«نساء في الفن».. حكايا من الحـــــياة

فنانات من جنسيات مختلفة اجتمعن تحت مظلة الفن في «كورت يارد».تصوير: أسامة أبو غانم


أن تكون محاصراً بـ 100 امرأة جميلة، وما يزيد على 65 عملاً تشكيلياً مميزاً، أمر مربك ومحير، فأيهما ستختار وإلى من ستنحاز، الى اللوحة بوصفها الحدث، أم الى الحدث بوصفه امرأة، هذه الأسئلة وغيرها لابد انها فرضت نفسها على الرجال الأقلاء الذين تواجدوا في معرض «نساء في الفن» الذي افتتح، أول من أمس، في «كورت يارد دبي» الذي كان مساحة نسوية بامتياز، وفسحة قالت فيها  17 فنانة من ارجاء العالم كلمتهن، وقدمن مجموعة من التجارب البصرية المتفاوتة التي تجمعت في سياق مشروع فني هو امتداد لسلسة معارض نسوية جماعية حملت العنوان ذاته منذ عام 2004 وصولاً الى المعرض الجاري. الحافل بحكايا عن الحزن وتأويلات الحياة.

لم يقحم المعرض نفسه في طرح مقولات أو جدل حول مفهوم «النساء في الفن»، بل حافظ على كونه مساحة تعبيرية حرة وضعت فيها كل فنانة مشاركة لمستها الخاصة، ويبدو ان النساء اللاتي كن وعلى مدى قرون محرضا أساسيا وموضوعا محوريا في المنجز البصري الذكوري، يؤكد بعضهن في هذا المعرض أن في الحياة قضايا أخرى يمكن معالجتها، وأن اللوحة هي فضاء واسع لموضوعات كثيرة وتفاصيل يغفل عنها الفنان الرجل، وأن النظرة الى الأمور وتفاصيل الحياة ستظل مختلفة بين الطرفين على الرغم من تقارب النتائج. أهمية هذا المعرض تأتي من التنوع الكبير في محتوياته وأجناسه الفنية، وانفتاحه على مضامين اقترب بعضها من هموم نسوية ألفناها في تجارب ابداعية كثيرة، بينما حلقت تجارب أخرى في فضاءات تجريبية، وفي التقاطات مدهشة لعلاقة الانسان بمفردات حياته اليومية من خلال تأويلات لونية مراوغة، أو عبر طروحات بصرية مباشرة استفادت من مفهوم اللقطة الفوتغرافية، مع تحريفية ترتقي بالعمل الفني من كونه صورة جامدة الى دائرة البلاغة التي تعطي التجربة شحنات دلالية تتيح للمتلقي ألا يكتفي بدور المتلقي، بل أن يكون شريكاً في اللعبة واستخلاص النتائج.

تفاوت

في مثل هذه المعارض الجماعية لابد ان يظهر ذلك التفاوت في مستويات الاعمال المعروضة، فالوقت الذي تراوح فيه بعض الاعمال في مستويات مدرسية بسيطة، تقف تجارب أخرى مستندة إلى خبرات متراكمة وحرفية تفرض نفسها عبر اقتراحات بصرية او اشارات لمشروعات مستقبلية تتسم بالنضج والخصوصية، وعلى جميع الاحوال فإن  الارتحال بين هذا الكم الكبير من التجارب لابد ان يترك لدى المتلقي أسئلة كثيرة مستمدة من المضامين المتنوعة للاعمال المعروضة، فمنها ما راهن على التجريد ومواراة الموضوع او إلغائه، ومنها ما نضح بقوة التعبير، بينما قدمت بعض الاعمال قراءات بصرية للأمكنة، وأخرى أحيت الطبيعة الصامتة بلعبة متقنة لفضاءات اللون ومساقط الضوء.

التنوع في هذا المعرض لا يقتصر على أساليب الطرح، بل على المضامين التي يمكن وضعها في اتجاهين، الاول عربي اقترن في مقاربة الهموم والاوجاع، وغربي مضى في سياقات مغايرة تماما بمعنى ان الهموم التي قدمتها الفنانة الغربية تجاوزت الطابع الاجتماعي النسوي لمصلحة هموم تتسع لقضايا انسانية عامة، بدءاً من تجارب الفرنسية كاثي دينيست التي تميزت تجربتها بتلك الالتقاطات الفريدة للآلة وعالم السيارات التي جسدتها بما يشبه اللقطات التشريحية للجسد البشري، ولكن هنا لتفاصيل الآلة المغرية والمغوية، مرورا بالألمانية كارولينينا كروف العالقة في مفردات الامكنة التي تحركت فيها بذكاء الالتقاطة الهندسية، وصولا الى البريطانية فاليري جروف التي تعيد صياغة الطبيعة وفق مستويات شكلية ولونية خاصة بها، تفصل عناصر اللوحة بخطوط قوية وألوان لا تخلو من قسوة، وتقدم اقتراحات جمالية لعالم تعتبره لايزال في طور التكون، من دون تجاهل اللوحة الوحيدة للفرنسية ياسمين التي جسدت فيها ذلك المهرج المضحك الذي يحمل قلبه بيديه، مخفياً خلف ابتسامته العريضة ألوانه المبهرة سيلاً من الحزن والأسى، ومجموعة اعمال مواطنتها ايزابيل ريو التي تفردت في تلك الالتقاطات الذكية وغير المباشرة التي تنتصر لحميمية البيت والعلاقة الأسرية. غير ان هذا لا يعني بأي شكل من الاشكال ان جميع التجارب التي حملت تواقيع فنانات غربيات مميزة، بل منها ما هو أقرب إلى السذاجة من كونه عملا فنيا، أو محاولات بسيطة وتفتقر الى الموهبة. 

