أكدوا أن الساحة تشهد حراكاً نشطاً خلال جلسة بـ «مهرجان العين»

سينمائيون: متفائلون بمستقبل صناعة الأفلام الخليجية رغم التحديات

صورة

أكد سينمائيون أن الحراك الذي تشهده الساحة في دول الخليج في الفترة الحالية كبير، ويسهم بقوة في تشجيع تجارب صنّاع الأفلام المحليين، لكن إلى الآن لا يمكن القول إن هناك صناعة سينما في الخليج، مشددين على أن وجود هذه الصناعة يرتبط بوجود مؤسسات متخصصة تنظم العمل في هذا القطاع، وبرؤية استراتيجية شاملة لعمل هذه المؤسسات.

وتجاوزت الجلسة الحوارية التي نظمها مهرجان العين السينمائي الدولي، صباح أمس، ضمن فعاليات دورته الخامسة، تحت عنوان «مستقبل السينما الخليجية»؛ عنوانها، لتتحول إلى مساحة مفتوحة للنقاش حول تحديات صناعة سينما خليجية، وهموم صنّاع السينما، وكذلك رصد لأبرز أخطائهم سواء في الأفلام التي تعرض في المهرجانات أو في دور العرض السينمائي التجارية.

حراك نشط

واستعرض السينمائي السعودي عبدالله المحيسن، أحد المكرمين في الدورة الحالية من المهرجان، أبرز ملامح الحراك السينمائي الذي تشهده المنطقة في الوقت الحالي، خصوصاً المملكة العربية السعودية، والمتمثل في تنظيم مهرجانات سينمائية بارزة، وتقديم دعم للتجارب الإنتاجية المحلية، والسعي نحو اجتذاب أفلام من مختلف أنحاء العالم في المنطقة عبر تقديم حوافز مالية مثل تقديم منطقة العلا في السعودية دعماً إنتاجياً بقيمة 40% من ميزانية العمل لأي فيلم يتم تصويره فيها مع الاستعانة بكوادر سعودية.

وأعرب عن أمله في أن يتطور هذا الحراك إلى تأسيس صناعة سينما متكاملة، معتبراً أن هذا لن يتم إلا عندما تعد كوادر متخصصة في مختلف الوظائف الإنتاجية المتعلقة بالسينما، وليس فقط هواة يعتمدون على أصدقائهم لإنجاز أفلامهم كما يحدث حالياً من قبل كثيرين من الشباب المشاركين في المهرجانات والمتواجدين على الساحة، واستطاعوا أن يلفتوا الأنظار إلى موهبتهم، في محاولة منهم لـ«خلق شيء من لا شيء»، بحسب تعبيره.

وأوضح المحيسن أن هناك مواهب جيدة، لكنها تحتاج إلى تمويل، وتوفير العناصر الإنتاجية والفنية اللازمة لصناعة فيلم جيد، لافتاً إلى أهمية العمل على إيجاد إنتاج سينمائي خليجي مشترك، وتعزيز التعاون في هذا القطاع، مع إمكانية الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة والمناسبة في هذا المجال. وحذر المخرج المخضرم صنّاع الأفلام الشباب من تقديم صورة مسيئة لبلدانهم فقط لمجرد التواجد في المهرجانات أو تحقيق جوائز، مشدداً على أن هناك مبادئ يجب التمسك بها، ورسائل يجب أن يتحلى بها العمل الفني.

مهرجانات متعددة

من جانبه أعرب رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح الدكتور حميد سعيد العامري، عن تفاؤله بمستقبل السينما في سلطنة عمان والخليج بشكل عام؛ مستعرضاً جوانب من تجربة السلطنة في دعم السينما، من أبرزها الخروج بمهرجانات السينما من العاصمة مسقط، وتقديم أربعة مهرجانات في محافظات وولايات مختلفة، وبعضها لا يوجد فيه دور عرض سينمائي، إلى جانب تنظيم مهرجانات أفلام متخصصة مثل مهرجان المرأة والطفل وهو الأول من نوعه في المنطقة، ومهرجان السينما المستقلة، ومهرجان لأفلام طلبة الجامعات الذي سيتم تنظيمه في الفترة المقبلة.

وأوضح أن هذه المهرجانات تهدف إلى نشر ثقافة السينما بين الجمهور، وكذلك التعريف بما تمتلكه الولايات والمحافظات من مقومات طبيعية وبيئية وسياحية فريدة.

وأشار العامري إلى مبادرة صناعة الأفلام في السلطنة، التي أطلقت خلال إكسبو 2020 دبي، وهدفت المبادرة لجلب الإنتاج العالمي للتصوير في عمان، متفقاً مع عبدالله المحيسن في أن صناعة السينما لا يمكن أن تتحقق دون دعم مؤسسي، ورؤية واضحة.

وفي هذا السياق أشار مؤسس ومدير مهرجان العين السينمائي الدولي عامر سالمين المري، إلى ضرورة توافر الدعم الحكومي لقيام صناعة سينما، إذ يسهم الدعم الرسمي في خلق وتكوين رؤية واستراتيجية واضحة لتطوير الإنتاج بمختلف مراحله، لافتاً إلى أن أزمة عدم توافر النصوص الجيدة أزمة عالمية ولا تقتصر على الخليج.

وأوضح أن معايير أفلام المهرجانات تغيرت في السنوات الأخيرة بشكل واضح حتى على مستوى المهرجانات الكبرى، معتبراً أن هناك استسهالاً في التعامل مع مفهوم السينما التجارية في الخليج.

قضايا شائكة

تطرقت نقاشات جلسة «مستقبل السينما الخليجية» في مهرجان العين السينمائي الدولي إلى موضوعات أخرى، مثل الخلط بين صناعة الفيلم السينمائي والعمل التلفزيوني، وعدم وضوح مفهوم أفلام العرض التجاري، وهو ما أدى إلى تقديم أعمال ضعيفة تحت صيغة «الفيلم التجاري»، وكذلك قضية أزمة السيناريو، وعدم قدرة الفيلم الخليجي المحلي على المنافسة في شباك التذاكر، وغيرها من القضايا المهمة في مجال صناعة الأفلام.

تويتر