المصـــري حسن شهاب الدين إلى نهائيات «أمير الشعراء»

تأهل الشاعر المصري حسن شهاب الدين عبر نصه «جناح الماء» في الحلقة الثانية من برنامج مسابقة «أمير الشعراء»، التي بثها تلفزيون أبوظبي وقناة أمير الشعراء أول من أمس، مباشرة من مسرح شاطئ الراحة في أبو ظبي، ليكون بذلك ثاني شاعر يتأهل للمرحلة التالية من المسابقة بقرار من لجنة التحكيم، بعد الشاعر الأردني تركي حسين. وشهدت الحلقة تأهل وليد الصراف (العراق) وولد متالي لمرابط أحمد (موريتانيا) من شعراء الحلقة الماضية من المسابقة، بتصويت الجمهور ونتائج لجنة التحكيم.

وشهدت الحلقة تفاوتاً واضحاً في مستوى القصائد التي قدمها المتسابقون، وهم ليلى شغالي (موريتانيا)، ورجا القحطاني (الكويت)، وخالد حجار (فلسطين)، وحسن أحمد القرني (السعودية)، وعمر عناز (العراق)، ونجيب جحيش (الجزائر)، وحسن شهاب الدين (مصر)، ما سهل إلى حد ما من مهمة لجنة التحكيم التي نجح أعضاؤها في التصدي بالنقد لمشاركات الشعراء، بأسلوب أكثر توازناً من الدورتين السابقتين.

وجاءت بداية المنافسات بقصيدة حسن أحمد القرني «عندما يرقص التمثال» التي مال فيها لاستخدام لغة أقرب إلى العامية، وتحكي صوراً من الحياة اليومية، كما رأى الدكتور أحمد خريس. واعتبر الدكتور علي بن تميم أن القصيدة تتأرجح بين ثنائية اليومي والرومانسية، ما سبب عدم توازن فيها، وذكر نايف الرشدان أن في النص عمقاً يتجاوز القراءة الأولى، ومنشؤه الأمل والحلم.

نسيج لغوي

وتميز الشاعر حسن شهاب الدين بقصيدته «جناح الماء» التي أجمع أعضاء اللجنة على كثافة اللغة الشعرية في أبياتها ومضمونها. وقال الدكتور صلاح فضل إن الشاعر ينسج لغته الشعرية بجسارة وجدارة. ورأى الدكتور عبدالملك مرتاض أن القصيدة تحمل صوراً شعرية من أجمل الصور التي شهدتها الحلقة. وقال الدكتور علي بن تميم إن «الشاعر أكثر من استعماله حروف العطف، على الرغم من اللغة الشعرية المكثفة».

وقرأ خالد حجار قصيدة ملحمية تميزت بالسرد التاريخي، بعنوان «وميض إلى حطين»، جاءت مباشرة وخطابية بإجماع اللجنة، وقال مرتاض إن «عنوان القصيدة لا يتناسب ومضمونها». وأشار خريس إلى أن من يستمع إلى القصيدة يحسبها تنتمي إلى الزمن القديم، لكثرة المفردات اللغوية القديمة المستعملة في القصيدة. ورأى نايف الرشدان أن الشاعر يحاول في قصيدته استنهاض البناء التاريخي لمحاولة بناء جديدة. ووصفها بن تميم بالطنين الصاخب.

وقدم رجا القحطاني قصيدة «شظية في قلب الذكرى»، وذكر الرشدان أنها تحمل جملاً شعرية برؤية جديدة، وصوراً عدة . ورأى خريس فيها تكدساً للصور البلاغية، ونهايتها أجمل من بدايتها. ووجد فضل في القصيدة خفوتاً وضعفاً في بعض قوافيها.

وأشاد أعضاء لجنة التحكيم بقصيدة الشاعر عمر عناز، فقال بن تميم إنه «نص جميل، لكنه حمل نقلة غريبة في هذه القصيدة». وأشاد فضل بالقصيدة وعبارات الشاعر التي تميزت بالاقتدار والصياغة المحكمة والابتكار. ورأى مرتاض في النص لغة شعرية تأبى الرتابة واحترام النظام السائد.

