والدها الفنان اكتشف هواياتها مبكراً وعمل على صقلها

«بنت الوز عوام».. ميثاء الرميثي تحلم بتقديم فيلم إماراتي متفرّد

صورة

بين العمل السينمائي، ووسائل التواصل الاجتماعي، وفنون التصوير الفوتوغرافي، نجحت الإماراتية ميثاء عبدالله صالح الرميثي في تنويع اهتماماتها، وتكريس بصمتها في هذه العوالم، مستفيدة من دراستها الأكاديمية وتخصصها في مجال الإخراج السينمائي، ونشأتها في كنف عائلة فنية على رأسها والدها الفنان المخضرم عبدالله صالح، الذي اكتشف مبكراً هواياتها المتعددة وعمل على صقلها وإبرازها.

ولأن «بنت الوز عوّام» كانت المحصلة فتاة طموحة تجمع بين شغف الهواية وحب تقديم بلدها الإمارات بأفضل صورة ممكنة، إذ شددت ميثاء على أنها بالتوازي مع كل تلك الاهتمامات والهوايات «ستظل متمسكة بحلم تقديم فيلم سينمائي ناجح من حيث الفكرة والتنفيذ، يكون فريق عمله إماراتياً، ويخرج من بوتقة الاستسهال ليقدم رؤية جديدة ومحترفة».

وفي مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»، توقفت ميثاء عند بدايات تعلقها بفن التصوير في عام 2006، مستحضرة ذكريات والدها الحريص على مرافقتها لاقتناص أجمل صور الأماكن التراثية في الإمارات من زوايا مختلفة، ما ولّد لديها عشقاً خاصاً لهذه الفضاءات الجميلة، وتعلقاً واضحاً بهواية التصوير.

فرصة ذهبية

وقالت المبدعة الإماراتية «بداية من عام 2013 احترفت التصوير وكان لبرنامج (السنيار) على قناة (سما دبي) عميق الأثر على تجربتي في المجال، باعتبار ما وفره لي من فرصة ذهبية لمرافقة والدي أثناء تسجيل الحلقات وتصويره، ومقدمي البرنامج ليلى المقبالي وأحمد عبدالله، في الوقت الذي فتحت لي لاحقاً، آفاق اهتمام جديد بفن (البوترريه) الذي تميزت فيه لأتمكن مع مرور الوقت من المشاركة في العديد من الفعاليات والمسابقات الرسمية على مستوى الدولة».

وأشارت إلى تأهل إحدى صورها في 2016، إلى التصفيات نصف النهائية من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، علاوة على مشاركتها في النسخة العاشرة من معرض جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب من خلال إحدى لوحاتها في منطقة «سيتي ووك» بدبي، وصولاً إلى عام 2021 واختيارها ضمن تسع إماراتيات مبدعات، رشحت أعمالهن الفنية للمشاركة في جائزة حمدان بن محمد للتصوير، الذي تزامن آنذاك مع يوم المرأة الإماراتية، فضلاً عن حضورها الأخير في «مهرجان الفرجان» بلوحة «البرقع» التي شكلت مصدر اهتمام للجمهور واعتزاز للفنانة.

وأوضحت ميثاء «رغم اعتزازي بكل هذه المشاركات والأعمال الفنية التي قدمتها على مدار السنوات الماضية في التصوير، إلا أنني أسعى دوماً إلى تطوير أدواتي وخبرتي في هذا الميدان الإبداعي، كما أعمل حالياً على تمنية مهاراتي في مجال دمج الصور بتقنيات الذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من تجربتي التي حصدت إقبالاً عالياً على حساباتي على المنصات الرقمية، وذلك لصور من منطقة مليحة، تم تعديلها عبر إدماج مكون الثلج على المناظر الطبيعية، ما لفتت انتباه متابعين بشكل واضح، ولذا أهتم في الفترة الراهنة بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعديل ودمج الصور لأبرز المعالم السياحية في الإمارات بهدف الترويج السياحي المبتكر».

تجارب

لا يتوقف شغف ميثاء عند التصوير، بل يتعداه إلى الإخراج السينمائي الذي درست فنونه في كلية الإعلام بجامعة زايد، لتتخصص في إنتاج وإخراج الأفلام والفيديوهات، فيما عملت قبل تخرجها في عام 2018 على فيلم قصير بعنوان «وحيد في المدينة» مستوحى من قصة كتبها والدها، وعرض العمل في مهرجان جامعة زايد للأفلام. كما شاركت مع فريق الجامعة في مجال المونتاج وإخراج فيلم سينمائي خلال 48 ساعة، وهو مشروع فني جامعي نال المركز الثاني في مسابقة عالمية لأفلام الطلاب في الولايات المتحدة، واصفة هذه التجربة بالقول «كنت سعيدة بمشاركتي في إنجاز طلابي مع فريق عمل فيلم (جوتي)، الذي كان الفريق الإماراتي الوحيد المشارك في هذه المسابقة الطلابية العالمية»، منوهة كذلك بتجربة فيلمها القصير «البرقع».

بين الأب والشقيق

وعن علاقتها بالنجم عبدالله صالح، أكدت ميثاء أنها تعلمت الكثير من والدها الذي حرص منذ مرحلة مبكرة من عمرها على توجيهها ودعمها في مختلف الهوايات، لافتة إلى أنها واكبت في فترات لاحقة تجربته الغنية على خشبة المسرح في الإمارات.

واستطردت «من خلال مرافقتي لوالدي، تعرفت إلى مراحل العمل الفني سواء في المسرح أو التلفزيون، خصوصاً أن والدي كان يحفزني على دراسة فنون الإخراج والتصوير بعد أن لمس لدي الاهتمام المبكر بالفنون، وأعتز بتجربة والدي الفنية وقد عملت معه في مجال الصوت في المسرح، كما أعتبر نفسي محظوظة بنشأتي في بيئة فنية محفزة على الابتكار، ساعدتني على صقل مواهبي في مجال الكتابة والإخراج التي أعتقد أنني ورثتها عن والدي، فيما أتقنت الاستفادة من خبرة شقيقي مروان ونصائحه السديدة حول تجارب الأفلام السينمائية القصيرة التي قدمتها حتى الآن».

الفضاء الرقمي

إلى جانب كل اهتماماتها وهواياتها، تجد ميثاء الرميثي، وقتاً للتفرغ لتجربتها على وسائل التواصل الاجتماعي، التي وصفتها بـ«المستقبلية»، مؤكدة: «أسعى إلى ابتكار محتوى إبداعي متميز سواء في مجال التصوير الفوتوغرافي، أو عبر تقديم محتوى تحفيزي متنوّع للجمهور لمساعدتهم على تخطي عقبات الحياة، في الوقت الذي أعمل على توثيق زياراتي للأماكن السياحية والتراثية في دولة الإمارات وإبرازها بشكل جديد ومغاير يندرج في إطار التعريف بمعالم بلدي المتنوّعة».

تويتر