6 شعراء يتنافسون على بردة الأمــير

تركي عبدالغني مبتهجاً بتأهله. من المصدر

ابتدأ العد العكسي لتصفيات مسابقة «أمير الشعراء» بالحلقة التاسعة، وهي ما قبل الأخيرة من حلقات التصفيات النهائية لاختيار خمسة متسابقين من الشعراء الستة الذين تأهلوا في الحلقات السابقة، وكان آخرهم الشاعر تركي عبدالغني.

وشهدت الحلقة التي بثت مباشرة مساء أول من أمس، على تلفزيون أبوظبي وقناة أمير الشعراء، وإذاعة إمارات اف ام، حضوراً للشعر المبدع الذي تبارى في ساحته الشعراء فأبدعوا إلقاءً وتجدداً في قصائدهم الجميلة، والمجاراة التي برهنت عن امتلاك لمهارات الشعر عبر معارضة رائعة لقصيدة الشاعر الكبير «أبي العلاء المعري» تشتمل على وصف قلعة الجاهلي التي بناها المغفور له الشيخ زايد الأول الكبير، ما أسفر عن إعطاء لجنة التحكيم للشاعر بسام صالح مهدي من العراق الدرجة الأعلى من درجاتها، ما أهّله للحلقة الأخيرة من مسابقة أمير الشعراء في مرحلتها الثالثة والأخيرة والتي يجري التنافس فيها على اللقب بين خمسة من الشعراء المتسابقين.

 
معايير الحلقة الـ10



أعلنت لجنة التحكيم في نهاية الحلقة عن معايير المشاركة في الحلقة الـ10 والأخيرة من برنامج أمير الشعراء، والتي تشترط على الشعراء كتابة قصيدة من 10 إلى 14 بيتاً يختارون وزنها، على أن يكون موضوعها رحلة الشاعر في مسابقة أمير الشعراء بين مشاعر القبول والرضا والحب، والموقف من المفاجآت التي حدثت للشاعر خلال رحلته تلك.

وبرنامج أمير الشعراء تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وتنفذه شركة بيراميديا، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب «أمير الشعراء» وجائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي، إضافة إلى جائزة بردة الإمارة والتي تمثل الإرث التاريخي للعرب، وخاتم الإمارة والذي يرمز للقب الإمارة، كما يحصل الفائزون بالمراكز الأربعة التالية على جوائز مادية قيمة، هذا إضافة إلى تكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم، والبرنامج من إعداد الشاعر عارف عمر، وتقديم الإعلامي حامد المعشني. أبوظبي ــ الإمارات اليوم


كارول سماحة

في بداية الحلقة تم الإعلان عن اسم المتنافس السادس من الحلقة الثامنة الذي انضم لقائمة الـ (6) التي تمثل نخبة الشعراء الـ (35) الذين تنافسوا على مدى الأسابيع الماضية، والذين اختيروا بدورهم من بين آلاف المترشحين وهو الشاعر تركي عبدالغني (الأردن)، فيما سيتم الإعلان عن أمير الشعراء الجديد في نهاية الحلقة الأخيرة التي تبث على الهواء مباشرة عبر قناة أبوظبي الفضائية مساء يوم الخميس المقبل.

كما شهدت الأمسية حضوراً طربياً جميلاً للمطربة اللبنانية المتألقة كارول سماحة في غنائها قصيدة «الطفل العربي» من كلمات منصور الرحباني، رافقه حضور لافت لحشود كبيرة ملأت المسرح بأبناء الجاليات العربية خصوصاً مشجعي الشعراء من محبي الشعر ومتذوقيه، ورأت الفنانة سماحة أن الفن يهدف إلى إسعاد الناس، وأن البرنامج يصرخ بأعلى صوته ليقول هناك شيء اسمه أدب وفن، فن راقٍ وجميل نفتقده، مشيرة إلى أن القصيدة لا تموت على عكس أغنية اليوم السريعة فهي سريعة النسيان، أما القصيدة ففيها من العمق والشكل والمضمون الخاص باللغة العربية ما يجعلها خالدة، مشيدة بدور أبوظبي وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث في ما تقدمه من رعاية للشعر الفصيح وتثري به الساحة الثقافية العربية.

