مشاهدون عتبوا على باسم سمرة واعتبروه فشلاً كبيراً

«الدنيا مقلوبة».. فكرة ذكية «مـــــا زبطتش في السيما»

صورة

أن تذهب إلى فيلم «الدنيا مقلوبة» لباسم سمرة، الذي عرف في السنوات الماضية بأدواره في الدراما الرمضانية بشكل مميز ومختلف كدوره في مسلسل «بنت اسمها ذات»، وفي السينما أيضاً عندما قدم المختلف في فيلم «عمارة يعقوبيان»، ومن أجل أدواره المميزة تلك وغيرها الكثير، تؤمن لوهلة أنك ستشاهد فيلماً غنياً، لكنك تصطدم بفيلم وصفه مشاهدون بأنه «يستخف بعقل المتلقي»، بالرغم من أن سمرة حافظ على بعض من ألقه في مشاهد محدودة، لكن الفيلم بشكل كامل لا يمكن الا أن يقال عنه إنه صنع في وقت فراغ أو إن المخرج شعر بالملل فجمع المشاهد ببعضها دون ادراك لحقيقة أن عبارة «الجمهور عايز كدة» لم تعد قادرة على إرجاع قيمة انتاج الفيلم، خصوصاً بوجود بطل كباسم سمرة شاركته البطولة علا غانم وإدوارد وأحمد عزمي، الذي يعتبر هو الآخر قد تراجع كثيراً مقارنة بأدوار مميزة قدمها للسينما والتلفزيون.

الفيلم وهو من إخراج هاني صبري وتأليف محمد سيد قناوي، اعتمد حسب جمهور استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم على فكرة ذكية، لكنها أيضاً «ما زبطتش في السيما»، حسب ما قال الأكثرية منهم، وملخص الفكرة أن مصر باتت حلماً عالمياً للهجرة اليها، حتى للذين يعيشون في أميركا التي باتت - في الفيلم - من الدول النامية التي يتفشى فيها الفقر والفساد والجرائم، حيث أحداث الفيلم استبدلت الأدوار ببساطة بين أميركا ومصر ضمن قالب خيالي كوميدي الى حد ما، حيث تدور حول (جاك) الذي يحلم بالهجرة الى مصر مهما كلفه الأمر، ورغم محاولاته المتكررة مع السفارة وتزويره لأوراقه أكثر من مرة، إلا انه يفشل دائماً، فالتأشيرة الى مصر تعد صعبة، حتى ان أحد المزورين اقترح عليه أن يذهب الى الصومال بدلاً منها، فالصومال باتت هي الأخرى أفضل من أميركا.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

مبالغة في الشكل

في المشهد الأول من الفيلم يرى المشاهد جاك وهو يقف ضمن طابور طويل أمام سفارة جمهورية مصر، يحاول جاهداً أن يتم قبوله، لكن موظف السفارة النزق المتعالي على هذا الأميركي الذي يصفه دوماً بالمتخلف يكشف أمره وكذبته بأنه لا يريد زيارة مصر بل الهجرة إليها.

تستمر الأحداث بينه وبين صديقه أحمد الذي سبقه الى هناك، وبات يحمل الجنسية المصرية، وهو يعيش رغد العيش ويصف له شعور أن يكون الانسان مصرياً، في حضرة ممثلين لم يكن وجودهم سوى لإضفاء تفاصيل لا تغني الفيلم ولا تنقص منه.

يقول منذر الريان (27 عاماً): «باسم سمرة أكبر من الفيلم، واستغرب قبوله العمل فيه»، وأضاف «المبالغة حاضرة في كل شيء، حتى الباروكات الشقراء التي كانت على رؤوس الجميع»، مؤكداً «الفكرة ذكية، لكن لم يتم توظيفها من خلال السيناريو والأداء بشكل جيد».

