الهنوف محمد: شاعرات الحــداثة يعشن صداماً متواصلاً

الهنوف محمد: أحلم بالتحليق في فضاءات مفتوحة. تصوير: إريك أرازاس

قالت الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد إن «كتابة قصيدة الحداثة تحتاج إلى التحرر من القيود الفكرية وتحقيق الجرأة في الطرح؛ وهو ما يضع الشاعرة التي تكتب هذه القصيدة في صدام متواصل مع كل ما يحيط بها، خصوصا المجتمع والعادات والتقاليد؛ لذا مازال عدد الشاعرات الإماراتيات اللاتي يكتبن الشعر الحداثي ويمتلكن تجربة شعرية واضحة محدودا جدا، في حين تتجه غالبية الشاعرات للشعر العامي والنبطي لأنه أكثر قبولا من المجتمع بالنسبة للمرأة».

«ريح يوسف»

وأشارت الهنوف إلى انها تستعد لإصدار ديوانها الشعري الثالث «ريح يوسف»، الذي تستلهم فيه أجواء قصة سيدنا يوسف عليه السلام وعلاقته بسيدنا يعقوب، موضحة «هناك قصص أشعر بأنها تجذبني للغوص فيها ومحاولة تلمس ملامح ما بها من تجارب، من بينها قصة قصيدنا يعقوب وابنه يوسف عليهما السلام، وعلاقتهما التي شهدت 40 عاما من الغياب، التي استلهمتها في ديواني الجديد، ومن خلالها عملت على تقديم إسقاطات على الواقع الحالي الذي نعيشه. هناك أيضا قصة السيدة مريم العذراء، وسيرتها كأنثى، أحب تلمس دواخلها خلال التجربة التي مرت بها عندما أصبحت فجأة أماً».

وعبرت الشاعرة الإماراتية لـ«الإمارات اليوم» عن عدم قلقها من ان يقابل ديوانها الجديد بالهجوم لاستلهامه قصص أنبياء، أو ان يساء تفسيره كما حدث مع شعراء عرب من قبل من بينهم أحمد عبدالمعطي حجازي وأحمد الشهاوي وغيرهما، قائلة «الأمر مختلف؛ فنحن في الإمارات نمتلك حساسية التعامل مع هذه الموضوعات، ولدينا في الوقت نفسه المدخل المناسب الذي يمكننا من التطرق إليها من دون المساس بالدين، وتطرقي لقصة سيدنا يعقوب وابنه يوسف في الديوان يأتي في إطار رمزي مع إسقاطات على الواقع كما ذكرت».

تباعد

وبررت الهنوف التي حلت أول من أمس، ضيفة على اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في فرع أبوظبي التباعد الزمني بين دواوينها الشعرية، بارتباط هذه الدواوين بتجارب شخصية عاشتها، مشيرة «اعتدت ان اصدر ديوانا شعريا كل 10 سنوات، ولا أدري ان كان هذا يعد عيبا أو ميزة، فأنا أؤمن بالصدق في التجربة، وكل ديوان يمثل تجربة شخصية عشتها وحالة نفسية مختلفة تماما عن الأخرى، ولذلك يجد القارئ تباعدا بين هذه الدواوين، ففي ديوان «سماوات» كنت محلقة بعيدا، وهو يختلف تماما عن «جدران» الذي يعكس تجربتي كأنثى بعد ان جربت الزواج وعدم الإنجاب لسنوات، فجسدت في «جدران» مشاعر المرأة المحرومة من الإنجاب وموقفها من المجتمع وموقف المجتمع منها، كما تضمن الديوان رسالة لطفل قد يولد، حيث عزمت على إصدار الديوان مع ولادة أول طفل ارزق به، ثم يأتي الديوان الثالث «ريح يوسف» ليمثل تجربة مغايرة عن سابقيه، ويقدم قراءة خاصة بي لقضايا وموضوعات معينة، وفي النهاية يظل الصدق مطلبا ملحا في كتاباتي وهو السبب في قلة إصداراتي».

أدب نسوي

ترفض الهنوف مصطلح «الأدب النسوي»، والتفرقة بين الكتابات الأدبية وفقا لجنس الكاتب، وعلى الرغم من ذلك أجد في ديواني «جدران» تجربة أنثوية صادقة تجسد الجدران الاجتماعية والفكرية التي يمكن ان تحيط بالمرأة وتحبسها خلفها، ولا تصنف الهنوف نفسها بين الشاعرات على الساحة الشعرية في الإمارات، معتبرة ان «هناك قراء ونقادا متابعين لأعمالها وهم أكثر قدرة على تصنيفها». وعبرت عن أملها في أن «تظل شاعرة تحلق إلى ما لا نهاية في فضاءات مفتوحة».

قصائد

ألقت الهنوف محمد خلال الأمسية الشعرية مجموعة كبيرة من قصائدها التي تنقلت فيها بين الموضوعات الذاتية والعامة، من بينها قصائد: «بحث، وجوزاء، وصعاليك، وخوف، وإناء، وفي الأخبار، ودخان، ومرثية النيازك وغيرها». معبرة عن سعادتها بلقاء جمهور اتحاد الكتاب في أبوظبي. يذكر أن الشاعرة الهنوف محمد قد أصدرت ديواني شعر، الأول بعنوان «سماوات» الذي صدرت الطبعة الأولى منه عام ،1996 والطبعة الثانية في عام ،2005 وديوان شعر بعنوان (جدران) في عام ،2005 ولديها ديوان شعر تحت الطبع بعنوان «ريح يوسف». وسبق للهنوف أيضا أن قامت بتأليف أوبريت فزاع، ولكنه لم يصدر بعد، وقامت بترجمة النص المسرحي «ليلة زفاف» للكاتب سالم الحتاوي، نظرا لكونها متخصصة باللغة الإنجليزية وآدابها.

 

تويتر