ذكاء اصطناعي
ثورة تقنية وقلق إبداعي
شهدت صناعة السينما العالمية، في السنوات الأخيرة، تسارعاً غير مسبوق في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن عمليات الإنتاج المختلفة، من كتابة السيناريو وتصميم الشخصيات، وصولًا إلى المونتاج والتسويق، وفي عام 2025 أصبح الذكاء الاصطناعي لاعباً أساسياً يمكن أن يغير قواعد اللعبة بالكامل، ما دفع صناع السينما إلى إعادة التفكير في طرق العمل التقليدية.
على صعيد الإنتاج، بدأ العديد من الاستوديوهات الكبرى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد مقاطع مرئية معقدة، وتحسين المؤثرات البصرية، وحتى اقتراح حوارات لشخصيات ثانوية، ففيلم «Critterz»، على سبيل المثال، يُنتج بالكامل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل GPT-5، ومن المتوقع عرضه للمرة الأولى في مهرجان كان السينمائي لعام 2026. هذا الفيلم يمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الذكاء الاصطناعي على المساهمة في عملية الإبداع السينمائي، حيث يتيح إنتاج مشاهد عالية الجودة بميزانية أقل من الأفلام التقليدية.
لكن هذه الثورة التقنية تأتي مصحوبة بقلق واضح بين العاملين في صناعة السينما، لاسيما الكتاب والمخرجين ومحرري المونتاج، الذين يخشون أن يؤدي الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تآكل الوظائف التقليدية، وتقليص دور الإبداع البشري.
في المقابل، هناك جانب إيجابي لا يمكن تجاهله، ويرى مؤيدو دمج الذكاء الاصطناعي في السينما أنه أداة مساعدة تمكن المبدعين من التركيز على الجوانب الإبداعية والفنية، من خلال تحريرهم من المهام الروتينية أو المعقدة التي تستهلك وقتاً طويلًا، مثل معالجة الصور أو كتابة المسودات الأولية للحوار.
كما بدأت بعض التجارب الحديثة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والمشاهد التفاعلية، حيث يستطيع الجمهور اختيار مسار القصة أو النهاية، ما يفتح آفاقًا جديدة لصناعة محتوى سينمائي شخصي وأكثر تفاعلًا.
بعض الخبراء يتوقعون خلال السنوات القادمة ظهور أفلام تُنتج بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، مع سيناريوهات تتكيف مباشرة مع تفضيلات الجمهور، ما قد يغير مفهوم «الفيلم التقليدي».
• خبراء يتوقعون ظهور أفلام تُنتَج بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي بسيناريوهات تتكيّف مع تفضيلات الجمهور.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news