المهرجان يعلن اليوم تفاصيل دورته الـ 13
عبدالحميد جمعة:«دبي السينمائي» جسر ثقافي.. ولا مكان لأفلام تثيـر الكراهية
عبدالحميد جمعة: «منفتحون على السينما العالمية، وملتزمون بدعم السينما الخليجية والعربية». أرشيفية
«نعد الجمهور بالذهاب أبعد بكثير مما يتوقعه، عبر نخبة من الأفلام هي الأفضل عالمياً، فنحن منفتحون على السينما العالمية، وملتزمون بدعم السينما الخليجية والعربية، ولدينا خطة لتوفير فرص استثنائية لصانعيها، ومع معالجة واقع صناعة الفيلم العربي، فإننا نُجهز للمستقبل بمبادرات خلاقة».
|
3600 طلب مشاركة وصلت للمهرجان. - فيلم «ساير الجنة» لسعيد سالمين، خرج من رحم «دبي السينمائي»، قبل أن تفتح له أبواب 30 مهرجاناً قبل أن يكرم في «لوس أنجلوس». |
هذا ما قاله رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، مؤكداً أن
قرارات «دبي السينمائي»، الذي يقيم اليوم مؤتمره الصحافي بخصوص دورته الجديدة، بشأن هوية الأفلام المشاركة «فنية وليست سياسية»، مضيفاً: «ليست لدينا توجهات باستبعاد أفلام ذات محتوى أو خلفية ما، وجميع قراراتنا في هذا الشأن فنية». وأشار جمعة إلى ضرورة التعويل على وعي لجنة اختيار الأفلام، مضيفاً: «لدينا نحو 3600 طلب مشاركة لأفلام، إضافة إلى 300 فيلم تواصلنا مع صانعيها، ما يعني أن مسؤولية الاختيار شديدة الحساسية، في ظل الواقع العربي الراهن، الذي يتداخل فيه السياسي بالأمني، لذلك فإن إدارة المهرجان يحكمها في اختياراتها الفنية حالة ضميرية من الوعي الذاتي، بعيداً عن فكرة الرقيب».
وتابع: «حينما نفتقد البوصلة، ويثار جدل حول محتوى فيلم ما، نعود إلى مرتكزنا الأساسي، وثيمة المهرجان منذ انطلاقته، باعتباره جسراً يربط بين الحضارات المختلفة، ولا أعتقد أن فيلماً يثير الضغائن أو العنف أو الكراهية، يمكن أن يكون له مكان في مهرجان هكذا شعاره الرئيس».
![]() |
وسحب جمعة قائمة ما يتجنبه «دبي السينمائي» بشكل تلقائي على سائر المحاذير التي تتنافى مع قيم وتقاليد المجتمع الراسخة، مضيفاً: «مسؤوليتنا أن نُجنب مشاهدينا صدمة سلبية، سواء حضارية أو أخلاقية، وهو أمر يستدعي أن نكون دقيقين في اختياراتنا». وكشف جمعة أن «الدورة المقبلة ستشهد إطلاق خمس مبادرات رئيسة مختلفة للمهرجان»، موضحاً: «رغم ذلك، فالمبادرات ليست هي كل شيء في (دبي السينمائي)، الذي يراهن دوماً على بهاء منصة عرض الأفلام، وذهابها لأبعد بكثير مما يتوقعه الجمهور، عبر أفلام لن يرى الكثير منها خارج شاشاته».
ولم ينف رئيس دبي السينمائي، أن «هناك كثيراً من الطموحات التي لم تتحقق بعد، مضيفاً: «لو أسهبنا في تحليل مدلولات الأرقام، فنحن فعلياً بالدورة رقم 13، على أعتاب مرحلة، نريد لها أن تكون خطوة باتجاه النضج، وإذا كان هذا الرقم العددي لا يشير لدى البعض إلى مدلول (عراقة)، إلا أنه حينما يوضع تحت مظلة دبي، يكتسي بُعداً وقدرة أكبر على اختزال الوقت والخبرات، وصولاً إلى التميّز والتفرّد المنشودين».
وتابع: «لسنا معنيين بتقييم أنفسنا في هذه المرحلة، بقدر ما ننظر لرصد الآخرين وتقديرهم لما نقدمه بكثير من الفخر، بما في ذلك اعتماد (دبي السينمائي) واحداً من أهم 15 مهرجاناً في العالم». وأوضح: «حينما يصبح المهرجان حاضراً رئيساً على جداول رائدي صناعة السينما في العالم، وحينما ننجح في استقطاب أهم الأفلام العالمية والعربية على منصة واحدة، نوفر فرصة لأن يجد جمهور السينما أعمالاً لا تعرف طريقها دور العرض التجارية، على الرغم من قيمتها الفنية والثقافية، فضلاً عن نجاحنا في أن نكون جسراً مهماً لأفلام رفيعة المستوى، لتجد مكانها في مهرجانات عالمية أخرى، فإنني أزعم أننا نسير في الطريق الصحيح».
واستشهد جمعة بفيلم «ساير الجنة»، لسعيد سالمين، الذي خرج من رحم «دبي السينمائي»، قبل أن تفتح له أبواب 30 مهرجان سينما حول العالم، قبل أن يتم تكريمه في «لوس أنجلوس».
«الترفيه».. أولاً
رأى رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، أن «صانع الفيلم المحترف يضع نصب عينيه غرض (الترفيه)، باعتباره هدفاً أول ورئيساً يطلبه المشاهد، ويقدمه الفيلم».
وتابع: «لا تُصنع الأفلام لتغيير قناعات، أو إثبات وجهة نظر مسبقة مرتبطة بجهة الإنتاج أو الكاتب والمخرج، وكثير من التجارب التي وقعت في فخاخ الصيغ التعليمية والتقريرية المباشرة، اكتست بضعف فني».
وأضاف: «البعض يسعى إلى إنتاج أفلام تُحّسن من صورة مجتمعه، لكن مثل هذه الأفلام لا تغيّر في الواقع، أو حتى الصورة النمطية شيئاً، وتظل إنفاقاً من دون طائل، لأن الخبرة المكتسبة من الواقع، لن يمحوها أو يعدلها مشاهدة فيلم».
أفلام فاشلة
وصف رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، الأفلام الموجهة دينياً أو سياسياً بـ«الفاشلة»، مضيفاً: «لو استعرضنا طائفة طويلة من الأفلام الموجهة دينياً أو سياسياً، وقمنا بتحليلها، وتتبع صداها، سنجد معظمها ضعيفاً فنياً، وعاجزاً عن إشعار المشاهد المفترض بصدق رسالته».
وأوضح لـ«الإمارات اليوم»: «على صانع السينما من وجهة نظري التركيز على قصته، مهما كانت مغرقة في المحلية، وباستقراء الكثير من التجارب السينمائية الناجحة أيضاً، سنجد أن البصمة الخاصة والهوية المحلية، لم تكن أبداً عائقاً يحول دون وصول فيلم جيد (فنياً) إلى العالمية».
ورأى جمعة أن «الصدق والإخلاص قادران على إيصال الفيلم إلى قلوب الجماهير».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
