افتتاح بكل اللغات لـ «دبي السينمائي»

النجم الهندي أميتاب باتشان.                   تصوير: جاك داباغيان

تحوّلت مدينة جميرا في دبي مساء أمس إلى بقعة عالمية، تتوحد فيها لغات العالم لمصلحة اللغة الأكثر حيوية، المتخطية لاختلاف الحروف، وهي لغة الفن السابع الأثيرة، معلنة انطلاقة فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته السادسة، بحضور سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون والملكة نور.

وتمت تهيئة المكان لاستقبال الحدث الذي توافد لمتابعته مشاهير ونجوم كثيرون، وإعلاميون ومحبون لنجوم الشاشة الكبيرة، ما حدا باللجنة المنظمة للمهرجان إلى التدخل لتنظيم عملية الدخول ما بين أشخاص مخول لهم حضور فيلم الافتتاح «تسعة» وتلاه الحفل المقام على شرف ضيوف المهرجان، وآخرين يسمح لهم بالوجود فقط أمام سجادة المهرجان الحمراء. وضيوف المهرجان هم الفنانون الذي ترقبت عشرات الكاميرات، التلفزيونية الفضائية والفوتوغرافية التابعة لوكالات ووسائل الإعلام المختلفة، لترصد إشارات نجوم السجادة الحمراء.

الجديد هذا العام بخلاف الكوكبة متباينة التلون الثقافي والحضاري هو المزج بين نجوم أصبحوا فاعلين أساسيين في صناعة الفن السابع، وآخرين مازالوا يتلمسون طريقهم، في مبادرة هدفت إدارة مهرجان دبي منها إلى التأكيد على أن خيار تبني الطاقات السينمائية الواعدة التزام أساسيً مشفوع بدعم سينما الناشئة.

النجمة الأميريكية ماندي مور.

حضور هندي

وفي وقت استبق فيه الافتتاح الرسمي بلقاءات مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية استضافها فندق القصر، كان نجم «بوليوود» الأشهر أميتاب باتشان على موعد صباح أمس، مع حدثين مختلفين، أولهما إنساني خاص بزيارة أطفال مركز دبي للتوحد، وثانيهما نقدي ضمن أولى ندوات المهرجان التي رد فيها أيضاً على مداخلات نقدية وإعلامية في أثناء تسليمه جائزة تكريم إنجازات الفنانين التي تقرر منحها أيضاً لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مؤكداً أن تكريمه مهرجان دبي السينمائي الدولي له على عطائه الفني الممتد لنحو 40 عاماً يمثل بالنسبة له حدثاً شديد الجوهرية ولفتة كريمة من دبي التي تشبهه، حسب تعبيره، مؤكداً أن عملا مشتركا كثيرا يمكن أن تنجزه السينما الهندية هنا، على اعتبار أن بلدان الشرق الأوسط الأكثر تقارباً في النمط الثقافي في ما بينها، إذا ما قورنت بنمط ثقافي مغاير مثل الحضارة الغربية.

وشهدت السجادة الحمراء أيضاً حضوراً هندياً متميزاً، لا سيما وأن هناك فعالية مخصصة للاحتفال بالسينما الهندية وشبه القارة الآسيوية، فكان الممثل الهندي ماموتي، الحائز على جوائز وطنية عدة وبطل فيلم (بحّار القلوب) الذي سيعرض في المهرجان، بالإضافة إلى بومان إيراني وسمير داتاني ومينيشا لامبا، ممثلي فيلم (أحسنت يا والدي) من إخراج شيام بينغال، وسيعرض في المهرجان، والنجمين سونو سود وجافيد جافري اللذين سيشاركان في المهرجان عن دورهما في أول فيلم إماراتي (دار الحي)، وسيعرض ضمن برنامج (ليال عربية)، وتنضم إليهما النجمة ناتالي.

ومن مشاهير «هوليوود» الذين مروا على سجادة المهرجان الحمراء، ليلة أمس، جيرالد باتلر وكريستينا ريتشي وماندي مور، وكريستوفر لامبرت وجايسون فليمينغ ولويس هومار.

