«شمشون الجبار».. وحدة عربية فنية على الخشبة

أشرف زكي وطلعت زكريا خلال افتتاح المهرجان. أ.ف.ب

افتتح عرض مسرحية «شمشون الجبار» من تأليف صاحب -والأردن وفلسطين والعراق»، لتكون المسرحية بمثابة مشروع وحدة عربية حقيقية على خشبة المسرح، وهو ما جعل اللجنة المنظّمة تشدد على شمولية «عربية شمشون»، وليس خصوصيته الإماراتية.

وحضر حفل الافتتاح أعضاء الوفد الإماراتي المشارك، المتضمن أسرة مسرحية «عنمبر» التي تمثل الدولة، وعدد من القيادات الثقافية ونجوم الخشبة المحلية، منهم رئيس دائرة الثقافة في الشارقة عبدالله العويس، ووكيل وزارة الثقافة الدكتور حبيب غلوم، ورئيس قسم المسرح في وزارة الثقافة، حسن رجب بصفته أيضاً مساعد مخرج في مسرحية «شمشون الجبار»، فضلاً عن الفنانين الإماراتيين المشاركين في المسرحية .

وحظي الحفل الافتتاحي الذي قُدم على هامشه أداء مسرحي، مثّل مقتطفات من أبرز المسرحيات العربية على مدى تاريخ المسرح العربي، بحضور مسرحي عربي مميز أيضاً، رافقه اهتمام إعلامي بتغطية الحدث الذي سعى المسرحيون العرب إلى إنجازه قبل نحو 15 عاماً، إلى أن احتضن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي فكرة إنشاء هيئة للمسرح العربي، الرئيس الفخري للهيئة التي يتولى رئاستها نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي، ويتولى منصب أمينها العام رئيس جمعية المسرحيين في الإمارات عبدالله إسماعيل.

وأشار عبدالله في كلمته الافتتاحية إلى أهمية تمكن المسرحيين العرب من عقد مهرجانهم الأول، بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة، مؤكداً أن هناك رغبة كبيرة من المسرحيين العرب بأن توحدهم خشبة المسرح «على كلمة سواء»، أساسها المسرح الجاد الهادف القادر على تجديد دمائه ذاتياً من أجل أداء دور فاعل في التنمية المجتمعية عربياً، والتواصل مع الآخر عالمياً، من دون افتقاد الإرث الثقافي والحضاري العربيين.

وتحدثت الفنانة القديرة التي توصف بأنها سيدة المسرح المصري، سميحة أيوب، في تصريحها عن اجترار ماضي المسرح العربي الذي مر بفترات تراوح بين قمتي الصعود والتراجع، وعن طموحها في مسرح عربي قادر على حمل هموم الشعوب العربية ومناقشتها بحرية وموضوعية، وصولاً إلى مسرح فاعل ومؤثر وقائد للجماهير العربية على تنوع أقطارها.

وكانت إشارة انطلاقة البداية رسميا كانت بقول رئيس المهرجان أشرف زكي في كلمته الافتتاحية «على بركة الله نعلن انطلاق الدورة الأولى لمهرجان المسرح العربي»، مستسمحاً أعضاء المهرجان والحضور بأن يهديها إلى روح الفنان الذي رحل قبل أسابيع قليلة الفنان السيد راضي.

وقام كل من زكي وعبدالله وسميحة أيوب بتكريم المخرج أحمد زكي الملقب بسندباد المسرح المصري، مشيرين إلى أن الفعل التكريمي سيكون مصاحباً لدورات المهرجان لأصحاب الجهود الدؤوبة والطاقات الاستثنائية، الذين أثروا بعطائهم خشبات المسرح العربي.

وكان الحصول على مقعد خالٍ من أجل حضور العرض الافتتاحي مهمة صعبة للجموع التي سعت لدخول قاعة العرض المسرحي، وقال أشرف زكي لـ «الإمارات اليوم» إن هذا «تأكيد على أن المسرح الجاد شديد الجاذبية أيضاً للجمهور»، ونفى صحة مقولات تذهب إلى أنه لا جمهور سوى للمسرح الهزلي. وقال إسماعيل عبدالله أن «العرض الافتتاحي في المهرجانات دائماً ما يكون الأكثر جماهيرية، وهو أمر جعل اختيار «شمشون الجبار» للعرض الافتتاحي منطقياً، نظراً إلى محتواه الدرامي الذي يحرض باتجاه الكثير من الأفكار والطروحات المتعلقة بالواقع العربي، فضلاً عن أنه فعلياً بمثابة دعوة مسرحية لتحقيق وحدة عربية حقيقية، ولو على المستوى الثقافي، من خلال خشبة المسرح التي كثيراً ما تكون شديدة التحريض باتجاه خطوات أكثر شمولية.

وتتناول «شمشون الجبار»، وهي من إخراج الدكتور أحمد عبد الحليم، قضية الصراع العربي الإسرائيلي من خلال قضية فلسطين التي اكتست أبعاداً رمزية من خلال صراع «شمشمون» الذي استخدمته إسرائيل في التنكيل بالفلسطينيين، قبل أن تمكنهم «دليلة» من الوصول إلى مكمن قوته وقص شعره، ومن ثم اقتلاع عينيه، تمكن في السياق المسرحي بعد سنوات من الزمن الدرامي المتخيل رغم ذلك من الانتقام وهدم المعبد على رؤوس الجميع، رغبة في الانتقام من الفلسطينيين الذين وقعوا في شراك أحابيل القبائل اليهودية، لترصد المسرحية، مستعينة بالأداء المسرحي على الخشبة تارة، والتقارير المصورة على شاشة العرض، تارة تاريخاً من الانتصارات والانكسارات مع العدو الصهيوني.

 

حضور

تابع عرض مسرحية «شمشون الجبار» عدد من الفنانين المصريين، منهم فيفي عبده وأحمد عبدالوارث ورانيا فريد شوقي وطارق الدسوقي، قبل أن تتحول السهرة التي أقيمت على شرف الوفود المشاركة في قصر المينسترلي المطل على نهر النيل الذي بناه محمد علي باشا، إلى تجمع مسرحي عربي لوفود الدول المشاركة ذابت فيه فوارق اللهجات والانتماءات إلى مسارح محلية لمصلحة حوار مسرحي عربي أكثر شمولية 

 

تويتر