«ازدواجية» رومانسية الجواسيس ووحشية الشركات

ماذا سيفعل الجواسيس في الأفلام إن لم تكن عن الحرب الباردة؟ أو الحرب على الارهاب، الأمر المستجد، الذي حملت بعض الأفلام أولى ملامح الجاسوسية في تلك الحرب؟ ما الذي سيفعله عميل سابق في المخابرات البريطانية وعميلة سابقة في الـ«سي آي إيه»؟

الإجابة في فيلم Duplicity (ازدواجية) المعروض حالياً في دور العرض المحلية، الذي يجد في التجسس بين الشركات الكبرى في العالم مسرحاً لتقديم فيلم جاسوسية طريف، مع تمازج ذلك مع قصة حب غريبة بين راي (كليف أوين) وكلير (جوليا روبرتس)، مع إصرار كاتب ومخرج الفيلم توني غيلروي (صاحب فيلم «مايكل كلايتون») على اللعب على تقطيع الفيلم و«الفلاش باك» وإيهامنا بأن السرد مغاير، ويسعى لتقديم شيء غير لطافة القصة التي ستكون في النهاية، شاء غيلروي أم أبى، أهم ما في الفيلم الذي يقدم شيئا مسلياً لن يمانع أحد مشاهدته من دون اضطراره للملل إلا من كثرة المشاهد التي تستعاد فيها لقاءات كلير وراي.

أهم ما في الفيلم هو تصويره الشركات العابرة للقارات على أنها دول قائمة بذاتها، وأن الاحتياطات الأمنية وعمليات التجسس وتسريب المعلومات أشد تعقيداً ربما من التجسس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق، وعليه فإن كلير بخبرتها الاستخباراتية ستجد عملاً في شركة مستحضرات تجميل، وفي الوقت نفسه فإنها تعمل على تسريب معلومات مهمة جداً إلى الشركة المنافسة، التي سنكتشف أن راي يعمل مع طاقمها الأمني لكن عن طريق كلير، بعد اتفاقهما بأن نجاحهما في ذلك هو الطريق الوحيدة ليعيشا بهناء واستقرار.

سيمضي الفيلم من أوله إلى آخره، في مسعى لاكتشاف المعلومات التي تحملها كلير، وكيف ستتمكن بمساعدة راي من الحصول على المعلومات، وبالتالي تجسيد عنوان الفيلم.

في الفيلم لعب على المفاجأة والتفاف على الأحداث بغية تقديم نهاية مغايرة، ولعل العاشقين كلير وراي اللذين تنتقل بهما علاقتهما من مكان إلى آخر، يهيمن عليهما الشك، وتبدو العلاقة افتراضاً لكيف يمكن للجواسيس أن يتحابوا وعلى شيء من الكوميديا الخفيفة.

أفضل ما في الفيلم أنه لا يخرج بالبطلين فائزين، بل يأتي النصر من مكان آخر يكون بقبضة هاورد (توم ويلكنسون) الذي سنكتشف في النهاية أنه الرابح الأكبر وأن قصة اختراع شركته دواء يقضي على تساقط الشعر ويعيده أيضاً، ليس إلا فخاً سيقع به كلير وراي إضافة لخصمه العنيد ريتشارد ( بول جياميتي) الذي لا يكره في العالم شيئاً مثل كرهه لهاورد، حيث نشاهد من بداية الفيلم أن منافسة شركة كل واحد منهما قد تدفعهما إلى العراك وتبادل اللكمات على مرأى من الموظفين المحيطين بهما.

فيلم (ازدواجية) دعوة للتسلية والترفيه، ومسعى لتقديم فيلم خفيف يمر سريعاً وبخفة وفي محاولة لتقديم رومانسية خاصة، لها أن تكون رومانسية الجواسيس وحياتهم العاطفية التي ينتصر فيها الحب رغم المخاوف والشكوك التي تحيط بهم، ومع تأكيده على وحشية الشركات العابرة للقارات التي سبق أن أكد عليها توني غيلروي في «مايكل كلايتون».

تويتر