في المقابل، أكد هادي العلي (20 عاماً) أن عنصر المبالغة في كل شيء كان سمة الفيلم «من شكل الأميركان بباروكاتهم الشقراء، وردّات فعل علا غانم غير المنطقية، ومشهد السفارة المكرر»، متأسفاً على «عبقرية باسم سمرة أن تذهب في مثل هذا الفيلم».

غناء وإقحام

تستمر الأحداث ويصاب جاك بحالة نفسية سيئة بسبب الرفض المتكرر لطلب الهجرة أو الزيارة لمصر، حتى صديقته تصاب بالحالة نفسها بسبب عدم اهتمام جاك بها بقدر اهتمامه بالحصول على التأشيرة، كل شيء في حياته يصبح منوطاً بمصر، حتى رنة هاتفه، في المقابل تخاف صديقته عليه من نساء مصر، فهي تعتبر أن وجود غادة عبدالرازق ومنة شلبي وروبي تهديداً لها ولعلاقتها بجاك، ومع ذلك يصر جاك على قراره، وهو يتحدث الى صديقه أحمد كل يوم عبر «السكايب»، ويتعلق بمصر وحلم مصر.

والحالة تنقلب فعلاً، فمصر لا يوجد بها كذب، ولا يوجد بها محسوبيات، ولا يوجد فساد، ولا ضغينة، بل العمل والنقود والرخاء فقط، أما أميركا، فالكذب شعارها، واستغلال القوي للضعيف مدرستها، والفقر صفتها، مع أنها مازالت تعتز بأنها بلد الحرية، فالعلاقات فيها مفتوحة، وتقبل العائلات خروج بناتها مع اصدقائهن، إلا أن الثورات فيها أهلكت منشآتها، وغضب الشارع لم يعد ينفع فيها، هنا ترى زينة محمد (30 عاماً) أن الفيلم «أساء الى مصر من خلال هذا الخيال»، موضحة «الجميع يعرف أن المقصود بأميركا في الفيلم هو مصر، وليس العكس، وفي هذا الاسقاط إهانة واضحة لمصر التي تحاول النهوض من جديد، بعد العديد من المآزق».

ووافقها الرأي زوجها بكري (31 عاماً) الذي قال: «الأغنيات الهابطة، والرقص والتعري المقزز، هي سمات نحاول محاربتها في مصر، وطرحها بالشكل المقلوب في الفيلم رسالة واضحة بأن مصر ستظل على هذا الشكل».

ليست فانتازيا

يصف الفيلم نفسه بأنه فانتازي، وهذا الوصف ليس دقيقاً، اذ تتلخص الصفات المميزة للفانتازيا في إدراج العناصر الخيالية داخل إطار متماسك ذاتياً، وبداخل هذا الشكل يمكن تحديد أي مكان لعنصر الخيال، كما يمكن أن ترسم الشخصيات باستخدام هذه العناصر، أو قد توجد كاملة في إطار لعالم خيالي، حيث تكون هذه العناصر جزءاً من هذا العالم.

لكن في هذا الفيلم لم تكن الفانتازيا حاضرة، والأحداث فيه بالرغم من وجود الخيال إلا أنها لم ترتقِ الى صفة الفانتازيا في السينما، الفيلم لم يستطع أن يكون كوميدياً ايضاً، بالرغم من وجود بعض الأفيهات، إلا انها مكررة وعديمة الجدوى، حتى النهاية التي لحقت قرار جاك بالسفر الى مصر عبر البحر كأي لاجئ غير شرعي، أخذت منحى غريباً، طريقة صناعة المشهد طريقة بدائية لا تتوافق مع لغة السينما الحديثة، فكان مشهد النهاية مضحكاً من شدة الاستسهال، ولم يكن أبداً على قدر ما تقدمه السينما حالياً. قال احسان عبدالرؤوف (30 عاماً): «شعرت بالخجل من الفيلم، ولن يشفع حبي واحترامي لباسم سمرة ألا أقول إن هذا الفيلم من أسوأ ما شاهدت، وأتمنى من كل قلبي أن يعتذر سمرة عن مشاركته في هذا الفيلم الذي لا صفة تحدده».

تويتر