يسرا: على الفن تحطيم المحظورات

يسرا: لم نعد نجد الوقت للحب.تصوير: مجدي إسكندر.

أكدت الفنانة المصرية يسرا أن الفن «يجب أن يحطم المحظورات (التابوهات)، وألا يتوقف طويلاً أمام الخطوط الحمر، إذا كان يستهدف تحريك المياه الراكدة في المجتمع؛ لأن وظيفته الحقيقية هي جعل الحياة أفضل وأجمل». مشيرة إلى إصرارها على أن الفن لا يعرف الخطوط الحمر حينما يتطرق إلى الآفات والأمراض التي تنتشر في المجتمع، «وهو الأمر الذي دفعني إلى التحمس لمسلسل «قضية رأي عام»، الذي تم عرضه في شهر رمضان قبل الماضي».

وأضافت في ندوة نقاشية، جمعتها مع الصحافيين والنقاد أول من أمس، على هامش مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، أنه رغم أن البعض انتقدها إلا أن «المستنيرين قد أشادوا بالعمل، ورأوا أنه يغير من الواقع المرير»، موضحة أن ما دفعها إلى القيام بالعمل هو أن «مؤشر ظاهرة الاغتصاب والتحرش الجنسي آخذ في التصاعد، وقد كشفت بحوث أن عدد حالات الاغتصاب والتحرش الجنسي المبلغ عنها في البلدان العربية سنة 2006 بلغ 56 ألف حالة، فضلاً عن الحالات غير المبلغ عنها، التي ترفض ضحاياها التقدم ببلاغات خوفاً من العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية»، وكانت يسرا واصلت المنهج نفسه في تحطيم «التابوهات» خلال رمضان الماضي في مسلسل «في أيد أمينة» الذي تطرقت فيه إلى قضايا اختطاف الأطفال، ووصفتها بأنها «تتطلب وقفة حاسمة من قبل الجهات المسؤولة؛ لأنه لا يمكن أن نتهاون مع قضية على هذه الدرجة من الخطورة».

ورداً على سؤال حول الأحداث التي بدت غير منطقية في المسلسل قالت يسرا إن «من الغريب أن يتهم البعض المسلسل بعدم الواقعية، في حين أنه مقتبس عن قصة حقيقية كان بطلها إبراهيم حجازي الكاتب الصحافي المعروف في الأهرام».

وقالت يسرا إنه رغم حرصها على تقديم القضايا الاجتماعية إلا أنها لا تريد أن تسجن نفسها في إطارها، فالفن «رغم دوره في التغيير إلا أن الفنان ليس مصلحاً اجتماعياً وحسب، وقد يعمل عملاً من أجل الفن فقط»، مضيفة أنها قد تخرج من هذا الإطار في رمضان المقبل في حال وجدت النص المناسب، وأبدت ثقة مفرطة بالدراما المصرية، مشيرة إلى أنها «لم تفقد عرشها، ومازالت هي المنبع الذي تنهل منه الدراما الخليجية والسورية، وليس علينا أن ننظر إلى التطور الذي طرأ على الدراما السورية باعتباره سيسحب البساط من تحت المصرية، أما الدراما الخليجية فمازالت في بداياتها، ورغم المحاولات الجيدة إلا أنها تحتاج وقتاً للنضوج»، لكن ذلك لم يمنع يسرا من ابداء استعدادها للمشاركة في أعمال سورية «بشرط أن توضع في مكانتها اللائقة باعتبارها نجمة ذات تاريخ طويل»، وهذه المكانة لا تتحدد بالأجر العالي، كما قالت، «بقدر ما تتحدد بالدور المناسب».

وحول أجور الفنانين في مصر قالت إن السوق لها آلياتها، ولو أن النجم طلب أجراً لا يستحقه فلن يجد عملاً، والمنتج ليس ساذجاً حتى يبدد أمواله، وما يحصل عليه الفنان من أموال لا يعد شيئاً بالقياس إلى الأرباح التي يدرها على المنتج».

وأكدت يسرا رداً على سؤال حول خضوعها لعمليات التجميل، أنها لم تخضع لها حتى الآن، وسبق أن أعلنت أكثر من مرة أنها لا تجد عيباً في ذلك، وحينما تشعر بحاجتها إلى التجميل فلن تتردد في الخضوع لها.

وتعليقاً على ما يُسمى بـ«الخطر التركي» بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه مسلسلا «نور» و«سنوات الضياع»، قالت يسرا إن النجاح الذي حققه المسلسلان يرجع إلى أن «المشاهد العربي متعطش للقصص الرومانسية التي لم نعد نقدمها له، وتراجع قصص الحب في الدراما العربية يرجع إلى أن ضغوط الحياة سرقت منا أحاسيسنا الجميلة، ولم نعد نجد الوقت للحب».

وقللت يسرا من أهمية الانتقادات التي وجهت لأعمالها التي ناقشت قضايا الإرهاب قائلة «إن وجهة نظري تجاه الإرهاب هي أن أخطر صوره ومظاهره تتمثل في وضع محاذير على العقل والتفكير، لذلك فإنني غير مهتمة كثيراً بهذه الانتقادات».

تويتر