عزوف ســـــوري واســـع عن «الفيديو آرت»

125 عمل فيديو من 42 دولة شاركت في المهرجان. أرشيفية

عاشت دمشق على مدى 12 يوماً، للمرة الأولى، اختباراً «يورّط» الشارع السوري في موجة الفن المعاصر الذي غادر صالات عرضه التقليدية، واقتحم أماكن وجود الناس في اطار مهرجان «الفن الآن» الدولي الأول لـ«الفيديو آرت».

وشارك في المهرجان الذي اختتم أمس 125 عمل فيديو من 42 دولة. لكن هذا المهرجان اصطدم بذائقة الجمهور التي لم تستسغ هذا النوع من الفن، وضم أعمال فنانين رواد ومعروفين عالميا، مثل الإسبانيين افيلينو سالا وخوان كارلوس غارسيا، والمصري حمدي عطية، والفلسطينية ريم بدر، إلى جانب عدد ممن بدأوا يلفتون الانتباه إلى تجربتهم وكثير من المحدثين.

ومن متاحف الفن المعاصر وصالات العرض، تسللت عروض «الفيديو آرت» لتحتل شاشات عرض بعض مطاعم ومقاهي العاصمة السورية، إضافة إلى العديد مراكز ثقافية أجنبية عديدة شاركت في دعم المهرجان.

واضطرت شاشات مثل التي تعرض على مدار الساعة أغاني الفيديو كليب، إلى تغيير هذه العادة لساعتين في اليوم. وهي شاشات مقاهٍ يرتادها الشباب من مختلف الشرائح والاهتمامات.

ونظم المهرجان مجموعة «الفن الآن» السورية المستقلة، بعد مضي ثلاثة أعوام على تشكيلها، وتأخذ على عاتقها «دعم الفنانين الشباب» الراغبين في خوض غمار التجارب المندرجة في إطار «الفن المعاصر» وعرضها وتضم مجموعة من الفنانين الشباب.

وقالت صاحبة المبادرة التي أسست مجموعة «الفن الآن» عبير البخاري أنهم بحثوا عن أماكن للعرض يرتادها الشباب «لأن (الفيديو آرت) فن جديد، وسيلفت الانتباه بشكل طبيعي». مضيفة «استخدمنا الشاشات الموجودة في أماكن عديدة لا تشبه بعضها، إضافة إلى استقطاب رواد المراكز الثقافية».

ولفتت إلى أن التحضير للمهرجان استمر ثمانية أشهر، واستقطب نحو 1000 مشاركة من مختلف أرجاء العالم اختاروا 125 مشاركة منها، مؤكدة أن الهدف الأساسي لهذا المهرجان هو «التعريف بفن جديد». وأضافت «لذلك، قدمناه بهذا الكم الكبير من الأعمال».

وخلال 12 يوما، كانت شاشة عرض تنزل كل مساء في صدر مطعم «بيت جبري» الأثري لتقتحم عشاء العائلات والشباب على حد سواء. وبعد أيام، اختلفت ظروف العرض، فصارت الشاشة تعرض أعمال الفيديو «من دون صوت» وعلى خلفية الأغاني المعتادة لهذا المطعم.

يقول المنظمون أن الأمر يتعلق باحتجاج من «الضجيج» الذي قال الناس إن العروض تسببه. وفي المراكز الثقافية لم يكن الحال أفضل، ولو أن العرض استمر «صوتاً وصورة». ولم يكن المركز الهولندي بحاجة الى صف الكراسي في صالته معظم أيام المهرجان، إذ لم يحضر أحد. وكذلك الحال في مراكز ثقافية أخرى، كالمركز الفرنسي الذي عرفه رواده الكثيرون «كحاضن» مواظب لاستضافة تجارب الفن المعاصر.

وقال الصيدلاني الشاب زياد محمود إنه فوجئ بعدد الحضور القليل في صالة المركز الفرنسي، موضحاً «كنا ثلاثة أشخاص، وبعد استراحة في منتصف العرض بقيت وحيداً في الصالة، ولو كان غرضي من الحضور الحكم على أعمال (الفيديو آرت) التي شاهدتها لخرجت من أول ربع ساعة، لكني صبرت لأني أريد الاطلاع على الجديد واحترامه». ورأى أن «المشكلة» التي يواجهها «الفيديو آرت» إن «الناس ينظرون إلى فنون بصرية كثيرة على أنها للتسلية، وليست للتذوق». وأضاف إن هذا الفن الجديد «ليس لدينا مرجعية لتلقيه، فهو لا يشبه السينما أو التلفزيون، وليس له معايير واضحة سوى حالات مغرقة في الفردية». إلا أنه اعتبر المهرجان «فسحة جديدة للتعبير، ومحفز، لأن وسائل شغل الفيديو بسيطة ومتوافرة».

تويتر