السـوري بعيتـي أميراً للشعـراء 2009

عمر بن زايد آل نهيان كرّم الفائزين. من المصدر

توج الشاعر السوري حسن بعيتي أميراً للشعراء، عقب فوزه مساء أول من أمس، بالمركز الأول في المسابقة التلفزيونية «أمير الشعراء»، بنتيجة 56٪ من مجموع تصويت الجمهور ونقاط لجنة التحكيم، ليفوز باللقب، ومبلغ مليون درهم وبردة وخاتم الإمارة، حيث قام سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان المرافق العسكري لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، بتكريم الشعراء الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى في المسابقة، على خشبة مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، بحضور مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، وتتويج الشعراء الخمسة وتسليمهم الدروع والجوائز.

وقد فاز الشاعر بسام صالح مهدي من العراق بالمركز الثاني بنسبة 55٪ من مجموع التصويت ونقاط اللجنة، ليفوز بمبلغ 500 ألف درهم، وحلّ تركي عبدالغني من الأردن في المركز الثالث بنسبة 53٪ ليفوز بمبلغ 300 ألف درهم، وحصل وليد الصراف من العراق على المركز الرابع بنسبة 51٪، ليفوز بـ200 ألف درهم، بينما جاء حكمت حسن جمعة من سورية في المركز الخامس ليفوز بـ 100 ألف درهم، على ان تتولى إدارة المهرجان إصدار دواوين شعرية مقروءة ومكتوبة لأصحاب المراكز الخمسة في المسابقة.

كما شهدت الحلقة العاشرة والختامية للمسابقة والتي أقيمت على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي وبثت على الهواء مباشرة على قناة أبوظبي، تكريم أعضاء لجنة التحكيم لبعض الشعراء المشاركين في المسابقة من خلال معايير خاصة يراها كل عضو من أعضاء اللجنة، فمنح د.عبدالملك مرتاض جائزته للشاعر الشاذلي القراوشي (تونس) كونه شاعراً متميزاً رصيناً يحسن اختيار الموضوعات ويبرع في تناولها، ويمتلك حساً شعرياً ومعجماً فنياً راقياً، ومنح د.علي بن تميم جائزته للشاعر رجا القحطاني (الكويت)، كونه شاعراً ملتزماً بقضايا ذاتية شديدة الحساسية ويمتلك مقدرة على استحضار التراث بلغة قريبة من الروح، ومنح د.صلاح فضل جائزته للشاعرة قمر صبري جاسم (سورية) لأنها كشفت عن أن الشاعرات العربيات مقتدرات على اختراق جدار الصمت في المشاركة الأنثوية الشعرية العربية، ومنح الشاعر نايف رشدان جائزته للشاعر مالك سمارة (فلسطين)، ومنح الدكتور أحمد خريس جائزته للشاعر حسن شهاب الدين (مصر)، كونه شاعراً متميزاً ولو حالفه الحظ وأنصفه التصويت لكان من بين شعراء الحلقة النهائية.

منافسة شرسة

وكان الشاعر اليمني الشاب محمد السودي خرج من المنافسة على اللقب في بداية الحلقة، بعد حصوله على أقل مجموع من درجات التحكيم والتصويت، لتنحصر المنافسات النهائية في خمسة شعراء هم: بسام صالح مهدي (العراق)، تركي عبدالغني (الأردن)، حكمت حسن جمعة (سورية)، حسن بعيتي (سورية)، وليد الصراف (العراق)، وبدأت المنافسة بقصيدة ألقاها المتسابق بسام صالح مهدي (العراق) قال فيها د.أحمد خريس، إنها قصيدة حافلة بالجمال الفني الفائق، كما أنها أعطت الشاعر فرصة لتأمل ذاته، وأشار الشاعر نايف الرشدان إلى أن الشاعر يتقن لغة شعرية جميلة بها شفافية عالية وتجربته الشعرية جزلة، وأضاف أن النص يشتمل على انفعالات حية، وقال د.صلاح فضل إن الشاعر بلغ أقصى ما يمكن للشاعر أن يبلغه كما أن النص يحمل الشعر الحقيقي.

وألقى الشاعر تركي عبدالغني قصيدة قال الدكتور علي بن تميم، إن صاحبها يملك قدرة فريدة على المزج بين المادة والفكرة والصورة والمعنى، وقد أبدع الشاعر في كتابة قصيدته، وقال الدكتور عبدالملك مرتاض إن النص بديع فيه لغة جزلة وجميلة ونقية معجمياً وفيها من الشعرية العالية الكثير، أما الدكتور أحمد خريس فقال إن لغة القصيدة جميلة فنياً وبديعة لغوياً وعالية الشعرية أيضاً.