هموم وجمال

 وفي الوقت الذي تبدو فيه اعمال الفنانات الغربيات أقرب الى الاسترخاء، والتحليق في قضايا وزوايا جمالية، لجأت أعمال الفنانات العربيات الى مساحات جدلية وموضوعات تقترب من الحياة اليومية وهمومها، بالإضافة الى ما يمكن تسميته بمغامرات على مستوى التكوين العام للعمل، ليكون النجاح حليفا لبعضهن، بينما اخفقت أخريات في الوصول بالعمل الى مرحلة النضج الفني.

 الإماراتية منى الخاجة تحافظ في هذا المعرض على علاقتها الخاصة في اللون الذي تبني فيه عوالمها الخاصة، وتنطلق من قدرتها على تطويع اللون والسيطرة على مفرداته ليكون البداية والنهاية في أعمالها المسكونة بطاقة انفعالية وعاطفية متقدة، وعلى الرغم من أن منطلق الخاجة هو الطبيعة الصامتة، إلا أنها ومن خلال الدراسات التي تجريها على اللون ومساقط الضوء، تجعل من الأمد اشبه بتقديم قراءات جديدة لعالم استثنائي حافل بالنور والحياة.

هذا الغنى والتنوع في بنية العمل الفني توظفه الفنانة السورية أمل ملحم لمصلحة لوحة ملحمية منفتحة على الاسطورة وعلى الكثير من الحكايا القديمة، وعلى طقوسية تتأسس في عمق العمل لتصير لوحتها رحلة واعادة تكوين وخلق صاخبتين.

الفنانة الأردنية نورة المصري لجأت الى التشظية وإلى تفتيت بنية عملها الذي يلتقط  المرأة في أوضاع وأزمنة متنوعة، وهذه التشظية تجعل من العمل مساحة اشكالية، خصوصاً أنها تراهن على عالم غير مكتمل، وعلى نساء مكللات بالهموم والضيق والحزن . لوحة المصري لا تقدم أجوبة او تطرح سياقات فكرية جاهزة بقدر ما تلجأ الى هدم السائد عبر تحرر واضح ومتعمد من يقينيات العمل الفني الذي تقدمه الفنانة الاماراتية سمية السويدي بمنظور فوتغرافي تقني، فاتحة الباب واسعا لمشهديات جمالية مدهشة تقرنها بالحضور الانثوي الفاتن والغامض، ثمة سحرية واضحة في اعمال السويدي التي تراهن في تجربتها على التناظر والتباين وجعل العمل نافذة يطل منها المتلقي على عالم أنثوي خاص، وتطل المرأة من خلالها على عالم كبير ومتسع. الفنانة الإماراتية سلمى المري تؤسس في أعمالها لتجرية جدلية على المستويين البصري والفكري، وتعلي من عناصر الفقد والتفجع. ثمة قصة واحدة تدور اعمال هذه الفنانة في فلكها، لكن التنوع في المشهدية وتلك التفاصيل الصغيرة يعلي من قيمة التعبير البصري وعلاقة عناصر العمل ببعضها بعضا. وبعيداً عن الحوارية الذاتية والانسانية في اعمال المري، تذهب الفنانة اللبناية تمارا حلبي الى بناء حوارها مع المكان الذي ترتبط الفنانة معه بعلاقة وجدانية خاصة، ترصده وكأنه صورة مصغرة للوطن الذي تريده متحدا متماسكا ومنسجما في كل شيء. أمكنة حلبي متداخلة اسطورية وكأنها مستمدة من أحلام قديمة، وقصص الاطفال، لكنها في النهاية حميمية، وأليفة العناصر والمكونات العامة، وتبرز قدرة الفنانة على الرصد والبنائية التي تستند الى إيقاعية تؤنسن المكان وتجعله على درجة عالية من التناغم والانسجام. وبصورة عامة فإن هذا المعرض تجربة مميزة لفنانات قدمن رؤاهم الخاصة في العالم، والامكنة والعائلة وغيرها من التفاصيل الانسانية. زيارة « نساء في الفن» تزرع في النفس مشاعر متداخلة ومتناقضة، وليس للزائر إلا ان يشعر بأسى المغادرة، خصوصاً عند انفصاله عن عالم نسوي عطر وجميل والخروج لملاقات اتربة منطقة القوز بمعاملها وشاحناتها التي لا تتوقف عن الهدير.   أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي امس أسماء باقة من أحدث أفلام الأطفال العالمية، والتي ستعرض في دورته الجديدة التي تنطلق 11 ديسمبر المقبل، وقالت منسّقة برنامج سينما الأطفال في المهرجان ميرنا معكرون، «انتقينا هذا العام من بين أكثر من 120 فيلماً للأطفال من جميع أنحاء العالم خمسة أعمال مميزة ستحظى بإعجاب الأطفال، وتبعث السعادة في نفوسهم ونفوس الآباء على السواء. ويتفرد كل فيلم من الأفلام المختارة بعرض قضية شخصية خاصة بالأطفال ويحمل رسالة عميقة وهدفاً سامياً، كتوطيد العلاقة بين الأولاد وذويهم، أو كيف تكون شخصاً صادقاً وجيداً، وكيف نحمي كوكبنا ونحمي الطبيعة ونسعى من أجل السلام». 

