كتاب عن صناعة السفن الخـــــــــــشبية في الإمارات

صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كتاب جديد بعنوان «صناعة السفن الخشبية في الإمارات»، لمؤلفه علي محمد راشد، الذي اعتمد فيه على ما رواه صناع السفن أنفسهم أو أبناؤهم، وعلى بعض الكتب التي تناولت صناعة السفن في بعض دول الخليج العربي، حيث يوجد تشابه كبير بينها وبين ما يصنع في الإمارات من سفن.

ويتناول الكتاب تفاصيل صناعة السفن في الإمارات، بدءاً من عملية جلب الخشب، والمواد المستخدمة في الصناعة، وطريقة بنائها، وأنواعها، وأسماء أشهر صناعها. ويضم الكتاب أربعة أبواب هي: مهنة صناعة السفن، وطريقة بنائها السفن، وأنواعها، وصناع السفن في الإمارات.

وقدّم المؤلف علي محمد راشد للكتاب بقوله «تعد الإمارات دولة بحرية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ليس فقط لأنها تمتلك ساحلاً يمتد أكثر من 800 كيلومتر، وعدداً كبيراً من الجزر في الخليج العربي وبحر العرب فحسب، وإنما بما لديها من تقاليد عريقة تفخر بها في الإبحار والملاحة وبناء السفن والغوص وصيد الأسماك والتجارة البحرية».

وأكد المؤلف أنه نظراً إلى أهمية البحر في حياة أهل الإمارات ازدهرت صناعة السفن أو «القلافة» كما تسمى محلياً، والتي تعد من أقدم المهن محلياً، كما تعد صناعة السفن من المهن الشاقة، إذ إن العمل فيها يمتد من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس، وتمارس غالباً تحت أشعة الشمس الحارقة، أو تحت مظلة خفيفة لا تكفي لردع حرارة الجو أو رطوبته، لاسيما أن أجواء الخليج تتميز بارتفاع الحرارة في معظم شهور السنة. ويعرض الكتاب لحياة الملاح الشهير أحمد بن ماجد، الذي ولد وعاش في رأس الخيمة، وهو أبرز الملاحين في القرن الـ15 الميلادي، وله العديد من المؤلفات البحرية التي ساعدت الملاحين وربابنة السفن في أسفارهم الطويلة، بما احتوته من معلومات وإرشادات مهمة ومفيدة.

إضاءة على التاريخ 

تسعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من خلال هذه الإصدارات إلى تقديم إضاءة على التاريخ مع ما يحمله من عادات وتقاليد وغنى بتراث الآباء والأجداد، وتقديمها للقارئ العربي بأرقى مستوى علمي من التحقيق والبحث، وأجمل حلة فنية من جودة الطباعة، وتقديم الوثائق والصور المفيدة.

ويسعى الإصدار الجديد إلى تأكيد غنى وتنوع التراث الإماراتي الأصيل، بما في ذلك التراث البحري، حيث أشارت الاكتشافات الأثرية إلى أن السكان الأوائل استخدموا العديد من المصادر البحرية في المنطقة، واستخدموا الخطوط البحرية في رحلاتهم ما بين بلاد النهرين والخليج وعُمان والهند، وذلك منذ بداية التاريخ مروراً بالعصر الإسلامي.

 



وتناول المؤلف في كتابه إحصاءات بأعداد السفن في الإمارات قديماً، نقلاً عن السجلات الرسمية البريطانية، وتبرز هذه الإحصاءات مدى ازدهار صناعة السفن في تلك المرحلة وتنوع السفن المصنعة التي تلبي احتياجات السكان وتساعدهم على ممارسة نشاطاتهم البحرية وتوفير الدخل لأسرهم، ففي عام 1826 بلغ عدد السفن الخشبية 534 سفينة، فيما وصلت إلى 760 سفينة في عام .1831 أما في عام 1890 فتشير التقديرات إلى أن 1840 زورق غوص وسفينة كانت تبحر من سواحل الإمارات كافة.

وقال راشد إن « السفن الآسيوية والعربية كانت في أوائل القرن الـ15 تفوق السفن الأوروبية كثيراً في التصميم والبناء والأداء. ومع مرور الزمن تعددت أنواع السفن وتنوعت حسب الهدف منها وطبقاً لمهمتها الأساسية، ومع تطور السفن تطورت مهنة صناعة السفن، وذلك لمواكبة أنواع وأحجام ومهمات السفن لاسيما مع تغير الأوضاع الاقتصادية في المنطقة».

تويتر