«دبي للإعلام»..حكايات من العالم العربي

منذر رياحنة ولاميتا فرنجية في مسلسل «جمر الغضا».                 من المصدر

تبحر مؤسسة دبي للإعلام في شهر رمضان في أعماق المجتمع العربي من المحيط إلى الخليج، وتبرز المشكلات وتكشف العيوب وتسلط الضوء على أوجه التقصير التي أفرزتها سرعة إيقاع الحياة. وتتناول قناتا «دبي» و«سما دبي» تلك الظواهر الاجتماعية في إطار كوميدي تارة، وضمن نسيج درامي تارة أخرى، أو عن طريق برامج متخصصة تستضيف ذوي الخبرة والمعرفة لتقديم النصائح للمشاهد.

من خلال سلسلة من المواجهات الصريحة، وفي إطار درامي يشكل علامة فارقة في مسيرة الدراما السورية، يعرض تلفزيون دبي في شهر رمضان المسلسل الاجتماعي «زمن العار» وهو من تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير وإخراج رشا شربتجي. ومن بطولة تيم حسن، بسام كوسا، منى واصف، خالد تاجا، سلافة معمار، ديما بياعة، لنصل إلى وجبة درامية متكاملة تترك البصمة وتصنع الفارق وتخلّد الإبداع. في عمل يطرح الكثير من الأسئلة حول تشابك القيم في الحياة العربية الراهنة وكل المفاهيم المختلطة تحت يافطة «الحداثة والمعاصرة».

«حقي برقبتي»

وعلى الخطى نفسها يسير مسلسل «حقي برقبتي» الذي يعرض على قناة دبي، ولكن هذه المرة بنكهة مصرية وفي إطار كوميدي. حيث يجتمع الفنان الكبير حسن حسني مع النجمة ماجدة زكي اللذين درسا الحقوق معاً وتزوجا، ويفتح كل منهما مكتباً للمحاماة منفصلاً عن الآخر. ويرصد المسلسل تأثير صراع المنافسة والحرص في التفوق المهني في العلاقة بين الزوجين. أما قضية التسرع في الزواج في لحظة طيش وما يترتب عليها من إهمال للأطفال، والأزمات والمشكلات الاجتماعية اللاحقة، فيناقشها المسلسل الخليجي «عمر الشقا» بطولة حياة الفهد وأحمد سليمان.

وفي إطار اجتماعي نفسي، وفي حلقات مسلسلة، تطل علينا يسرا في مسلسلها الجديد «خاص جداً». حيث نتعرف إلى الدكتورة شريفة زكي طبيبة الأمراض النفسية التي تمتلك مركزين طبيين حديثين للعلاج النفسي والعصبي، أحدهما في القاهرة والآخر في دبي. ويضم كلا المركزين أقساماً عدة لعلاج الأمراض النفسية والعصبية، حيث تقوم بممارسة عملها في العيادتين، فتقضي أسبوعاً في القاهرة وآخر في دبي. الحالات التي تقوم الدكتورة في علاجها لا حصر لها لمرضى من الجنسين ومن أعمار وجنسيات مختلفة في المركزين، وعليه يتفاوت أسلوب تناولها حسب كل حالة، فتارة يستغرق عرض الحالة حلقة واحدة، وتارة يستغرق حلقات عدة، وتارة تتوغل مع الحالة في حياتها، فتذهب إلى بيوت أصحاب الحالات وتستعرض دراما حياتهم، وتارة تكتفي باستعراض للحالة داخل العيادة فقط. كما تتوغل وتؤثر فيها وتتأثر بها، لدرجة تجعلها تستعرض الأوضاع النفسية والاجتماعية والسياسية في العديد من المجتمعات العربية.

وفي عوالم قصص الحب والحرب نعيش مع مسلسل «جمر الغضا» الذي تدور أحداثه بين قبائل بدوية في نهايات العهد التركي، حيث تبدأ الأحداث بغزو كبير يحمل طابع الثأر والرد على غزو سابق، يقوم به الشيخ ابن الصافي، على قبيلة الشيخ راجح، فيقتل الشيخ ابن الصافي رجلاً اسمه «معدي»، لتندفع «طروش» وترتمي بفجيعة لا مثيل لها على زوجها القتيل، إلى درجة تلفت انتباه ابن الصافي الذي تندفع إليه متوسلة أن يقتلها، لكنه يقدم لها فدية زوجها ويطلب منها اللجوء إليه إن جارت الأيام عليها. وبعد لجوئها إلى قبيلته، يبني لها بيتاً إلى جانب بيته ويربط حبله بحبل بيته، مما يدفع زوجته «لولوة» إلى تلفيق المشكلات للتخلص منها لتتوالى الأحدث بعد ذلك عبر حكايات الشهامة والمروءة العربية في براري الشوق. والعمل من تأليف جبريل الشيخ وإخراج سعود فياض وبطولة لاميتا فرنجية ومنذر رياحنة، ويعرض على قناة دبي.