بعد ذلك ألقى المتسابق حسن بعيتي قصيدة شعرية وجدها الشاعر نايف الرشدان مفعمة بالقيم الفنية وتدل على أن الشاعر الذي كتبها كبير وله أهمية كبيرة، وأشار د.صلاح فضل إلى أن شعر حسن بعيتي أجمل ما يمكن للروح أن تشف به، فالكلمات عبارة عن معزوفة ذات مفردات جميلة، وقال د.علي بن تميم إن الشاعر يحسن التفكير في البدايات، وهذه القصيدة حملت لغة شعرية عالية منذ البداية.

وتلاه الشاعر حكمت حسن جمعة من سورية الذي أنشد قصيدة وصفها د.عبدالملك مرتاض بأنها من أجمل القصائد على الرغم من أن الشاعر تقمص فيها شخصية المتنبي ولكنه شاعر جميل، وقال د.أحمد خريس إن مضمون النص رائع جداً ، ويمتلك صاحبه القدرة على حل الشعر، ووصف الشاعر نايف الرشدان التجربة الشعرية بالمتفردة وبها جزالة فائقة.

واختتمت الأمسية بالمتسابق وليد الصراف (العراق) الذي ألقى قصيدة قال فيها الدكتور صلاح فضل، إن الشاعر توج من خلال القصيدة مسابقة شعرية رائعة، فالشاعر اكتشاف المسابقة، وأبدع في تقديمه هذا النص، ورأى الدكتور علي بن تميم أن الشاعر يحاول أن يتمثل نوعاً أدبياً تراثياً ليعيد بعثه من جديد، كما أنه حاول قراءة قصيدة نزار ولكنه أبدع في كتابتها وأجادها وأتقن كتابة لغتها الشعرية العالية، وقال الدكتور عبدالملك مرتاض إن القصيدة مبهرة وتعتلي نوعاً من الترميز الذي يتوه فيه المتلقي، كما لو أن الشاعر أتى مسك ختام الشعر في هذه الحلقة.

وفي الجزء الثاني من المسابقة تناوب أعضاء لجنة التحكيم الدكتور علي بن تميم والدكتور صلاح فضل والدكتور عبدالملك مرتاض، قراءة أبيات شعرية، طالبين من الشعراء ارتجال بيت واحد على الوزن والقافية نفسيهما للأبيات التي ألقوها، وقدم المشاركون الخمسة أجمل ما لديهم في صورة شعرية راقية، قال فيها د.عبدالملك مرتاض موجهاً حديثه للخمسة، لقد أبدعتم خلال المرحلة الطويلة الماضية، وأكد الدكتور أحمد خريس أن الشعراء يحملون لغة رصينة جميلة، وقال الشاعر نايف الرشدان إن الشعراء لديهم قدرة عجيبة على استيعاب اللحظة والتحدي وشعرهم فذ ويحمل رؤية تعبر عن ثقافة راقية، وأشار د.صلاح فضل إلى أن الشعراء تميزوا بقوة البديهة وحداثة التراكيب، وأشار د.علي بن تميم إلى قوة الارتجال عند الشعراء الخمسة.

احتفالية شعرية

واكتمالاً للطابع الاحتفالي الذي تميزت به الحلقة، حل الشاعر السعودي زياد بن نحيت الفائز بلقب شاعر المليون في موسمه الثالث 2008-2009 ضيفاً على برنامج «أمير الشعراء» وألقى قصيدة بالفصحى، إلى جانب قصيدته النبطية. كما تضمنت الحلقة «أوبريت» غنائية عن البرنامج وأبوظبي، كتب كلماتها كل من الشاعر كريم معتوق من الإمارات ومحمد ولد بمبا من موريتانيا الحائزين على لقب أمير الشعراء موسمي 2007 و2008 على التوالي، وقام بتلحينها الفنان كاظم الساهر، واشترك في تقديمها على المسرح كل من الفنان كاظم الساهر والفنانة أسماء المنور والفنانة غادة رجب، بمصاحبة فرقة أورنينا السورية للرقص المسرحي، في تأكيد سعي الهيئة إلى تقديم الفن الراقي والأصيل إلى جمهورها الذي ينتظر مثل هذه الفعاليات، وحرصها على احتضان الفنانين العرب وتكريمهم.

تويتر