عرض مسرحي لجمهور من الصم والبكم في رام الله

من العرض المسرحي في رام الله.

تفاعل 30 طالباً وطالبة من الصم مع العرض المسرحي «يوم من الماضي ويوم من المستقبل» الذي قدمه نادي الدراما في المدرسة الانجيلية الاسقفية العربية، أول من أمس، ضمن فعاليات الموسم الثاني لمسرح المضطهدين. وتبددت خشية الممثلين من عدم تفاعل الجمهور الذي وجدت الى جانبهم مترجمة إشارة كانت تترجم لهم ما يقال في العرض المسرحي الذي يعتمد في جزء كبير منه على لغة الجسد ويتناول قضايا مجتمعية منها معاكسة البنت في الشارع والتمييز الوظيفي وعمل المرأة والزواج المبكر وغيرها.

وقالت روان سعادة طالبة الصف التاسع التي تشارك أول مرة في عرض مسرحي امام الجمهور «كنا خائفين أن نقدم عرضاً امام طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكنهم تفاعلوا معنا تماماً وشعرنا بالسعادة ان رسالتنا من العرض وصلت اليهم». واضافت «المشكلات التي تعرضها المسرحية موجودة في المجتمع بدرجات مختلفة ويتم التعامل معها بأشكال مختلفة سواء تعلق ذلك بالزواج المبكر او عمل الفتاة وكيفية التعامل معها عندما تتعرض لمعاكسة في الشارع».

واعتمدت المسرحية التي قدمت على مسرح عشتار بمشاركة تسعة طلاب في احد جوانبها على القصة الشهيرة «الف ليلة وليلة» حيث كانت تروي شهرزاد

حكايات من المجتمع للسلطان الذي لا ينفك يأكل وهو حامل سيفه يريد مزيداً من الحكايات وخصوصاً تلك المتعلقة بالنساء. وقالت الممثلة الفلسطينية بيان شبيب التي دربت الفرقة على هذا العمل المسرحي بأسلوب مسرح المضطهدين المبني على مشاركة الجمهور في ايجاد حلول للقضايا التي يطرحها «هذا العرض بالنسبة لي خاص جداً ان يقدم امام هذا الجمهور الذين لديهم مشكلات في السمع والنطق وان يكون هذا التفاعل وهذه السعادة التي رسمت على وجوههم، هذا بالنسبة لي انجاز كبير».

واضافت «يمكنني القول إن بين المشاركين في هذا العرض المسرحي ثلاثة وجوه واعدة في المسرح»، وابدى الجمهور إعجابه بالعرض. وقالت صابرين حرفوش، 15 عاماً، بلغة الاشارة التي تولت اختصاصية تعليم لغة الاشارة في مركز الاتصال التام للصم في الهلال الاحمر ترجمتها «العرض كان جميلاً ويمكن ان نساهم في تقديم حلول للمشكلات التي عرضت». واضافت بعد ان كانت تتحدث بلغة الاشارة مع بعض الممثلين الذين شاركوا في العمل المسرحي انها ترغب في ان تشارك في اداء مسرحي ولكن مع زملائها من المركز.

وتساهم اعاقة السمع والنطق في جعل صاحبها قادراً بشكل اكبر على فهم لغة الجسد والشفاه. وقالت سهير بدارنة مديرة مركز الاتصال الاتم للصم في الهلال

الاحمر الفلسطيني الذي يضم 103 من الصم من الروضة حتى الثانوية العامة الذي تدرس فيه أول مرة هذا العام ثلاث طالبات «تصبح لدى فاقدي القدرة

على السمع والنطق قدرة كبيرة على فهم لغة الجسد» وفي كثير من الاحيان لا تشكل اللغة عائقاً في مسرح المضطهدين الذي يعتمد كثيراً على لغة الجسد فكثيراً ما تعرض مسرحيات بلغة مختلفة عن لغة الجمهور من دون ان يشكل ذلك عائقاً امام التفاعل مع العمل المسرحي وان كان بدرجات مختلفة.

وقالت بدارنة «إن المركز يطمح الى ان يشكل فرقة مسرحية من ذوي الاحتياجات الخاصة ولدينا في هذه المرحلة فرقة للدبكة الشعبية ولكننا بحاجة الى امكانات للمسرح».
تويتر