رحيل روائي الضواحي

جون أبدايك. رويترز

أعطت الحياة العادية في ضواحي المدن الأميركية للروائي الأميركي جون أبدايك مادة ثرية لأعماله الأدبية التي تربو على 60 عملاً ما بين رواية وقصة قصيرة وشعر، لتجعل منه واحداً من أشهر الكتاب الأميركيين في النصف الأخير من القرن الماضي. وقال ناشر أبدايك، أول من أمس،إن الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر توفي عن 76 عاماً جراء إصابته بسرطان الرئة.

وقال مدير النشر في دار «ألفريد إيه نوبف» نيكولاس لاتيمر «إنه لحزن عميق أن أعلن أن جون أبدايك توفي هذا الصباح عن 76 عاماً بعد صراع مع سرطان الرئة.. لقد كان واحداً من كتابنا العظماء، وسوف نفتقده على نحو كبير». وحصل أبدايك، مؤلف شخصية هاري «رابت» إنجستروم البارزة التي تعيش في بلدة صغيرة والروائي هنري بيتش، على كثير من إلهامه من تجربته الشخصية بسبب نشأته بالقرب من مدينة «ريدينغ» في ولاية بنسلفانيا الواقعة جنوب غرب الولايات المتحدة. وعاش أبدايك، المولود في 18 مارس ،1932 حياة وحيدة حيث إنه كان ولداً وحيداً، وأمضى سنوات فترة المراهقة في مزرعة منعزلة مع والديه «وجديه قبل فوزه بمنحة لدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة هارفارد». أصبح رئيس تحرير مجلة الفكاهة في الجامعة «هارفارد لامبون»، وبدأ حياته المهنية بالعمل في مجلة « ذا نيويوركر» في فترة الخمسينات من القرن الماضي، حيث استمر في الكتابة فيها حتى فترة وجيزة قبل وفاته.

ونشر أبدايك رواية «الإرهابي» في عام 2006 التي تدور أحداثها حول بطل الرواية أحمد عشماوي(18 عاماً) المولود لأم أميركية من أصل أيرلندي وأب مصري، انفصل والداه وهو في عمر الثالثة، واعتنق أحمد الإسلام في 11 من عمره وتلقى تعليمه الديني على يد إمام يمني الجنسية في الولايات المتحدة. ويصور أبدايك أحمد على أنه أحد أكثر الشخصيات عقلانية وأخلاقاً في الرواية، بيد أنه يتم إعداده لتنفيذ عملية انتحارية في نيويورك.

وعمل أبدايك سفيراً ثقافياً للولايات المتحدة في ذروة الحرب الباردة، وطالب بإطلاق سراح الكاتب السوفياتي ألكسندر سولجنيتسين. وحصل على الوسام الوطني للفنون من الرئيس الأميركيالأسبق جورج بوش الاب في عام ،1989 كما حصل على الوسام الوطنيللأعمال الإنسانية من الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش الابن. وهو واحد من الكتاب القلائل الذين حصلوا على كلا الوسامين.

يذكر أن آخر روايات الكاتب الأميركي البارز هي رواية «أرامل ايستويك»، التي صدرت العام الماضي في تكملة لروايته «ساحرات ايستويك» التي صدرت

عام ،1984 التي تحولت بعد ذلك إلى فيلم من بطولة الممثل الأميركي الكبير جاك نيكلسون والممثلة الأميركية الرائعة سوزان ساراندون والنجمة ميشيل بفيفر. وفاز أبدايك، الذي يعد واحداً من أشهر كتاب الأدب الأميركي في فترة ما بعد الحرب، بجائزة بوليتزر مرتين أولاهما عن روايته «رابت الغني» والثانية عن روايته «رابت المتقاعد»
تويتر