ومن هذه الافلام فيلم «ميا والميغو» للمخرج والمؤلف الفرنسي «جاك ريمي جيرارد» ويناقش قضية البيئة في عيون الأطفال ويروي مغامرة فتاة صغيرة تبحث عن أبيها في غابة مسحورة. وفي أجواء من الطبيعة الخلابة، يقوم «بيدرو» بحفر نفق لإقامة مجمّع فندقي راقٍ، إلا أن قوى غامضة تقف في وجه المشروع، حيث يؤدي انهيار في التربة إلى إغلاق مدخل النفق وحبس «بيدرو» في الداخل.

كما يعرض المهرجان فيلم التحريك الملحمي «تماثيل وأقزام: الغرفة السرية» الذي يروي قصة التمثال «جونيور» الذي يعيش في مرحلة المراهقة، ويتمكن من اختراع جهاز عجيب في مختبره السري في قلب إحدى الأشجار. إلا أن والده «جيل» رئيس تماثيل الغابة يريد لابنه أن يسير على خطاه وأن يتسلّم يوماً ما قيادة الغابة. وعشية أول عاصفة في فصل الشتاء، يقوم «جونيور» بمساعدة والده في توزيع الطعام على حيوانات الغابة. ثم يحدث ما لم يكن في الحسبان حين يباغتهما القزمان «فايس، وسليم» ويسرقان مؤن الطعام من الغرفة السرية. وهناك، ينطلق «جونيور» برفقة صديقه العزيز «سنيكي» في مغامرة شجاعة إلى قلب كهف الأقزام لاستعادة الطعام المسروق.

ومن اليابان يقدّم المخرج «كاتسوهايد موتوكي»  فيلم «عشرة وعود لكلبي» في قصة مؤثرة عمّا يمكن أن نتعلمه من حيواناتنا الأليفة حول الحياة. حيث تعثر «أكاري» ابنة الـ14 ربيعاً على كلب صغير في حديقة منزلها، وتوافق أمها على الاحتفاظ به شريطة أن تفي بـ10 وعود لكلبها. وبعد 10سنوات ينجح  الكلب في علاج «أكاري» من أزمة وفاة والدتها، ويثنيها عن عزمها بالانتقال من المدينة ويساعدها على التأقلم مع متغيرات حياة الكبار. وتتحقق الوعود واحداً تلو الآخر عبر مسيرة «أكاري» والكلب في درس عن القدرات الخارقة لمشاعر الحب غير المشروط.

أما فيلم «إنكهارت» المقتبس من رواية «كارولينا فانك»؛ فيروي قصة فتاة صغيرة تكتشف أنها قد ورثت قدرة أبيها في إعادة إحياء أبطال كتب الحكايات. والفيلم من بطولة بيرندان فريزر، بول بيتاني، وإليزا بينيت.  افتتاحية برنامج سينما الأطفال ستكون مع فيلم «أبطال داران السبعة: معركة صخرة باريو» للمخرج الهولندي لورانس بلوك الذي يحكي قصة جيمي ابن الـ11 الذي انتقل مع  والدته من أوروبا إلى جنوب إفريقيا حيث تسلمت مهام عملها الجديد. في البداية، يلتقي «جيمي» بطفلة تُدعى «شاريتا» بمحض مصادفة غريبة، ثم يقابل الزرافة العجيبة الناطقة «زراف» بعد أن يتوه في سوق المدينة. وهناك تروي «زراف» حكاية حرب ستشتعل في البلاد بين قبيلتين متنازعتين. ثم تخبره كيف تم اختياره لمنع وقوع هذه الحرب، وتعطيه قلادة سحرية لينطلق في تنفيذ مهمته.   دبي ــ الإمارات اليوم 

تويتر