«الشرق الأوسط 3».. كثافة الإقبال الجماهيري

جانب من أعضاء لجنة التحكيم. تصوير: إيرك أرازاس

بعد عشرة أيام حافلة بعروض تنتمي لمدارس الفن السابع العالمية، استطاعت أن تجتذب لشاشات دور العرض إقبالاً جماهيرياً غير معتاد، اختتم مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي دورته الثالثة، أمس، ومثل كل عمل لابد أن تكون هناك ملاحظات، مثل تضارب مواعيد بعض الفعاليات، وإلغاء مؤتمرات كانت مدرجة على برنامج المهرجان للتحاور مع صناع السينما، والملاحظات لا تقلل من قيمة الجهد المبذول، بقدر ما تتطلع لاكتمال المشهد في المقبل من دوراته.

شكلت الأفلام المشاركة في المهرجان علامة فارقة هذا العام، وفرضت نفسها بشكل كامل على الحدث، لتميزها على المستوى الفني، وأيضاً لما تضمنته من تنوع كبير في هويتها ومدارسها الفنية، مع اهتمام خاص بأفلام الشرق الأوسط التركية والإيرانية والعربية، ما شكل خطوة إضافية لرسم وتحديد هوية المهرجان. كما كان الاحتفاء بالشباب في المهرجان من خلال عرض أكثر من عمل لمخرجين شباب، أو عبر وجودهم في لجان تحكيم مسابقات المهرجان الثلاث.

وارتبط تميز مستوى الأفلام وتنوعها بظاهرة جديدة شهدها المهرجان بوضوح هذا العام، وهي الإقبال الجماهيري الكبير على عروض الأفلام بحفلاتها المختلفة، سواء في قصر الإمارات، أو في دور العرض المشاركة، ورفعت منافذ بيع تذاكر العرض لافتة «بيعت بالكامل» في عدة أفلام تصدرها الفيلم المصري «إحكي يا شهرزاد»، والذي تحولت تذاكر حضوره لعملة نادرة، يبحث عنها كثيرون، بمن فيهم ممثلو وسائل الإعلام، وأيضاً الفيلم الهندي «أزرق» الذي اصطف جمهوره ـ ومعظمهم من أبناء الجالية الهندية ـ في طوابير طويلة انتظاراً لدخول العرض، وبشكل عام، كانت أفلام «الاحتفالات» الأكثر جماهيرية، تلتها أفلام المسابقة الروائية الطويلة، والأفلام التركية، وتمتعت الأفلام التي حملت بين أحداثها قضايا وطنية باهتمام خاص من وسائل الإعلام والجمهور، مثل الفيلم العراقي «ابن بابل» والفلسطيني «الزمن الباقي».

صعوبات

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتسهيل عمل الإعلاميين في تغطية المهرجان بتوفير مركز صحافي مجهز، إلا أن الأمر لم يخل من مشكلات، من أبرزها صعوبة العثور على صور للأحداث اليومية التي كان يشهدها المهرجان، وأبرزها فعاليات السجادة الحمراء التي كانت تسبق عروض الأفلام، حيث اعتمدت إدارة المهرجان على أحد المواقع الإلكترونية كمصدر لحصول الإعلاميين على الصور، ولكن وجد معظمهم صعوبة في التسجيل في الموقع، وعلى الرغم من وعود المدير التنفيذي للمهرجان، بيتر سكارليت، في المؤتمر الصحافي الوحيد الذي جمعه بالإعلاميين، بإيجاد حل للمشكلة، إلا أنها ظلت قائمة حتى نهاية المهرجان.

ومع بداية المهرجان، دعت إدارته الإعلاميين الراغبين في إجراء حوارات صحافية للتسجيل في استمارة خاصة مع ذكر الشخصية التي يرغب كل إعلامي إجراء مقابلة معها، على أن تتولى تحديد مواعيد المقابلات، لكن عدداً كبيراً من الطلبات التي تقدم بها الإعلاميون لم يكلل بالنجاح، ولم يتلقوا عنها أية أخبار حتى نهاية المهرجان، ما دعاهم للاعتماد على أنفسهم في مقابلة النجوم وصناع الأفلام وإجراء الحوارات معهم.

وافتقد ممثلو وسائل الإعلام في الأيام الثلاثة الأولى من المهرجان المؤتمرات الصحافية التي جرت العادة بعقدها عقب عروض الأفلام المشاركة في المسابقات، باعتبارها وسيلة للتحاور مع صناع الأفلام والتعرف إليهم أيضاً، وسرعان ما استجابت ادارة المهرجان للمطلب، وبدأت في تنظيم مؤتمرات، كانت بدايتها مع صناع فيلم «ابن بابل».

ملتقى

عمدت إدارة المهرجان إلى إصدار جدول يومي للفعاليات والأنشطة التي سيتضمنها اليوم، ولكن، شهدت بعض الأيام تضارباً في المواعيد وإلغاء لمؤتمرات صحافية مدرجة فيها، وجاءت نشرة المهرجان موجزة وغير مكتملة؛ حيث اعتمدت على جدول عروض الأفلام، وهو متوافر في دليل المهرجان.

واكتسبت الصالة التي تضم المركز الإعلامي مكانة خاصة وبارزة خلال أيام المهرجان، حيث تحولت إلى ملتقى يومي، يجمع بين صناع الأفلام والنقاد المشاركين ـ على قلتهم ـ والإعلاميين، كما استطاعت جذب نجوم عديدين، وتبادل الحديث مع الحاضرين فيها، ومنهم محمود حميدة، منى واصف، رشيد عساف، باسل خياط، يسرا اللوزي، رزيقة طارش، مريم سلطان، والمخرجون يسري نصر الله وتهاني راشد وأحمد ماهر وأحمد عبد الله ورشيد مشهراوي وعارف الطويل.

وشهدت الدورة من المهرجان أول حالة انسحاب في تاريخه، حيث أعلن المخرج المصري أسامة فوزي انسحاب فيلمه «بالألوان الطبيعية»، بعد أن اكتشف وجود عيوب تقنية في نسخة الفيلم التي تلقاها من لندن، مؤكداً أن عرض الفيلم بهذه الصورة يسيء إليه كمخرج وللفيلم، وللمهرجان عموماً.

وكانت الفنانة منى زكي من أبرز الفنانين الذين اعتذروا عن الحضور، فقد تغيبت عن عرض فيلمها «إحكي يا شهرزاد»، على الرغم من اتفاقها مع إدارة المهرجان أنها ستحضر قبيل العرض بساعات، وتعود للقاهرة عقب العرض لارتباطها بتصوير فيلم، لكنها اعتذرت في اللحظات الأخيرة.

تويتر