مشروعات ثقافية جديدة ونوعية لدارة السويدي

السويدي: مخطوطة جديدة صباح كل يوم. أرشيفية

أنجزت دارة السويدي الثقافية، بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس «المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق»، ندوات في الأدب الجغرافي، ومطبوعات في أدب الرحلة، ومعارض صور وكتب، ستتوج كلها في ندوة مركزة حول الخليج العربي والتواصل الثقافي الروحي والحضاري والتجاري مع العالم عبر عصور، وسيتم تقديمها في كل من أبوظبي والدوحة والرباط وبيروت ولندن، اعتباراً من الربيع المقبل الذي سيشهد أيضاً صدور مجلة «الرحلة».

وتعتبر الدارة مظلة لمشروعات يرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي الذي أشار إلى أن من الندوات ندوة في أدب الرحلة وجغرافية الخليج العربي في الدوحة، ستشهد توزيع جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة ومعرضاً للصور على خطى الرحالة في الخليج العربي ومعرضاً لأدوات الرحلة و«المعرض السابع لكتب الرحلة العربية في ألف عام».

وتأتي الندوات في إطار مشروع متكامل يربط الشعر العربي من خلال المعلقات بجغرافية هذا الشعر، تحت عنوان «أرض المعلقات» و«معلقة الماجدي».

ويتضمن المشروع أيضاً كتبا في أدب الرحلة والأدب الجغرافي التي تحتفي بالمكان الخليجي، مكاناً استراتيجياً عبر التاريخ، ويشمل التركيز معالم حضارية مختارة من كل من الجغرافيا الإماراتية وجغرافية الخليج العربي و الجزيرة العربية.

وبإصدار هذه الاعمال، يلتفت المركز في سنته العاشرة نحو جغرافية الخليج والجزيرة العربية في بحوثه وأعماله، بعدما تمكن في السنوات العشر الماضية حسب تعبير المشرف على أعماله، نوري الجراح، من بناء جسر بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم على صعيد أبحاثه وأعماله الريادية في أدب الرحلة، وتحقيق سمعة عربية كبيرة بندوته وجوائزه ومشروعاته المختلفة.

وتحدث السويدي عن أبرز الأعمال التي أنجزها المركز، مثل مجلة «الرحلة» التي ستنطلق في ربيع هذا العام، ويتزامن صدورها أولاً مع افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وثانياً مع انطلاق احتفالات «الدوحة عاصمة للثقافة العربية».

ومن المشروعات التي كشف عنها السويدي على الصعيد الإلكتروني من خلال موقعي «الوراق» و«المسالك» على شبكة الإنترنت، ركن يعرض المخطوطات العربية بمعدل مخطوطة جديدة كل يوم، وأنجز الموقع في هذه الخطوة حلقة جديدة في توجهه لخدمة التراث الثقافي العربي، تتمثل في عرض مخطوطات عربية قديمة في كل المجالات، بعضها لم يحقق في الشعر والنثر والفكر والتاريخ والمنطق والطب والفلك والجغرافيا والعلوم الشرعية وميادين أخرى شتى. وتضم المخطوطات عشرات آلاف الصفحات، وقام موقع «الوراق» بتخريجها وإدخالها في نظام الحاسوب، وتمت كتابتها وتنسيقها وترميزها لتوافق التعليمات الفنية الخاصة بموقع الوراق.

وقال الشاعر محمد أحمد السويدي إن المخطوطات والنصوص ستظهر على موقعي «الوراق» و«المسالك» مخطوطة جديدة صباح كل يوم، ليكون فيمتناول الباحثين والمحققين العرب أكثر من 350 مخطوطة عربية كل عام، يمكنهم الحصول عليها كنصوص أو صور للمخطوطات الأصلية، ما يجعل مهمة المحقق أيسر وأسهل مما لو كانت النصوص متوافرة فقط كصور للمخطوط الأصلي.

وأفاد السويدي بأن من نماذج المخطوطات التي ستكون معروضة على موقع الوراق «أخبار الحبشة» للمقريزي و«كتاب الطب» لابن البيطار وديوان الحيمي و«قرة العيون في تاريخ اليمن» و«رسالة في بقاء اليهود في أرض اليمن» لشرف الدين حسين بن محمد بن سعيد المغربي و«رسالة ابن الناسخ المطرفي الى خليفة بغداد الناصر» و«شفاء الأسقام وحياة الأجسام» و«مختصر المغني في الأدوية المفردة لابن البيطار» و «إخبار الأخيار بما وجد على القبور من الأشعار» للمؤلف اللبودي أبو العباس الشافعي و«تحفة الأدب في الرحلة من دمياط إلى الشام وحلب» لحمد بن صالح بن منصور الأدهمي الطرابلسي. ونبه السويدي أخيراً إلى ضرورة أن يركز المحققون والدارسون العرب على تحقيق ودرس التراث العلمي والفكري والأدبي العربي، بما يساعد على تكريس البعد العقلاني في التراث الثقافي العربي والثقافة العربية.
تويتر