«خماسي دجلة» حملت بغداد إلـى «العويس»

استضافت مؤسسة العويس الثقافية، مساء أول من أمس، فعاليات ليلة عراقية فنية ضمن الأسبوع الثقافي العراقي الذي يقام بالتنسيق بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ووزارة الثقافة العراقية، وتتوزّع أنشطته بين أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة، مشتملاً على حقول الفنون والمعارض والأزياء والندوات والأنشطة الأخرى التي تعكس غنى وتنوّع الثقافة العراقية، في خطوة لتوحيد المشهد الثقافي والفني العراقي عبر تقديم ألوان من الأداء الفلكلوري الراقص في لوحات متنوّعة جمعت اللون البغدادي والبصري والكردي والعربي، وغيرها.

وحازت فرقة «خماسي دجلة» التي استهلت فعاليات الحفل، إعجاب الحضور الذي كان معظمه من ابناء الجالية العراقية المقيمة في الإمارات، وغصت به قاعة المسرح مقدمة نماذج متنوّعة من العزف الموسيقي الشرقي أحالتهم بشكل تلقائي إلى حنين التسامر على ضفاف دجلة والفرات، من خلال مجموعة من المقطوعات .

في المقابل قدمت الفرقة الوطنية العراقية للفنون الشعبية لوحات راقصة ومعبرة، شملت أطيافاً جغرافية مختلفة من العراق قديماً وحديثاً، فقد عرضت الفرقة اللوحة العباسية، ثم لوحة الدبكة العربية، ثم لوحة الحجل (الخلخال)، ولوحة كثر الحديث، واللوحة البصراوية، واللوحة الكردية، ولوحة صور بغدادية، واختتمت الفرقة عرضها بأوبريت المصالحة الوطنية.

وفي ختام العرض الذي حضره وزير الثقافة العراقي ماهر دلي إبراهيم الحديثي، والمدير التنفيذي لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بلال البدور. وقدم عضو مجلس أمناء مؤسسة العويس الدكتور محمد عبدالله المطوع، درعا تذكارية للفرقة تقديراً لما بذلته من جهد في سبيل الفن والثقافة. ثم قام الوزير العراقي بزيارة مكتبة مؤسسة سلطان بن علي العويس وتفقد محتوياتها مبدياً إعجابه بأسلوب الأرشفة والفهرسة وما تتوافر من كتب ثمينة في الأدب العربي المعاصر.

ومن المقرر أن يشمل الأسبوع الثقافي العراقي مناطق عدة في مختلف إمارات الدولة، ويستمر حتى 15 من فبراير الجاري، مشتملاً على ندوات فكرية وأنشطة فنية وفلكلورية.

أمسية شعرية
وفي إطار فعاليات الأسبوع الثقافي، أقيمت مساء أول من أمس، أمسية للشاعر العراقي عادل محسن، في قاعة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في المسرح الوطني في أبوظبي، بحضور مدير الأنشطة الثقافية والمجتمعية في الوزارة الدكتور حبيب غلوم، وحشد من المسؤولين والإعلاميين ومحبي الشعر، حيث قرأ محسن قصائد متنوّعة في الحنين والوطن والشوق إليه، منها «بغداد»، «غربة»، و«دقيت باب الوطن» التي ناجى فيها الذكريات وصورة الأب وابتسامة الأم وضحكات أطفال الحي والأصدقاء في العراق، وفي الوجد والغزل قصائد «كون يمّك»، «خابرتها»، و«أشوفك وين»، مهدياً قصيدة من قصائده إلى غزة التي رأى فيها مشروع مجزرة لأبناء العروبة في كل أقطار العرب.

واختتم الشاعر أمسيته بقصيدة أهداها لأهل الإمارات معبراً عن أسمى مشاعر الأخوة التي تجمع أبناء العراق بالإمارات وأهلها، منها:

«مساء الخير يا أهل الإماراتِ
نظاف من الكذب ومن الرياءِ
مساء الخير يا ديرة الأجواد
أهل الغانمة وأهل العلاءِ
عراقي وجيت أزور ديار الأعمام
وإنتو عقال راسي وكبريائي
المواقف أثبتت لي أخلاق هالناس
هذا الصادق وذاك المرائي
عالم بكت دم لأجل بغداد
وعالم سعت في بيعي وشرائي
وعلى راس الكرام أهل الإمارات
إلهم أبد ما أبطل دعائي
وأبشرهم وأقول بعالي الصوت
العنقاء انهضت بعد العناء».

وقد تضمنت فعاليات اليوم الثاني، في أبوظبي، من أيام الأسبوع الثقافي العراقي، عرضاً للأزياء العراقية قدمته عارضات الدار العراقية للأزياء، واشتمل على مجموعة من الأزياء التي تمثل بيئات ومناطق العراق المختلفة، ومنها الملابس العراقية الشعبية المعروفة بالهاشمي في منطقة الجنوب والبصرة، والواسطيات التي ازدانت بمشاهد من مقامات قام بتصويرها أبو محمد بن علي الحريري البصري، والعباءات الشعبية التي كانت لباس عرب بغداد من بدو وحضر، إلى جانب عباءات من ألبسة النساء مطرّزة بالحرير وخيوط الفضة والذهب، ومزركشة بالحروفيات العربية وأشكال الزخارف الإسلامية، كما قدّمت الفرقة القومية للفنون الشعبية بعد الأمسية عرضاً مسرحياً إيمائياً راقصاً، جمع بين الشعر والموسيقى وتقنيات الإضاءة والعرض، ودمج بين فنيات وسحر النغم الموسيقي وجماليات الكلمة الشعرية في مصاحبة العرض الراقص بموسيقى وخلفية إلقاء شعري.

الفرقة الوطنية العراقية

تأسست الفرقة الوطنية العراقية للفنون الشعبية عام 1971 وتعد من أعرق الفرق العراقية التي هدفت إلى نشر وتعميق الفنون الفلكلورية الشعبية العراقية وتوفير المتعة الفنية بأسلوب رفيع.

وقد شاركت الفرقة في تقديم عروض فنية في عدد من الدول العربية الشقيقة والأجنبية، حيث زارت أكثر من 60 بلداً، وشاركت في مهرجانات دولية عربية وعالمية، وحازت على جوائز دولية في مهرجانات عدة منها : مهرجان زغرب للفنون الشعبية عام 1974 في يوغسلافيا، ومهرجان بوركاس للفنون الشعبية عام 1973 في بلغاريا، ومهرجان اكريجنتو للأعوام 1979-1981-،1983 حيث حصلت الفرقة على جائزة المعبد الذهبي وهي الجائزة الأولى في المهرجان، وذلك في عام 1979 في إيطاليا، ومهرجان مسقط للفنون الشعبية في بداية عام .1999 وفازت في الاستفتاء كأحسن فرقة للفنون الشعبية من بين 25 فرقة عربية وأجنبية. ومهرجان المغرب للفنون الشعبية في يونيو عام .1999

كما شاركت في مهرجانات أخرى في لبنان والجزائر والأردن وتونس و غيرها، ولها مشاركات سنوية في مهرجان بابل الدولي في العراق.

ويذكر أن الفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية شاركت في الأسبوع العراقي الذي نظمته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي في أكتوبر عام 2004 .

تويتر