كتاب مرجعي أعده وقدمه زياد عبدالله بمشاركة 475 ناقداً.. و«المومياء» يتصدر القائمة

«أهم 100 فيلم عربي» هدية لعشاق السينما

صورة

مستبقاً دورته العاشرة، أهدى مهرجان دبي السينمائي الدولي، عشاق الفن السابع، قائمة بأهم 100 فيلم عربي، كشف عنها استفتاء للمهرجان، وصدرت أمس في كتاب بعنوان «سينما الشغف.. قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي».

جمعة: انتظروا كتاباً آخر

كشف رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، عن إصدار المهرجان كتاباً آخر سيطرح مع انطلاقة الدورة العاشرة للمهرجان، حول تاريخ السينما العربية، مؤكداً أهمية هذا الكتاب، وحاجة مكتبة السينما العربية الماسة له في هذا التوقيت.

واضاف جمعة لـ«الإمارات اليوم» أن «الثقافة السينمائية مظلة مهمة لحماية الهوية، فالكثير من أبنائنا باتت لا تجتذب مفردات تلك الثقافة، في ظل تيارات العولمة، ونحن مع تأكيدنا على مفهوم التواصل الحضاري والثقافي، خصوصاً عبر لغة السينما، فإننا ندعم أيضاً ضرورة أن نسعى للحفاظ على هويتنا العربية، والكتاب الجديد يقدم معلومات لشباب ربما تغيب عنهم الكثير منها» كما انه يمثل مرجعا غنيا للمتخصصين في المجال السينمائي.

أرقام في الاستفتاء

ضمت قائمة أفضل 100 فيلم عربي بعض الأعمال المنتمية للأربعينات والخمسينات، فيما ضمت 21 فيلماً ضمن أفلام السبعينات، فضلاً عن العدد نفسه لمرحلة الثمانينات، التي يعتبرها البعض مرحلة رواج السينما التجارية خصوصاً.

وتم اختيار 26 فيلماً من إنتاج الألفية الثالثة، أما فيلم «الجنة الآن» الذي افتتح مهرجان دبي السينمائي في دورته الثانية فجاء في المرتبة الـ11. وشارك في الاستفتاء نقاد وسينمائيون من بلدان أوروبية عدة، لكنهم يمتلكون وعياً ومعرفة بالسينما العربية، حسب تأكيد رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة. وفي مقابل مشاركة 90 شخصاً من مصر فقد شارك في الاستفتاء من الإمارات 20 شخصاً. وتمثل نتنائج الاستفتاء مرجعاً مهماً وغير مسبوق لتوثيق روائع السينما العربية.

محمد ملص: شكراً للمهرجان

حرص المخرج السوري محمد ملص على أن يؤكد أن توجهه بعبارة «شكراً لمهرجان دبي» ليست كيلاً للمديح أو خلافه، بقدر ما هي تقدير منه لوعي المهرجان بدوره الذي يتعاظم في هذه المرحلة الشائكة التي تمر بها الثقافة والكثير من المجتمعات العربية.

وتابع «الاستفتاء، وحفظه في كتاب، يجاوب بشكل عملي على كيفية حفظ الميراث السينمائي العربي من الاندثار، وهو بمثابة عتبة أولى لحماية السينما العربية من تلاش أصبح سمة في كل شيء حولنا».

وحل فيلم المخرج محمد ملص «أحلام المدينة» (1983) في المرتبة السادسة في قائمة أفضل فيلم عربي.

ويمثل هذا الفيلم علامة فارقة في السينما السورية.

وأعادت قائمة «دبي السينمائي» إلى الواجهة، عشرات الأعمال التي سكنت مكتبة الأفلام العربية، ويعود بعضها إلى حقب زمنية متفاوتة، بدءاً بأربعينات القرن الماضي، وصولاً إلى العام الفائت، وفق تسلسل مبني على تصويت 475 سينمائياً وناقداً أتيحت لهم قائمة تضم 6000 فيلم، عبر استفتاء إلكتروني. وكشف رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة دبي للإعلام، وتحدث فيه بشكل رئيس إلى جانبه، كل من المستشار الثقافي بهيئة دبي للثقافة والفنون، د.صلاح القاسم، والمدير الفني للمهرجان مسعود أمرالله عن هوية الأفلام الـ10 الفائزة بالمراكز الأولى، وسط ردود أفعال متباينة من الحضور، ما بين حسن التوقع الذي أتاحه جمعة للحضور، بعد أن طلب منهم التخمين قبل الكشف عن كل مرتبة، والدهشة في أحيان أخرى، لكن الفيلم الفائز بالمركز الأول «المومياء» للمخرج المصري الراحل شادي عبدالسلام، الذي تم إنتاجه عام 1969، كان محل توقع كبير من الجميع.