«هديل الليل»

وعلى «سما دبي» تتنوع القضايا الاجتماعية التي تتناولها المسلسلات المعروضة، فنرى أبناء الشيخ الجليل وهم يتصارعون ويحاولون الاستيلاء على ممتلكات بعضهم، في الدراما الشعبية «هديل الليل»، وهو من تأليف أمين صالح وإخراج أحمد المقلة وبطولة شهد، خالد البريكي، حسن رجب، والعديد من النجوم الخليجيين.

ويعتبر هذا المسلسل الجديد، المشروع الفني الخليجي الأضخم الذي يشارك فيه نخبة من كبار النجوم في الإمارات والكويت والبحرين والسعودية وعمان وقطر. كما أن العمل تقع أحداثه ما بين المدينة والجبل قبل 150 عاماً، وتستخدم فيه كمية كبيرة من الملابس والإكسسوارات الخاصة بتلك الفترة مع بناء وترميم قرية كاملة للمسلسل، إلى جانب كم كبير من الخيول والفرسان لتصوير مشاهد السطو والمعارك بين أهل المدينة والخارجين عن القانون، إضافة إلى أعداد كبيرة من الشخصيات المتنوعة من كبار السن والشباب والنساء والأطفال، في الوقت الذي تتنامى فيه الأحداث وترتبط كل شخصية بالأخرى وبالمكان والعلاقات المتشابكة والصراعات. وفي إطار درامي آخر، يطرح مسلسل «الجيران» على قناة «سما دبي» العلاقة بين الجيران في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الطارئة على مجتمع الخليج. يحذر المسلسل من بداية تزعزع مفهوم الجيرة كما عرفناه وعشناه، وعدم قدرته على الصمود في وجه المفاهيم المستوردة التي تغذي النزعات الفردية، من حب للتملك وتراكم للثروة وصعود طبقي على حساب العلاقات الاجتماعية ومنها علاقة الجيرة.

«حنة ورنة»

المسلسل الكوميدي الشعبي «سوالف طفاش» يجسد بقصصه المنفصلة وشخصياته الثابتة، الأجواء العامة للحياة الخليجية الاجتماعية في الفترة ما بين الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، مع بعض الإسقاطات على الوضع الحالي. فيما يعود مسلسل «حنة ورنة». تأليف يوسف إبراهيم وإخراج عمر إبراهيم إلى فترة ما قبل اكتشاف النفط والنهضة العمرانية التي شهدتها المنطقة. ويتابع المشاهد من خلال هذا المسلسل العديد من الخطوط الكوميدية والمشكلات الطريفة التي يتعرض لها بطل المسلسل سواء في المنزل أو الحي أو مع الجيران. يعرض المسلسل أيضا على قناة «سما دبي». وتدور أحداث المسلسل حول بعض المواقف الاجتماعية الأسرية التي تحدث بين «حلوم» و«عنتر» الذي ضاق ذرعاً من تصرفاتها وتصرفات ابنها ويحاول تعديل تصرفاتهم فيغرق في مشكلاتهم مع أهل الفريج من خلال تعدد المواقف اليومية الكوميدية.

وتصف الفنانة الإماراتية المخضرمة رزيقة طارش المسلسل الجديد بالعمل الكوميدي التراثي، الذي يجمع بين الكثير من الخطوط الكوميدية والمشكلات الطريفة التي تتسبب فيها «حلوم» التي تشارك في كل شيء ولا توفر أي مناسبة للحديث أو النميمة، سواء في «الفريج» وأحاديث الجيران أو في المنزل مع زوجها، إلا وتكون طرفاً فيها، وهذا ما يوقعها في العديد من المواقف الكوميدية التي سيتابعها الجمهور على قناة «سما دبي» في شهر رمضان المبارك، كما أن هذه الأحداث والمواقف الطريفة هي نوع من تذكير الجيل الجديد بما كانت عليه بعض نواحي الحياة في الفترة السابقة قبل اكتشاف النفط، وهي رسالة اجتماعية وإنسانية ستصل إلى الجمهور من خلال هذه المواقف الكوميدية والعمل من بطولة أمينة عبدالرسول، علي التميمي، مروان عبدالله صالح، سعيد بتيجة، ونخبة من نجوم الدراما الإماراتية.

حنة و رنة.                           من المصدر

تويتر