الذكاء الاصطناعي يفتح أسواقاً واعدة للإنتاج المحلي والعربي

نايلة الخاجة: «ثلاثة» أول فيلم إماراتي «يتحدث بالصينية»

عامر المري ونايلة الخاجة خلال الجلسة الحوارية. الإمارات اليوم

توقع صنّاع أفلام أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تطوير صناعة الأفلام وتوزيعها وتسويقها في السنوات القليلة المقبلة، داعين الجهات الرسمية في الدولة إلى توفير دعم مالي مناسب، بما يسهم في إنتاج أفلام بجودة عالية، تستطيع أن تنافس وتحقق إيرادات، مشيرين إلى أن المنح التي تقدم في الفترة الحالية لا تتناسب مع التكلفة المرتفعة لإنتاج الأفلام الطويلة.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمت أمس، ضمن فعاليات الدورة السادسة من مهرجان العين السينمائي الدولي، تحت عنوان «أفلام محلية، تأثير عالمي.. ثورة الذكاء الاصطناعي في مجال المبيعات والتوزيع السينمائي».

وكشفت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة، خلال الجلسة التي أدارها الرئيس والمدير الفني للمهرجان عامر سالمين المري، أن الأفلام في الفترة المقبلة ستترجم بكل لغات العالم عبر الذكاء الاصطناعي، ما يسهّل تسويقها في عدد أكبر من الدول، مستعرضة تجربتها في تحويل فيلمها الجديد «ثلاثة» الذي يعرض حالياً في دور السينما في سبع دول مختلفة، إلى جانب عرضه في مهرجان العين السينمائي، إلى اللغة الصينية، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليكون بذلك أول فيلم إماراتي يخضع لهذه التجربة، وهو ما فتح أمامها المجال للسعي لتسويق الفيلم وعرضه في الصين.

الترجمة في دبي

وأشارت نايلة الخاجة إلى أن تجربتها مع الذكاء الاصطناعي بدأت منذ ما يقرب من أربعة أشهر، عندما عرضت عليها شركة عالمية متخصصة في هذا المجال بدبي، ترجمة فيلم «ثلاثة» إلى لغات أخرى، وتم الاتفاق على ترجمته إلى «الماندارين» ليكون أول فيلم عربي يتم تطبيق هذه التقنية معه.

وأضافت مؤسسة «نادي المشهد» وصاحبة أفلام «عربانة» و«ملل» و«الجارة» وغيرها، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي رغم ارتفاع تكلفتها المادية إلا أنها تتفوق على «الدبلجة»، لأن صوت الممثل يكون مطابقاً لصوته الحقيقي وطريقته في الحديث، وهو ما يجعله أكثر منطقية واتساقاً مع الواقع، موضحة أن ترجمة الفيلم بهذه التقنيات أسهمت في فتح آفاق جديدة لتوسيع فيلمها، إذ تواصل معها موزعون من إندونيسيا، وهو ما يمثل خطوة مهمة للفيلم الإماراتي بشكل خاص، والعربي بشكل عام. ولفتت إلى أن دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي خصوصاً، استطاعت أن تستقطب هذا النوع من الشركات لما تتميز به من بنية تحتية متطورة في مجال التقنيات الحديثة.

عمل جديد

وأعربت نايلة الخاجة عن سعادتها بعرض «ثلاثة»، وهو أول فيلم طويل لها، في المهرجان، بالتزامن مع عرضه في دور السينما. وأفادت بأن العمل يعرض في 120 دار عرض في سبع دول، وهو ما يجعله أول فيلم لمخرجة إماراتية يعرض في دور السينما السعودية والمصرية، وكذلك أول فيلم إماراتي لمخرجة يعرض في مهرجان سعودي بعد عرضه في دورة هذا العام من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، مشددة على ضرورة فتح أسواق جديدة للفيلم الخليجي والعربي، ليحقق قاعدة جماهيرية مناسبة، خاصة أن حجم السوق له تأثير كبير في الميزانية التي يتم رصدها للفيلم.

وكشفت أنها تعمل حالياً على فيلمها الجديد «باب»، الذي تتعاون في كتابته مع المخرج والكاتب مسعود أمر الله، وتم الاتفاق مع شركة عالمية لإنتاجه وتوزيعه، على أن يعرض على كاتب من جانبها. واعتبرت أن هذه الخطوة ستمثل نقلة ستغير من نطاق التوزيع الجغرافي للفيلم ومشاركته في المهرجانات المختلفة.

وأكدت أنها لا تستطيع تقديم فيلم تجاري لمجرد تحقيق إيرادات مرتفعة عند عرضه في دور السينما، لأنها ستكون مثل من يكذب على نفسه، معربة عن أملها في أن تسهم الجهات الرسمية في دعم صناعة الفيلم الإماراتي، عبر تقديم منح لفيلم أو اثنين في العام، واصفة المنح التي تقدم حالياً بالصغيرة، مقارنة بالميزانيات الإنتاجية المطلوبة لتقديم فيلم جيد.

من ناحيته، نصح عامر سالمين صناع الأفلام الشباب بعدم الاعتماد على إيرادات العرض التجاري في تحديد ميزانية الفيلم؛ لأن إقبال الجمهور على الأعمال غير ثابت، وقد يتأثر بعوامل وظروف مختلفة؛ مثل توقيت العرض أو الفعاليات التي تقام في موعد طرح الفيلم نفسه وغير ذلك من عوامل، ولذلك لا تمثل إيرادات شباك التذاكر سوى نسبة تراوح بين 15 و20% من الإيرادات.

• 120 دار عرض في سبع دول، يُعرض فيها فيلم «ثلاثة».


نايلة الخاجة:

• لا أستطيع تقديم فيلم تجاري لمجرد تحقيق إيرادات مرتفعة، لأنني سأكون مثل من يكذب على نفسه.

عامر المري:

• على صنّاع الأفلام الشباب عدم الاعتماد على إيرادات العرض التجاري في تحديد ميزانية الفيلم.


جمعة: شكراً «العين السينمائي»

عبّر السينمائي عبدالحميد جمعة، عن سعادته بتكريمه ضمن برنامج «إنجازات الفنانين» في مهرجان العين السينمائي الدولي بدورته السادسة، لدوره في تأسيس مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2004، إذ تولى رئاسته عام 2006، وشغل هذا المنصب مدة 10 سنوات، حتى بات مهرجان دبي السينمائي واجهة عالمية، مشيراً خلال حفل الافتتاح الذي أقيم مساء أول من أمس، في قلعة الجاهلي بالعين، إلى أن هذه التكريمات لها دور كبير في تقدير الجهود التي تبذل على الساحة الفنية والسينمائية في الدولة.

وأضاف جمعة أن مهرجان العين استطاع أن يتميز على الساحة باهتمامه بالسينما المحلية وبمواهبها، للتعريف بها، والكشف عما تمتلكه من إمكانات، بما يجعله منصة تجمع صنّاع الأفلام في المنطقة.

تويتر