البدور: 3 فنون إماراتية مرشّحة لقائمة «اليونسكو»

فنون شعبية إماراتية تسعى إلى الانضمام لـ «اليونسكو». تصوير: أسامة أبوغانم

تنطلق اليوم في أبوظبي أعمال الاجتماع الرابع للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، وتستمر حتى الثاني من أكتوبر، بمشاركة 114 دولة وفوداً رسمية، و10 من وزراء الثقافة، بالإضافة إلى أكثر من 400 خبير عالمي بالتراث غير المادي، وممثلي أكثر من 50 من الجمعيات والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية في الفعاليات.

وكشف المدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بلال البدور، أن الإمارات ستقدم في الاجتماع ثلاثة ملفات إلى منظمة الأمم المتحدة للثقافة ،التربية والعلوم (اليونسكو) لتسجيلها ضمن التراث المعنوي باسم الدولة، وتتضمن ملفي فني «العيالة» و«الأهالا» اللذين أعدتهما وزارة الثقافة، وملف الصقارة «الصيد بالصقور» الذي أعدته هيئة ابوظبي للثقافة والتراث. موضحاً أن أهمية هذه العناصر التراثية تنبع مما تحمله من خصوصية وارتباط بالمجتمعين الإماراتي والخليجي، كما أن تسجيلها سيعزز من إدراك أفراد المجتمع لما تملكه من قيمة ومكانة مهمة.

وقال مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، محمد خلف المزروعي، في مؤتمر صحافي أمس، أن «الاجتماع الذي تترأسه الإمارات سيناقش قضايا مهمة في مجال التراث المعنوي، في مقدمتها إجراء تعديلات على اللائحة الخاصة بهذا التراث، والإعلان عن عناصر التراث غير المادي التي سيتم إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، إضافة إلى تفعيل اتفاقية 2003 لصون التراث غير المادي، بعد أن أعدت الدول الموقّعة عليها قوائم الجرد (الحصر) للتراث الثقافي غير المادي في دولها.

وأشار البدور إلى أن مذكرة تم عرضها على وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن العويس لتشكيل لجنة وطنية للبحث في الحرف والصناعات التقليدية في الدولة، حيث تمثل هذه المفردات عناصر بارزة من عناصر التراث الغني الذي تملكه الإمارات الغنية بتراثها الثقافي غير المادي، والذي لا تألو الدولة جهداً في جمعه وحمايته والمحافظة عليه.

وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للاجتماع الرابع للجنة صون التراث، عوض صالح، أن أهمية الاجتماع ترجع إلى أنه سيشهد الإعلان عن أول قائمة لليونسكو للتراث غير المادي، والذي تم بالفعل تسجيل عناصرها، وسيظل الإعلان التاريخي مرتبطاً بأبوظبي، كما يشهد الاجتماع أكبر حضور لوزراء الثقافة، حيث سيحضره 10 وزراء جاءوا ليحتفلوا بتسجيل تراثهم في الإمارات.

ويتضمن جدول أعمال الاجتماع مناقشة وتفعيل بنود اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي التي وقّعت عليها الإمارات في أكتوبر .2003 ومناقشة سبل زيادة موارد صندوق التراث الثقافي غير المادي، واعتماد المنظمات غير الحكومية، وطرق ووسائل تسهيل مساهمتها في البلدان النامية. وسيتم مناقشة مشروع خطة استخدام موارد صندوق التراث الثقافي غير المادي، وتقييم طلبات المساعدة الدولية لصون التراث غير المادي التي تحتاج إلى حماية عاجلة خلال ،2010 وخصوصاً الطلبات التي تزيد على 25 ألف دولار، وتقييم ترشيحات التسجيل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

خصوصية

يعد فن «الأهالا» من أهم الفنون التي تختص بها الإمارات دون غيرها، ولا ينازعها فيه أحد، ويُعتبر من أصعب الفنون، حيث يُؤدّى من دون آلات موسيقية، وبأسلوب مميز، إلا أن السامع أو المشاهد يشعر بإيقاعه البطيء ضمن جُمل لحنية، تتغنّى بأشعار عاطفية في مناسبات معينة.

وما يشد الانتباه في «الأهالا» أنه يحتوي على أداء هارموني بسيط، يتناوب عليه صفّان منشدان متمايلان بحركات إيقاعية فريدة لافتة. ويُؤدّى هذا الفن عادة في الليل، بعد الانتهاء من أداء العيالة. ويمكن أن يُؤدّى وحده كسهرة تحدٍ بين فريقين يكونان عادة من منطقتين، أو بلدين مختلفين، إلى أن يُعجّز أحدهما الآخر بأدائه وكلماته.

أما فن «العيالة» فهو من الفنون الشعبية الرئيسة في الإمارات، والتي تتميز بخصوصية إماراتية فريدة بين أقرانها من دول الخليج التي ينتشر فيها تحت مسمى «العرضة». وسمّي باسم العيالة نسبة إلى معنى (عالَ فلان على فلان)، أي اعتدى عليه. إذ كانت القبائل تمارسه حين تشعر بخطر الاعتداء عليها، فتُقرع الطبول لحشد الناس، للذود عن الوطن والعرض وإنشاد الأغاني الحماسية، خصوصاً عند رفع رايات النصر. وأصبح يُمارس الآن في المناسبات الوطنية والأعياد وأفراح الزواج. ويشارك في «العيالة» علية القوم ببنادقهم وسيوفهم، شحذاً للهمم والنخوة، أو فخراً وابتهاجاً.

تويتر