كما حل الشاعر العراقي الكبير عبدالرزاق عبدالواحد ضيف الشرف الثاني في الحلقة والذي ألقى قصيدة بكى فيها العراق، مشيراً إلى قدرة أهل العراق على الصمود والصبر ومواجهة الظروف القاهرة التي يعيشها العراق اليوم.

«ذات الطريق»

افتتح أمسية الشعر الشاعر تركي عبدالغني بقصيدة «على ذات الطريق» وهي قصيدة اعتبرها الدكتور أحمد خريس جميلةً وقويةً ولكن فيها بعض الأخطاء، بينما رأى فيها الشاعر نايف الرشدان أنها عبرت كما يعبر لاعب الكرة وبرزت فيها العاطفة قوية، على الرغم من أنها تقمصت صورة الشاعر الذي يعيش التجربة، وأشاد الدكتور صلاح فضل بالقصيدة التي بينت عن قدرة عالية على النظم بقوة وجسارة يستحق الشاعر التهنئة عليها، على الرغم من أنها جاءت مباشرة في رأيه لاحتياج الشاعر إلى شيء من الدهاء ولأنه كان صريحاً ومباشراً في طرح موضوعه، مشيراً إلى تعسف الشاعر في التعبير في بعض مواضع النص.

تلاه الشاعر بسام صالح مهدي من العراق والذي ألقى قصيدة بعنوان «عين الأرض» رأى فيها الدكتور علي بن تميم اختياراً موفقاً ورائعاً للعنوان، وأشار إلى أن الشاعر يستمد مفردة العنوان من العين لأنها مصدر الوجود، في كتابته نصه الذي يدل على استيعاب جيد للتاريخ، واستلهام لقصائد عصماء من الشعر العربي، كما في تناصه مع شعر أبي العلاء المعري. بينما اعتبر الدكتور عبدالملك مرتاض أن عنوان القصيدة جميل ورائع، جمع فيه الشاعر بين قيمتين عظيمتين هما الأرض والعين، وقال: «للعين معانٍ كثيرة في الحياة، وللأرض أيضاً، والنص يشتمل على صور جميلة جداً»، عاتباً على الشاعر ضرورة أن يكون مطلع قصيدته أقوى قليلاً، إلى جانب التكرار الذي كاد أن يسطح القصيدة، أما الدكتور أحمد خريس فقد أشار إلى الاستنفار الهائل للمعرفة الشعرية مع الاستفادة الذكية والرائعة منها، ما يدل على القراءات الواسعة والكثيرة للشاعر، وألمح إلى وجود بعض الهنات في القصيدة والتكرار غير المرئي من جانب الشاعر.

قرأ بعده الشاعر حسن بعيتي قصيدة «وفاءً لفارسها» رأى فيها الشاعر نايف الرشدان رسالةً تعبّر عن كل مشاعر الجمال التي يحملها الشاعر، معتبراً أن القصيدة تراوحت بين إبراز معاني الجمال وبين حق الشاعر في البكاء، وأن النص يخلو من النظمية إلا في بعض الأبيات، وقال إن «أمراء الشعراء الحقيقيين يتمثلون في بناة الحياة وصانعي الأمجاد القائمين على حكم إمارة أبوظبي»، بينما جاءت القصيدة في رأي الدكتور صلاح فضل حافلةً بكلمات لها تاريخ وعلاقات في صياغة جزلة متماسكة، واستحضارات تفي ببعض الإيحاءات الشعرية المعبرة. أما الدكتور علي بن تميم فقد رأى أن النص جميل جداً والشاعر قادرٌ على السيطرة على كلماته، مشيراً إلى التأثر الواضح والتفاعل بين قصيدة الشاعر وقصيدة المعري.

