«تقرير عمارة».. الأزهر يسحب والمنتديات تنشر

محمد عمارة. أرشيفية

فيما كان الأزهر يسحب كتاب «تقرير علمي» (الذي نشره الأزهر نفسه)، للكاتب الإسلامي الدكتور محمد عمارة الشهر الماضي من الأسواق، عقب غضب الأقباط في مصر، والذين اعتبروا الكتاب يهاجم النصرانية ويزدري الكتاب المقدس، كان الكتاب ينتشر عبر المنتديات الإلكترونية، ويلقى رواجا على شبكة الإنترنت، خصوصا بعد الأزمة التي أثارها، وما نشرته جريدة الدستور المصرية من أن الكتاب سحب ومنع بعد تدخل رئاسي مصري.

رأى الأقباط في «تقرير عمارة» إساءة وتأجيجا لفتنة قد يستغلها بعض المتشددين، مشيرين إلى أن ما أغضبهم أن الكتاب منسوب ومطبوع داخل الأزهر، حسب رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر الدكتور صفوت البياضي الذي قال «ما يفعله عمارة ليس هو المرة الأولي التي يكتب فيها ضد المسيحية، ولكن ما ضايقنا أن الكتاب منسوب للأزهر، فلا يهمنا ما يكتبه عمارة، فليكتب ما يشاء وأي شخص يستطيع الرد عليه، فعندما يكتب شخص ضد أي دين، قد يرد أي شخص آخر عليه، ولكن، عندما تكون مؤسسة عريقة ورسمية للدولة وتفعل ذلك، فهنا نتساءل كيف تم ذلك؟».

وتقدم رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، ببلاغ إلى النائب العام في مصر ضد عمارة، ورأى أن كتاب «تقرير علمي» ليس وجهة نظر ولكنه منهج تفكير، إذ دأب عمارة على الإساءة إلى المسيحية في كل ما يكتبه، والأزمة هذه المرة أن الكتاب لا يعبر عن وجهة نظر عمارة وحده، لكنها وجهة نظر الأزهر، وهنا الخطورة.

في المقابل، تضامن كتاب وقراء مع محمد عمارة، مشيرين إلى أن الكاتب يتعرض لحملة تشويه، لأنه يرد على مؤلف موجود بالفعل، يهاجم الدين الإسلامي ورموزه.

وأصدر عمارة بيانا أكد فيه أن كتابه الذي وزع مع عدد الشهر الماضي من مجلة الأزهر «كان ردا على كتاب وزعه المنصرون عنوانه (مستعدون للمجاوبة)، تم ضبطه والتحقيق فيه من أجهزة الدولة المختصة التي حوّلته إلى مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، طالبة الإفادة عن رأي الإسلام في ما جاء بهذا الكتاب». وأضاف: «بحكم عضويتى في مجمع البحوث الإسلامية، طلب منى المجمع فحص الكتاب، وتقديم تقرير علمي عن رأي الإسلام فى محتواه، فكتبت التقرير الذي يكتبه مسلم يدافع عن دينه إزاء كتاب هو (منشور تنصيري) يكذّب القرآن، ويزدري رسوله، لتأييد العقائد المخالفة للإسلام»، مشيرا إلى أن المجمع أقر بالإجماع نشر الكتاب.

وانتقد كتاب محمد عمارة، معتبرين أن الكتاب الذي يقول إنه يرد على كتاب وهمي ليس له دار نشر محددة، وليس له رقم إيداع، وليس له مؤلف معروف وغير منتشر في المكتبات، متسائلين عن كيفية حصول عمارة عليه.

يشار إلى أن أزمة «تقرير علمي» ليست الأولى لمحمد عمارة مع الكنيسة، إذ أثار كتابه «فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية - 2006» غضب الأقباط، وصودر وسحبت نسخه من الأسواق.

تويتر