ومر على السجادة أيضا عدد كبير من نجوم السينما الخليجية والإماراتية، ومنهم أحمد الجسمي وعبدالحسين عبدالرضا وجابر نغموش وحبيب غلوم.

وعلى الرغم من تأثر حضور الفنانين المصريين بانعقاد انتخابات نقابة الفنانين المصرية، إلا أن عدداً منهم حرص على حضور ليلة المهرجان الافتتاحية، ويتوقع أن يتواتر وصول معظمهم في الأيام القليلة المقبلة. وحضر سمير غانم ومصطفى فهمي ورانيا فريد شوقي وآثار الحكيم وهالة سرحان وسمية الخشاب ودنيا غانم وهيام عباس ونيلي كريم وإلهام شاهين ورجاء الجداوي وخالد الصاوي وفتحي عبدالوهاب والفنانة الكويتية مرام.

وحضر نجوم سوريون، ولبنانيون سيحظون بليلة سينمائية خاصة في فعاليات المهرجان.

 
«تسعة».. يضيء الليلة الأولى

استهل عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي في ليلة الافتتاح فيلم «تسعة»، في العرض الأول للفيلم في الشرق الأوسط، قبل ساعات من عرضه أيضاً في لوس أنجلوس، وهو من إخراج روب مارشال، وبطولة دانيال داي لويس، نيكول كيدمان، بينيلوبي كروز، ماريون كوتيلارد، جودي دينش، كيت هيدسون، صوفيا لورين، وستايسي فيرغسون. وقال رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة إن «عرض 168 فيلماً من 55 بلداً على مدى الأيام الثمانية المقبلة في دبي يؤكد مكانة هذا العرس الفني والثقافي، بوصفه المهرجان السينمائي الرائد في المنطقة، ولطالما كانت لدينا قناعة راسخة بأهمية مدّ جسور التواصل والحوار بين الحضارات والشعوب، بغض النظر عن الاختلافات اللغوية أو الخصوصيات الثقافية، واليوم، وإضافة إلى السينما، نعتمد على الموسيقى لغة توحد البشر على اختلاف ثقافاتهم، وهو ما يظهر جلياً في اختيارنا لفيلم افتتاح المهرجان (تسعة). ويضم المهرجان على مدى الأيام المقبلة إبداعات سينمائية وموسيقية وفنية عديدة تؤكد رسالة المهرجان ومكانته».

أفلام منتخبة

وعدد رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي عبدالحميد جمعة في تصريح لـ«الإمارات اليوم» سبعة إنجازات رئيسة سيحققها المهرجان، على مدار أيامه الثمانية، وهي عرض مجموعة منتخبة من الأفلام العالمية والعربية يتعذر توافرها تحت مظلة واحدة خارج فعاليات المهرجان، وتكريم بعض صناع السينما، والاحتفاء بالنجوم الذين ساهموا في تواصل حراك الفن السابع، واكتشاف نجوم جدد من أجل تحفيز استمرارية هذا الحراك، وتلقائية تتبع مشروعات النجوم لطريق نجومية الكبار، وأيضاً نشر صناعة السينما وثقافتها سواء محلياً أو عربياً وعالميا عن طريق معايشة أحداث المهرجان ونقلها بواسطة الآلة الإعلامية المساندة للمهرجان، ووضع الجمهور ومتابعي الفن السابع في دائرة الضوء في ما يتعلق بهموم السينما الحقيقية، وتأكيد البعد الإنساني لصناعة السينما التي يجب ألا ينظر إليها على أنها محض صناعة اقتصادية، وأخيراً القضاء على الفكرة الكلاسيكية بأن مهرجان السينما ما هو إلا ليلتي افتتاح وختام مخمليتين، لصالح فكرة الخروج بمهرجان قوي ومؤثر وممتع على مدار أيامه الثمانية.

 

تويتر