي بوعبدلي كتابه إلى «أولئك التونسيين الكثيرين الذين عملوا، منذ سنين طويلة، وقبلي أنا بكثير، من أجل أن تصبح تونس بلداً حراً وديمقراطياً» ويستعرض الكاتب التونسي المشكلات التي واجهها، حيث تمّ غلق معهد لوي باستور الخاص الذي تديره زوجته الفرنسية في تونس. وقال «حدث أن تعرضنا منذ عام ،2004 للعديد من المضايقات من طرف النظام وأصبحنا بمرور الأشهر، ضحية ابتزاز حقيقي على خلفية جشع وسوء نية. وأضاف أنه «في أحد أيام شهر مايو عام 2007 خرجت من منزلي، وأنا أشعر شعوراً صريحاً بأنني لست متأكداً من العودة مساء إلى أهلي، فأدركت منذ ذلك اليوم أن تونس لم تعد بلد حرية».

وقدم للكتاب الرئيس الشرفي للفيدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان باتريك بودوان، واستعرض تردي الأحوال والإساءة للحريات في تونس، وأشاد بتحليل مؤلف الكتاب البوصيري بوعبدلي وإبرازه للتناقض بين «البيان الغني بأمنيات الديمقراطية وبين واقع مستهين بكل مبادئ الديمقراطية الفعلية». ويضيف أن بعد مرور 20 عاماً من تولي الرئيس بن علي السلطة فإن حصيلة تونس في مجال احترام الحريات تبدو هزيلة.

تويتر