وحملت مشاركة ليلى شغالي مفارقة طريفة، فعلى الرغم من أنها الصوت النسائي الوحيد في الحلقة، إلا أن النص الذي قدمته تميز بقدر لا بأس به من «الفحولة الشعرية»، كما ذهب أعضاء في لجنة التحكيم، ما أرجعته الشاعرة إلى تأثرها بجدّها. ورأى مرتاض أن النص تجربة عاطفية راهنة مضمخة بالفخر، وقال الرشدان إنه «يحمل مناجاة ذاتية، ولكن من الممكن حملها على أنها مقاربة قومية». ولفت خريس إلى أن القصيدة تنم عن شاعرية كاتبته.

ثمّ قرأ أخيراً نجيب جحيش قصيدة «وهج لأهلة العمر» التي رأى فيها فضل صورا جيدة كثيرة، وانتقد تركيبها الدرامي الذي لم يخدم النص.

نتائج

وفي نهاية الحلقة التي تضمنت مشاركة متميزة للمطرب صباح فخري والشاعرة إيمان بكري، أعلنت لجنة التحكيم عن ترشيحها المصري حسن شهاب الدين ، بينما رشح جمهور الإنترنت ليلى شغالي (موريتانيا) وحصل نجيب جحيش على تصويت جمهور المسرح، كما شهدت الحلقة انسحاب خالد حجار (فلسطين) بعد حصوله على أدنى درجات لجنة التحكيم، على الرغم من نجاحه في الإجابة عن سؤال الفرصة الذي تم استحداثه في الدورة الحالية، وتقدمه لجنة التحكيم للشاعر الذي يحصل على أقل درجة، ليعود من جديد إلى المسابقة، ويتلقي تصويت الجمهور مع زملائه في حال الإجابة عنه.

وتم الإعلان عن المتسابقين في الحلقة المقبلة من برنامج «أمير الشعراء»، وهم أمل طنانا (لبنان)، حسن النجار (الإمارات)، حسن بعيتي (سورية)، محمد مرهون (البحرين)، بسام مهدي (العراق)، أحمد مولود ولد رضوان (موريتانيا)، الشاذلي القراوشي (تونس).

وتضمنت حلقة البرنامج تقريراً مسجلاً عن حفلات «شاعر المليون» التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتزامن مع البرنامج، وكشف مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة، عبدالله العامري، عن أسماء ستشارك في الحفلات المقبلة، من بينها الفنانة المصرية آمال ماهر التي ستحيي حفل الأسبوع المقبل، إلى جانب أسماء لامعة أخرى، كأصالة وكاظم الساهر، معتبراً تكرار بعض الأسماء أمراً طبيعيا، لتعدد الحفلات، ولحرص الهيئة على اختيار الأصوات الطربية الأصيلة، وتمتلك القدرة على غناء القصيدة، بما يعزز طبيعة البرنامج ويتفق معها.

إسقاطات «البغبغان»

استحوذت الشاعرة المصرية إيمان بكري على إعجاب وتشجيع الجمهور في الفقرة التي حلت فيها ضيفة على الحلقة، وقدمت خلالها قصيدة سياسية باللهجة العامية بعنوان «البغبغان»، تضمنت إسقاطات كثيرة على الواقع السياسي والاجتماعي العربي بأسلوب فكاهي راق. وقالت أن الساحة العربية في حاجة لبرنامج «أمير الشعراء»، بل ولـ100 برنامج من هذا النوع، لنعيد للكلمة رونقها. ودعت الشعراء الفائزين للحفاظ على ما حققوه من مكاسب كبيرة من خلال البرنامج. وقدمت بكري قصيدة وطنية بالعامية بمناسبة فوز المنتخب المصري على نظيره الإيطالي الذي تزامن مع الحلقة.

تويتر