وأكد جمعة لـ«الإمارات اليوم» أن مهرجان دبي السينمائي في دورته العاشرة يكرس رسالته الحضارية في المقام الأول، بهذه الخطوة التي تكتسي أهمية كبيرة في حفظ لآلئ سينمائية شكلت محطات نوعية في مسيرة السينما العربية.

وجاء في المركز الثاني فيلم للراحل يوسف شاهين، هو «باب الحديد» الذي أنتج عام 1958، وفي المركز الثالث «وقائع سنين الجمر» الذي أنتج في منتصف السبعينات للمخرج الجزائري محمد لخضر حامينا، تلاه في المركز الرابع فيلم آخر ليوسف شاهين هو«الأرض» الذي تم إنتاجه في أواخرالستينات، وحل «صمت القصور» (1994) لمخرجته التونسية مفيدة التلاتلي خامساً، بينما حل سادساً فيلم «أحلام المدينة» (1983) للمخرج السوري محمد ملص، وفي المركز السابع فيلم «يد إلهية» (2001) للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، وفي المرتبة الثامنة فيلم «الكيت كات» للمخرج داوود عبدالسيد، وكان المركز التاسع في قائمة أهم 100 فيلم عربي من نصيب «بيروت الغربية» الذي أنتج عام 1998 للمخرج اللبناني زياد دويري، ليختم قائمة الـ10 الأوائل «المخدوعون» الذي أخرجه المصري توفيق صالح عام 1972 في سورية، وله أهمية خاصة حسب إشارة رئيس المهرجان، ممثلة في المزيج العربي الذي شارك في إبداعه في أوائل السبعينات.

واعتبر جمعة أن الكتاب يأتي بمثابة هدية يقدرها جمهور السينما بمناسبة مرور 10 أعوام من عمر المهرجان، مؤكداً أن الاحتفاء بالسينما ورموزها ونتاجها يأتي جنباً إلى جنب مع جهود دعم الشباب ونشر ثقافة السينما. وأضاف «على المقدار ذاته من الأهمية، أردنا أيضاً لهذا الكتاب أن يكون إضافة نوعية تثري الحوار بين رواد الثقافة والفكر المتابعين عن قرب والمحللين لصناعة السينما في الدول العربية، والمهتمين بها حول العالم». وأثنى المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، مسعود أمرالله آل علي على هذا المشروع، واصفاً إياه بالدراسة المطولة، وقال «يأتي هذا الكتاب المرجعي الفريد، وسط متغيرات متضاربة ومتسارعة يشهدها العديد من دول العالم العربي، ليؤكد القدرات الإبداعية للعالم العربي رغم كل الظروف، فقد نشأ مبدعو تلك الروائع السينمائية في أحضان منطقة لم تهدأ منذ عقود طويلة، وقد أسهمت أعمالهم في تشكيل الوجدان الجمعي المرتبط بالواقع المعاصر.

ويحتوي الكتاب على دراسة تاريخية ونقدية للسينما العربية وفق قائمة أهم 100 فيلم عربي، بقلم محرره الناقد والكاتب زياد عبدالله، متناولاً بالتحليل والتأريخ ملامح السينما العربية من خلال الأفلام التي تم اختيارها، من خلال مقاربتها فنياً وسياسياً واجتماعياً، بالإضافة إلى معالجة نقدية لكل فيلم من أفلام القائمة شارك فيها 20 من كبار النقاد العرب، والتي تتضمن بيانات تاريخية حول الإنتاج وخلفياته الإبداعية التي وقفت وراء خروج تلك الأعمال وصعود نجمها لتبقى ضمن روائع التراث السينمائي العربي.

وتلا المؤتمر الرسمي للكشف عن نتائج الاستفتاء، وكتاب «سينما الشغف.. قائمة مهرجان دبي السينمائي لأهم 100 فيلم عربي»، محاورة نقدية أدارها زياد عبدالله، ناقش فيها المخرجين السوري محمد ملص والمصري داوود عبدالسيد، اللذين تضمنت بعض أعمالهما القائمة، خصوصاً ضمن فئة أفضل 10 أعمال.

داوود عبدالسيد: «المومياء» يستحق

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/11/43990.jpg

أشار المخرج المصري داوود عبدالسيد إلى توقعه فوز فيلم «المومياء» بالمركز الأول في استفتاء «دبي السينمائي»، لكنه أكد في الوقت نفسه أن معايير الأهمية والأفضلية تظل نسبية، ومنطقي أن يكون هناك اختلاف حولها ويبقى الفيلم علامة فارقة.

 

تويتر