محمود عبدالعزيز أهدى «إنجاز العمر» إلى الثورة المصرية

«الليالي العربية» تجتذب حضـوراً عالمياً

صورة

بعد امتداد حفل الافتتاح إلى نحو الثالثة من فجر أمس، امتدت ليلة مهرجان دبي السينمائي الأولى لتتصل بليلته الثانية التي جاءت تحت عنوان «الليالي العربية»، ما انعكس على حجم وجود النجوم والسينمائيين في كواليسه الصباحية، وتضاؤل حضور الفنانين العرب في ليلة يؤشر عنوانها إلى نتاجهم، وحظيت أسرة الفيلم العراقي «بيكاس» باحتفاء خاص من قبل الجمهور، أثناء مرورها على ســجادة المهرجان الحمراء في ليلته الثانية، فيما وصف رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، «دبي السينمائي»، بأنه «عالمي بقلب عربي»، في إحالة لظاهـرة التعدديـة الثقافية والاهتمام الاستثنائي بحضور عرض الافتتاح في «الليالي العربية»، وهـو ما فســره جانب منهم، بكون العمــل ذا مضامـين إنـسانيـة خالـصة لتركـيزه على معـاناة المشردين في كـردسـتـان العـراق.

تكريم وتصفيق

حظي فيلم افتتاح المهرجان في ليلته الأولى «حياة باي»، بحضور كامل العدد في قاعة مسرح أرينا، التي تستوعب ‬1800 شخص، وقبلها كانت أكثر اللحظات تأثيراً، والتي وصفت بأنها بمثابة رد الجميل من السينما لأشخاص قدموا جهداً استثنائياً لإنجاحها، حين قام سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة، ورئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، بتقديم جائزة «إنجاز العمر» للفنانين المصري محمود عبدالعزيز، والبريطاني مايكل أبتد.

وبلقطات سريعة عرضت الشاشة الضخمة جانباً من مسيرة عبدالعزيز السينمائية عبر أكثر من ‬100 فيلم ومسلسل تلفزيوني، فيما قوبل صعوده إلى المسرح وتسلمه درع التكريم بعاصفة من التصفيق.

وبكلمات وجيزة شكر عبدالعزيز دولة الإمارات، وإمارة دبي، ممثلة في مهرجانها، فيما أهدى الجائزة إلى ثورة الشعب المصري، أما مايكل أبتد الذي عرضت الشاشة جانباً من إبداعاته الإخراجية، فقد شكر المهرجان على هذا التكريم، معرباً عن تقديره لتلك الحفاوة التي لمسها في دبي.

صور تذكارية

أكثر من ساعتين قضاهما الحضور مع أجواء الفيلم ثلاثي الأبعاد «حياة باي»، ليكونوا بعدها مع موعد مع الحفل الساهر الذي يقام على شرف ضيوف المهرجان سنوياً، وعلى شاطئ الخليج من جهة ضفاف مينا السلام، قضى نجوم الفن السابع من ضيوف المهرجان ليلتهم الأولى في المهرجان، دون أن تختفي عدسات المصورين، والقنــوات الفضائيـة التي استثمرت الحدث لرصد الجانب الآخر من حياة الفنانين.

ورغم أن ثمة مساحة خاصة للفنانين، إلا أن تلك المسـاحة لم تلبث أن تحولت إلى زحام، بسبب رغبة الحضور في التقاط صور تذكارية مع نجوم الفن السابع، وكان لافتاً أن النجوم المصريين هم الأكثر طلباً من الجمهور لالتقاط تلك النوعيـة من الصـور، خصوصاً الفنانين محمود عبدالعزيز وهاني رمزي، بالإضافة إلى الفنان اللبناني وليد توفيق، الذي كان دخل أجواء السينما بفيلم مصري في السبعينات بعنوان «من يطفئ النار».

جلسة الفنانين الخليجيين والإماراتيين أيضاً كانت مكتظة بالمعجبين، الذين توافدوا لالتقاط صور تذكارية، ومنهم الفنانة هدى الخطيب، والفنانة رزيقة طارش، والممثل الشاب مروان عبدالله، والفنان إبراهيم الحربي، والمنتج باسم عبدالأمير، فيما حمل الحضور الخليجي أيضاً وجوداً غنائياً على غير عادة المهرجانات السينمائية، ممثلاُ بالفنانة رويدا المحروقي، والفنانة شمس، لكن المحروقي ردت ذلك إلى مشاركتها في فيلم سينمائي، فضلاً عن قيامها حالياً بتصوير أحد المسلسلات الخليجية.

رحلة بصرية

بالإضافة إلى هموم الواقع والسينما العربيين، فقد استحوذ الحديث عن فيلم الافتتاح جانباً كبيراً من حديث النجوم، حيث اعتبر البعض مخرجه الأميركي من أصل تايواني «آنج لي» بالفعل واحداً من اعظم المخرجين المعاصرين، مشيدين برحلة من المشاهد البصرية المذهلة، في استثمار يخطف الأبصار لتقنيات الأبعاد الثلاثية، وتوظيف مدهش لمؤثرات الكمبيوتر، يضع المشاهد امام عالم مكون من مفردات بصرية فريدة.

وفي برنامج «الليالي العربية»، الذي خُصص له ثاني أيام المهرجان، أمس، افتتحت العروض بفيلم «بيكاس» لمخرجه العراقي كرزان قادر، القادم من إقليم كردستان، والذي غادر ابان الحرب على العراق ليستقر في السويد، ويدرس الإخراج فيها، ويحصل في سنة تخرجه على «جائزة اكاديمية الطلاب» عن فيلم تخرجه، حيث أمضى بعدها عامين متواصلين من العمل على انتاج فيلمه الروائي الطويل «بيكاس».

ويروي بيكاس قصة الطفلين اليتمين المشردين «دانا وزانا»، اللذين يبحثان عن خلاصهما من العذاب في كردستان العراق، لتتفتق مخيلتهما البريئة عن الاستعانة بالبطل الخارق «سوبرمان»، بعد ان شاهدا بعض اللقطات من فيلم «سوبرمان».

وأضاف بيكاس «أحببت تسليط الضوء على المعاناة في العراق، لأن في داخلي جرحاً عميقاً سعيت لمعالجته بهذه الطريقة، حيث قمت بتصوير الفيلم في كردستان».

ولفت بيكاس إلى أن أحد ابرز العوائق التي واجهته هي حداثة سن الممثلين الصغيرين، اللذين اتقنا الدور، لكنه واجه بعض الصعوبات في السيطرة على انفعالاتهما.

تويتر