استياء عام من الجمهور.. والنقاد يهاجمونه

«مهمة في فيلم قديم».. يسقط فـي السطحية

فيفي عبده أعربت عن دهشتها من الهجوم على الفيلم. أرشيفية

فيلم «مهمة في فيلم قديم» للمخرج أحمد البدري، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، واجه هجوماً واسعاً من نقاد سينمائيين، وصفوا الفيلم بأنه «سطحي»، مشيرين إلى أن تصويره لم يستغرق أكثر من أسبوعين.

الفيلم وهو من بطولة فيفي عبده وادوارد ومادلين مطر وشادي شامل ولطفي لبيب وغيرهم محاولة على ما يبدو لخلق ثنائي جديد بدلاً من الفنانة عبلة كامل ومحمد سعد، فالمشاهد التي جمعت الأم فيفي عبده وابنها ادوار كانت محاولة لتقليدهما، وهو يدور حول شاب يتمنى أن يصبح مطرباً، ويقوم باستقدام كل من له علاقة بالفن مثل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وفريد الاطرش وحتى أحمد زكي، محاولاً أن يأخذ من ما قدموه دافعاً كي يطور إمكاناته، في إطار من المفترض أن يكون كوميديا، إلا أن السطحية فيه كانت الأبرز.

تكرار

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

يقول ماهر ابوكف الذي كان برفقة خطيبته «لا يمكن وصف بداية الفيلم ونهايته، فالكلام غير واضح، مع المشهد الأول للفنان لطفي لبيب، وهو على السطح يوبخ طفلا، لينتقل المشهد الى البطل ادوارد وهو يحمل معزاة سرقها من جارته، لأن ابنها لم يدفع له ثمن حفلة غنى فيها. ويظهر هذا الشاب وكأن جنوناً مسه، فهو يتوهم نفسه فناناً ذا صوت عذب لم يتم اكتشافه بعد».

ويضيف أن «الفيلم تكرار، لم يقدم جديداً للفنانة فيفي عبده، التي سجل الفيلم عودتها الى السينما بعد غياب أكثر من ‬10 سنوات».

في المقابل، قالت خطيبته لينا (‬27 عاماً) بعد مشاهدة فيلم «مهمة في فيلم قديم» إنها ترى الفيلم تقليدا «إذ إنني شعرت بان هناك محاولة لتقليد الثنائي الكوميدي عبلة كامل ومحمد سعد، لكن شتان بين الاثنين»، مشيرة الى أن «الفيلم سطحي، ولا يستحق المشاهدة».

بدورها تقول نهلة علام (‬33 عاماً) إن «الفيلم عادي وبسيط، ولا يرقى إلى مستوى الافلام الكوميدية، مع أنه أنتج باعتباره كوميديا، ولم يكن هناك أي نوع من الانسجام بين الممثلين، وكان كل واحد منهم يمثل لوحده، وكأن الكاميرا لا تعرف غيره».

وتضيف إن «فيفي عبده ابدعت في المسلسلات، ولم تحقيق الكثير من النجاح في السينما، مع أن الفيلم أعادها إلى السينما بعد غياب».

أحداث

تمر أحداث الفيلم بطريقة مربكة، لا يوجد فيها ترابط ولا تسلسل مبرر فنياً، ففجأة ومن دون مقدمات تظهر الفنانة مادلين مطر ولم تقدم دوراً مهما في الفيلم، وحتى دور حبيبة البطل نهلة زكي كان كذلك، فالقصة بينهما عادية ومكررة في كثير من الافلام العربية، إذ إن والدها يرفض المتقدم للزواج بها، لكنها تبدي إصراراً على اختياره زوجاً لها، وتبدو تلك الشخصية صاحبة القصة بأنها فائقة الجمال، وهناك كثير من الرجال يرغبون في الارتباط بها.

تقول ليان كرم (‬16 عاماً) إن «الفيلم اقل من عادي، ولم يضحكني ابدا، على الرغم من كونه يدعي الكوميدية، وفيفي عبده بدت متصنعة نوعاً ما، وعلى الرغم من حبي لإدوارد إلا انه لم يوفق أيضاً في التمثيل».

وتتساءل صبرا عيسى (‬26 عاما) «لماذا اقحام فنانات لبنانيات في أفلام مصرية، وغالبا تقتصر ادوارهن على نمط محدد يتعلق بالاثارة من دون اي مبررات فنية، ما الهدف من ذلك؟»، مؤكدة أن «الثورة المصرية اسقطت نظامها، لكن ما يتعلق بالفنون يحتاج الى وقت حتى تظهر نتائج جديدة للتغيير».

وأثار ظهور فنانة لبنانية بهذا الشكل حفيظة وائل نجار (‬30 عاماً) الذي يقول «على هذا الاقحام أن ينتهي، فلم تعد الحياة كالسابق، ولم يعد الجمهور كالسابق، ولولا وجود اسماء قدمت للفن شيئاً مميزاً لما دفعت درهما واحدا لمشاهدة فيلم سطحي وبسيط ولا يثير البهجة».

ويضيف «كنت أتوقع أن الثورة المصرية غيرت جوانب سلبية في الفن، لكن الواضح أن التغيير يلزمه وقت أكثر من التغيير السياسي».

عبدالله الجناحي (‬35 عاماً) الذي لم يعجبه فيلم «مهمة في فيلم قديم» يقول بعد مشاهدته «لم اشاهد فيلما سطحيا خلال هذه الفترة مثل هذا الفيلم، إذ إنه لم يصنع بشكل جيد، وكان تصويره خلال أسبوعين مثيراً للتساؤل حول قيمته الفنية، خصوصا أن صناعة فيلم تتطلب الكثير من التحضيرات والجهود والافكار».

وفي رأي آخر تقول مها مدبولي (‬38 عاماً) أن «الفنانة فيفي عبده كانت رائعة ومحترفة، مقارنة ببقية الممثلين الذين اضعفوا الفيلم، على الرغم من أهمية السيناريو والقصة فيه».

«قزقز كابوريا»

يظهر شادي شامل الذي يؤدي دور العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، لكنه لم ينجح في تجسيد شخصية فنان بحجم عبدالحليم، وفق آراء نقاد، فظهوره في الفيلم في شخصية حليم مرة أخرى لم يكن موفقاً، بل فيه تسطيح لتاريخ وفن محبوب الجماهير، ليظهر بعد ذلك فريد الاطرش، بمشهد عادي ايضاً، يجمعه مع مادلين مطر، مع نهاية مشهد لأغنية قدمها الراحل أحمد زكي في أحد افلامه (قزقز كابوريا)».

وتقول عبير طاهر (‬40 عاما) «لو كان أحمد زكي وعبدالحليم حافظ وكل الشخصيات القديمة التي ظهرت في الفيلم على قيد الحياة لتمنوا الموت مرة ثانية، لان الفيلم يشوه سيرتهم وإبداعهم».

وتضيف «أنا خجولة من أن يكون هذا العمل مصريا في ظل ثورة قامت من أجل التغيير».

وتقول نيرمين علي(‬33 عاما)«هناك مستويات متعددة في الفنون، والفن السطحي لا يضيف جديداً الى المشاهد العربي، فالفيلم لا يليق بمصر الابداع»، مؤكدة أن «الفيلم جعلني حزينة على مصر أكثر من أي وقت مضى، فهذه النوعية من الأفلام قديماً كانت منتشرة لان النظام السابق يريدها، أما اليوم فلابد من مراجعة صناعة الافلام بشكل يليق بعقل المشاهد».

تويتر