لوحات فان كوخ «بين الأرض والسماء»

لوحات المعرض تدلل على مدى تعلق كوخ بالطبيعة. إي.بي.إيه

في حدث دولي غير مسبوق، يستضيف متحف «كونستميوزيم» في بال في سويسرا معرضاً استعادياً للوحات المناظر الطبيعية التي رسمها فينسنت فان كوخ، هي 70 تحفة فنية تعطي مقاربات جديدة لحداثة هذا التشكيلي الذي احتفى بجمال الخلق الفريد.

ولفت مدير كونستميوزيم والمشرف على معرض «فان كوخ بين الأرض والسماء .. لوحات المناظر الطبيعية»، برنارد مينديس بورغي إلى أن المعرض سيكون الحدث الفني الأبرز في العام الجاري. ويفتتح المعرض اليوم ويستمر إلى 27 من سبتمبر المقبل.

ويتوقع مينديس بورغي أن يستقطب المعرض 500 الف زائر، ويضيف «لا تشكل المناظر الطبيعية جزءاً أساسياً من اثر فان جوخ الفني فحسب، وإنما كان لها تأثير كبير في شخصيته الفنية وعلى فنه». الا أن نينا زيمر التي تشارك في الإشراف على معرض «فان كوخ بين الارض والسماء .. لوحات المناظر الطبيعية»، تقول إن الرسام الهولندي الذي ورث قيم القرن الـ،19 لم يبد للمفارقة سوى اهتمام ثانوي بلوحات المناظر الطبيعية، في حين توقف خصوصاً عند لوحات البورتريه. وتضيف إنه سعى إلى إيجاد صلات ووحدة حالٍ بين أعماله كلها، وهذا أحد مصادر حداثته.

وتوضح زيمر في كراس المعرض المرجعي أن فان كوخ بحث بدءاً من اللوحات الباريسية الثلاثية، ومروراً بسلسلة حقول القمح وسلسلة اشجار السرو، عن «ابتكار تناغم داخلي وخارجي على السواء». وتلفت إلى أن المعرض يتمتع، بموازاة منحاه التعليمي، بميزة أساسية، هي إعادة صوغ الوحدة لسلسلة لوحات فان جوخ، مثلما أرادها هو. أما الهدف فهو «تسجيل هذه اللحظات العابرة في سياق أكثر شمولاً». واستقدمت اللوحات الـ70 المعروضة في بال، وبعضها مجهول من الناس، من متاحف ومجموعات خاصة مصدرها العالم كله، وجيء بها من نيويورك وهونولولو وأمستردام وبرلين ومدريد ودبلن والقدس وكاناغاوا. وأضيفت إليها 40 لوحة عريقة من مجموعة كونستميوزيم ومن توقيع معاصري فان كوخ، مثل مونيه وبيسارو ورنوار وسيزان.

يسلط المعرض الضوء على بحث فان كوخ الفني الذي لا يهدأ. وقد بدأ مع الألوان الترابية في البدايات في هولندا، لاسيما في «حديقة بيت الكاهن»، وصولا إلى نمطه الذي صار أكثر ضوءاً في باريس وارل وسان ريمي ثم اوفير، حيث رسم فان كوخ في حمى الهستيريا 75 لوحة خلال 70 يوماً، قبل أن يقدم على الانتحار في .1890

وبحسب المشرفين، يسلط المعرض الضوء على براعة فان كوخ في الرسم استنادا «إلى لازمتين، إحداهما هولندية والثانية فرنسية».

ويتبين من المعرض أن الألوان والأشكال المبهرجة لدى الفنان، في مرحلة أرل خصوصاً، كانت في الواقع مخادعة. ذلك إن فان كوخ كتب في الـ35 لشقيقته في عام ،1888 أي قبل عامين على غيابه، «كلما صرت قبيحاً وشريراً ومريضاً وفقيراً، تملكتني الرغبة في الانتقام من خلال إضفاء ألوان مضيئة ومنسقة جيداً ومشرقة».

ويدلل بزوغ الشمس وطلوع القمر والأشغال في الحقل وتجسيد الفلاحين، على تعلق ابن القسيس، فان كوخ، العميق بالطبيعة وبدورة الفصول وبحياة الناس البسطاء. والفنان الورع رأى في الطبيعة مرآة للخلق، فضلاً عن أنه اعتبرها، في أسلوب الرومانسيين، لقاء بين قوة داخلية وقوى خارجية ولوحة «شجر السرو» التي تعود إلى عام 1889 وأعارها متحف متروبوليتان للفن في نيويورك لهذا المعرض، هي العمل الأشهر فيه.

تويتر