مع انتصاف عام 2023

الأفلام الإماراتية.. نشاط في «المهرجانات» وهدوء في دور السينما

صورة

نشاط خارجي وترقب داخلي، هذا ما يمكن أن نصف به واقع صناعة الأفلام الإماراتية في الفترة الحالية وبعد انتصاف عام 2023، فهناك حراك متواصل وحضور بارز للأفلام الإماراتية في عدد من المهرجانات والفعاليات السينمائية الإقليمية والدولية في الفترة الأخيرة. في المقابل، مازال هناك ترقب للإعلان عن طرح أفلام إماراتية في دور العرض السينمائي، في ظل حالة من الهدوء الواضح على الساحة، والذي قد يرجع إلى انشغال صنّاع الأفلام بتصوير أعمال جديدة، سواء للمشاركة في مهرجانات سينمائية أو للعرض التجاري، خصوصاً أن عدداً غير قليل من المخرجين يفضل طرح أفلامه عقب الإجازة الصيفية، بداية من شهر سبتمبر من كل عام.

وعلى المستوى الخارجي، يشهد مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، في دورته الرابعة التي بدأت أول من أمس وتستمر إلى 23 يونيو الجاري، مشاركة للأفلام الإماراتية، من خلال الفيلم القصير «ما وراء سلمى» من إخراج مريم السركال وماريا سيد، وفيلم «الشقة» من إخراج محمد بدر، وذلك ضمن أفلام بانوراما عربية. كما تم اختيار المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، ضمن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، التي يترأسها المخرج التونسي رضا الباهي.

مشاركة متميزة

كذلك شهدت الدورة الثانية من مهرجان «ياسمين الحمامات 2023» السينمائي الدولي في تونس، التي عقدت في مايو الماضي، حضوراً مميزاً للسينما الإماراتية، من خلال ستة أفلام تم عرضها ضمن برنامج «بانوراما»، وجميعها سبق وعرضت في الدورة الخامسة من مهرجان «العين السينمائي الدولي»، واستطاعت هذه الأفلام ان تستقطب اهتمام الجمهور وإشادته، وفي مقدمتها فيلم «حجر الرحى» للمخرج والكاتب ناصر الظاهري، الذي يتناول مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ضمن ملحمة أدبية وفنية وسينمائية متميزة من تاريخ الإمارات، حيث يسلط العمل الضوء على الفترة الممتدة من 1946 إلى 1966، ويستعرض لمحة من مسيرة الوالد المؤسس العامرة بالإنجازات، خصوصاً منذ توليه حكم مدينة العين عام 1946، وإدارته الحكيمة لشؤون المنطقة، في ظروف اقتصادية وصحية وتعليمية صعبة، وكيف نهض بالمنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي، ونظم أمورها، وقام بتوفير المياه مجاناً للسكان ومزارعهم، وجلب الأطباء والمعلمين من الخارج، ووجّه ببناء السوق المحلية. وفيلم «شبح» للكاتب والمخرج عامر سالمين المري، وهو فيلم رعب تدور قصته حول صراع عائلي على إرث قديمة.

كما شاركت في المهرجان نفسه أربعة أفلام قصيرة، هي: «عزلة» للمخرج أحمد محمد الحبسي، الذي حاز جائزة «أفضل فيلم» في مسابقة «الصقر الإماراتي القصير» في مهرجان «العين السينمائي»، و«ما وراء سلمى» إخراج مريم السركال وماريا سيد، و«ليش سرير يدي في الصالة؟» للمخرجة سارة الهاشمي، و«الميزان» للمخرج علي لاري.

 

جوائز عالمية

وواصل فيلم «خورفكان»، من تأليف صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أنتجته هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون في عام 2020، حصد أهم الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية، فحصل في مارس الماضي على جائزة أفضل فيلم روائي طويل في الدورة الثامنة من مهرجان «فيجن للأفلام» بإيطاليا، المعتمد من الموقع السينمائي العالمي IMDB المتخصص في صناعة السينما، وذلك بعد منافسة مع عدد كبير من الأفلام العالمية. كما عرض الفيلم لجمهور المهرجان من العرب المقيمين في إيطاليا والإيطاليين، بعد أن تمت ترجمته للغة الإيطالية في مسرح فيجانو بالعاصمة روما، الذي يتسع لأكثر من 500 متفرج أبدوا إعجابهم بالفيلم.

وحصد الفيلم الوثائقي «100 عبوة» من إنتاج «أناسي للإعلام»، جائزة أفضل فيلم في مهرجان «OZ indie filme» الأسترالي في مارس الماضي، بعد أن حصد جائزة أفضل إخراج، لمازن الخيرات، في الدورة الخامسة من مهرجان «العين السينمائي».


«بيزات» أحمد زين

على مستوى العرض السينمائي التجاري محلياً، كان فيلم «بيزات» للمخرج أحمد زين، أول فيلم إماراتي يتم طرحه في دور السينما في عام 2023، وهو الوحيد إلى الآن، وتدور قصته التي كتبها زين أيضاً، حول عدد من الأشخاص الذين يسعون إلى تحقيق الثراء بصرف النظر عن الطريقة، فيفكرون في تنفيذ خطة لسرقة محل مجوهرات، ما يعرّضهم لسلسلة من المواقف الكوميدية، ليكتشفوا في النهاية أن السعادة وراحة البال لا تأتي بالمال أو (البيزات). وشارك في بطولة الفيلم كل من: عمر الملا ومحمد العلوي وإبراهيم المريسي ومحمد الكندي ونور أحمد وعهود النويس وزايد العبيدلي وحسن العبيدلي، وهو من إنتاج «ياريكس للإنتاج الفني».

كما تُعرض أفلام إماراتية عبر منصّات العرض الرقمي مثل «نتفلكس» مثل: «ساير الجنة» و«ليزا» و«سوشيال مان» و«عياض في الرياض» و«كيف تسمعني.. اجب» و«ولادة» وغيرها.

حراك متواصل وحضور بارز للأفلام الإماراتية في المهرجانات الدولية، مقابل ترقب للإعلان عن طرح أفلام إماراتية في دور العرض المحلية.

المخرجون يفضلون طرح أفلامهم عقب الإجازة الصيفية، بداية من شهر سبتمبر من كل عام.

تويتر