«أم القلاع»

تلاه الشاعر حكمت حسن جمعة من سورية في قصيدة بعنوان «أم القلاع»، أشاد بها الدكتور مرتاض مشيراً إلى ان الشاعر استطاع أن يربط بين مكانين عربيين عزيزين مجيدين، عبر عملية تكثيف شعري متين وتوظيف شعري لافت، أما الدكتور أحمد خريس فقد أخذ على النص طريقته المغرقة في التقليدية، وقال «سنجد العشرات بل المئات من المفردات التي تدل على ذلك، وبعض الأمور تحتاج إلى معالجة المعاني بخصوصية»، واعتبر الشاعر الرشدان أن عاطفة الأمومة تفيض بمشاعر صدق ومحبة خصوصاً في مطلع القصيدة، وأكّد أن تعابير الشاعر مستمدة من جوهر الشعر مع توثيق للمضامين من قبل الشاعر.

وقرأ الشاعر محمد السودي من اليمن قصيدة بعنوان «ذبول مؤقت»، قال عنها مرتاض «الإلقاء جميل جداً، ولكنك لم توظف قضية واضحة في هذا النص، أما من حيث الصياغة فهي جميلة تدل على حضور رائع لشاعر جميل يشبه البرعم المتفتح شعراً»، أما الرشدان فرأى أن الشاعر لعب دوراً مختلفاً في هذا النص عن زملائه الشعراء في اختياره موضوع مناجاة قلعة الجاهلي لروح المغفور له الشيخ زايد الأول الكبير، فتحدث على لسانها واستطاع التعبير عن مشاعرها بإحساس شعري عميق.

وختاماً، قرأ الشاعر وليد الصراف قصيدته «محاولة فاشلة لاقتحام قلعة الجاهلي» التي قال فيها الدكتور فضل «ركبتَ البحر الطويل وكنت قادراً على ركوب كل البحور»، مشيراً إلى أن فيها كثافة تصويرية حقيقية، وهي تدير عجلة الزمن كأنها شريط سينمائي باهر، وأن ختام القصيدة أضعف من مطلعها، أما بن تميم فاعتبر أن القصيدة تشعرنا بعبق المكان وخصوصيته وما يحتويه، وأضاف الدكتور مرتاض «لا يرقى هذا النص إلى أهمية النصوص التي عوّد الشاعر الصراف جمهور برنامج أمير الشعراء عليها، وفي هذا النص صنعة شعرية قائمة على اللعب بالألفاظ»، وقال «أجمل ما في القصيدة آخر بيتين فيها».

ثم أعلن الدكتور علي بن تميم معيار التنافس الثاني في الحلقة التاسعة ما قبل الأخيرة بين الشعراء، والمتمثل في الطلب من كل شاعر من الشعراء كتابة أربعة أبيات يقوم الشعراء الآخرون بمجاراتها في ما بين خمسة إلى سبعة أبيات، وقرأ الشعراء الستة بعد ذلك قصائدهم التي كتبوها في مجاراة نصوص زملائهم، فكانت آراء أعضاء لجنة التحكيم مجمعة على اعتبار أن الشعراء جميعاً أبدعوا وتألقوا في نصوصهم، معبرين عن رد فعل سريع واستيعاب لمضامين أبيات زملائهم، مبرزين جماليات هذه المضامين وإن غلب على محاولتهم بعض اللعب الذي يكشف عن حقيقة اتقانهم النظم أكثر من حقيقة الشعر نفسه والذي يكمن في غير ما قالوه.

واستقرت لجنة التحكيم بعد هذا التقييم على اختيار الشاعر المتسابق بسام صالح مهدي (العراق) بنسبة 46٪، كما قام جمهور المسرح بالتصويت للشاعر محمد السودي (اليمن)، فيما حصل الشاعر حكمت حسن جمعة (سورية) على تصويت جمهور الإنترنت أيضاً، كما منحت لجنة التحكيم نسبة (44٪) للشاعر وليد الصراف، محمد السودي (31٪)، حكمت حسن جمعة (39٪)، حسن بعيتي (44٪)، تركي عبد الغني(37٪).
تويتر