«قلب أحمر».. العشق جريمة لا تغتفر

صورة

يأتي فيلم المخرج الكردي العراقي هلكوت مصطفى، «قلب أحمر»، المعروض ضمن أفلام مسابقة الخليج للفيلم الروائي الطويل من القلب تماماً، وهو يسرد قصة حب بين شيرين وسوران، والمصائر التي تنفتح عليهما عندما يهربان من هدوء وسكينة قريتهما إلى جحيم مدينة أربيل التي لن تعرف الرأفة بهما.

سيسعى سوران بكل قوة إلى الزواج من شيرين، لكن ستكون سلطة والد شيرين طاغية على ما عداها ضاربة عرض الحائط بكل شيء، فهو وبعد وفاة أم شيرين ينوي الزواج من امرأة لن تقبل بزواجـه ما لم يزوج شيريـن لأخيها، الذي يكون مختلاً عقلياً ومحتكماً على شتـى الخصال التـي تجعله عصياً على نيل أدنـى إعجاب من أي امـرأة على سطح هذا الكوكب.

وعليه فإن سوران سيخلص شيرين من هذا المصير ويهرب بها إلى أربيل، وهناك سيدخلان في نفق لا ينتهي من المشكلات، التي تودع سوران خلف القضبان وكل ذنبه أنه عاشق، بينما تترك شيرين تحت رحمة من في الشوارع الذين يستغلونها إلى حد تعرضها للاغتصاب.

فيلم «قلب أحمر» عن الحب المحرّم، الذي لا يجابه إلا بقسوة ووحشية، إنه عن الذكورة التي تتسيد كل شيء، وعن الفساد أيضاً، المتحالف مع العادات والتقاليد البالية التي يروح ضحيتها من هم ببراءة ونقاء شيرين وسوران، فمع قسوة الشارع في أربيل تأتي الشرطة بوصفها عنصراً مباركاً ومتواطئاً مع من فيه من نصابين ومحتالين ومغتصبين، كما أن عدم احتكام شيرين وسوران على عقد زواج سيكون كارثة الكوارث، بينما زواج شيرين من ذاك المختل عقلياً فإنه أمر مبارك ومصادق عليه.

يقدم الفيلم من خلال قصته معاينة لتسيد الأعراف لكل شيء في المجتمع الكردي، خصوصاً والشرقي بشكل عام، طالما أن ما نشاهده صالح تماماً للعالم العربي والبلدان المحيطة بكردستان العراق، وتحالف كل شيء لتغليبها على ما عداها من مشاعر إنسانية بريئة وجميلة ستكون علاقة شيرين بسوران التجسيد الأكبر لها وكل ما حولهما يقف ضدهما، وهكذا يمسي البريء خلف القضبان، والمجرم طليقاً في الشوارع.

تويتر