الفيلم منحه مشاهدون درجة راوحت بين 7 و10

«المرأة الحديدية» عاجزة عن رفع فنجان شاي

صورة

اعترف مشاهدون بأن الدافع الأول لمتابعتهم فيلم «المرأة الحديدية» هو الفضول لمعرفة تفاصيل حياة مارغريت تاتشر، مشيرين إلى أن الدقة التاريخية قد اختفت، إلى حد كبير، عن الفيلم الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، ويحكي السيرة الذاتية لأول رئيسة وزراء في بريطانيا التي مازالت على قيد الحياة.

ويدور «المرأة الحديدية» حول السلطة، والتغيير، والوحدة كذلك، فيلم جدلي لا يمكن اعتباره سياسياً خالصاً، إذ لا يمكن التغاضي فيه عن حياة شخصية كانت صاحبة قرارات مهمة في مرحلة تاريخية مهمة، اختلف البعض أو اتفق مع سياستها، وأيام القوة في حياتها، وكذلك لحظات الضعف لدرجة العجز عن رفع فنجان شاي بعد شيخوختها. الفيلم الذي ادت دور تاتشر فيه ميريل ستريب وقدمته بطريقة ابداعية كعادتها منحه مشاهدوه علامة تراوحت بين سبع الى 10 درحات، وهو من اخراج فيلدا لويد وشارك ستريب البطولة كل من جيمس برودبنت وأوليفيا كولمن.

بداية صادمة

قالوا عن الفيلم

«الفيلم رائع من ناحية التمثيل، لكن ما كان يجب إنتاجه الآن». يعني أنه كان يتعين إنتاج الفيلم بعد وفاة تاتشر. إن ميريل ستريب قامت بعمل فني رائع، وأضاف كاميرون «فيلم يركز أكثر على الشيخوخة - والخرف بدلاً من أن يكون عن رئيسة وزراء مذهلة». رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون

- «من المحتمل أن تحصل ميريل ستريب على جائزة الأوسكار على أدائها الرائع، لكن هناك مزيداً من التركيز على خرف السيدة تاتشر، ولا يوجد تركيز كافٍ على قصة حياتها وإنجازاتها». عضوة البرلمان عن حزب المحافظين لويز مينش

- إن «الخلاف الحقيقي هو في طريقة تصوير هوليوود لتاتشر، وما لم نشاهده في الفيلم حصل فعلاً في مبنى البرلمان، والفيلم لا يعكس التاريخ ويجب ألا ننسى هذا». الناقد السينمائي نيل شون

- «رغم أداء ستريب الرائع شعرت بعدم الارتياح إزاء المشاهد التي صوّرت مرضها، لكنه بلا شك عمل فني ضخم، ومثير للجدل». وزيرالدفاع البريطاني الأسبق والحليف المقرب من تاتشر مايكل بورتيلو

 -«قصة خيالية من نسج خيال اليسار». مارك وكارول نجلا تاتشر التوأمان:

في بداية الفيلم تظهر تاتشر امرأة عجوزا، كما حالها اليوم، تشتري الحليب، ويمر بجانبها شخص يدفعها بقوة، ومراهق على دراجته يسخر منها، فتعود أدراجها الى منزلها لتتناول القهوة والفطور، وتطلب من زوجها ألا يكثر في تناول الطعام، وتشكو له زيادة الأسعار في البقالة، ليدرك المشاهد فوراً أن تاتشر تتحدث مع نفسها لأن زوجها اللورد دينيش تاتشر ميت أساساً، وكأن الفيلم اراد أن يظهر الحالة التي وصلت اليها تاتشر من الوحدة.

سونا محمد (26 عاماً) قررت أن تشاهد الفيلم لأنها قرأت كثيراً عن تاتشر التي لقبت بـ«المرأة الحديدية»، وهو اللقب الذي منحها إياه رئيس الاتحاد السوفييتي السابق غورباتشوف عن دورها في الحرب الباردة، مضيفة «أنا لم اشهد على حقبتها، لكنني من الأشخاص الذين يدركون تماماً أنها لعبت دوراً سيئاً في السياسة، وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.. ليست تاتشر نموذج امراة نحتذي بها، فيداها ملطختان بالدماء»، مانحة الفيلم سبع درجات «لأن ستريب أبدعت في تجسيد الشخصية».

«من الألقاب التي حصلت عليها تاتشر هو خاطفة الحليب».. هذا ما قاله مصطفى البغدادي (55 عاماً)، مضيفاً «لا استطيع أن اصف مشاعري في أول مشهد لها وهي تقول لزوجها الذي توفي اصلاً أن سعر الحليب مرتفع جداً، وهي التي الغت تقديم الحليب المجاني للأطفال في المدارس في بداية السبعينات من القرن الماضي، عندما كانت تشغل منصب وزيرة التعليم، فأطلقو عليها خاطفة الحليب».

ووصف البغدادي الفيلم بـ«غير الدقيق تاريخياً، إذ اغفل الكثير من المحطات الرئيسة في حياة تاتشر، لكن قصته بشكل عام مفيدة، ولا اخفيكم أنني شعرت بالشماتة قليلاً»، وأعطى الفيلم العلامة الكاملة.

بينما قال أبوالهيثم (44 عاماً) «عندما كانت تتمتع تاتشر بالقوة والسلطة كانت امرأة قاسية ودموية، واعتقد أنها حالياً تقترب من انسانيتها وهي تفقد ذاكرتها رويدا رويدا»، مضيفاً «تاتشر كانت في مرحلة تاريخية مهمة بالنسبة للعالم كله، نجحت حيناً، وأخفقت احياناً كثيرة، وتحولت في النهاية الى سلطوية حتى في سلوكها ومعاملتها للموظفين لديها» مانحاً الفيلم 10 درجات.

الرجوع إلى الوراء

بعد تلقي الصدمة من مشهد تاتشر وهي تهلوس وتتخيل تبدأ حبكة الفيلم فيرى المشاهد تاتشر الثمانينية وهي تزور ابنتها كارول لتطلب منها مساعدتها على التخلص من ملابس والدها، في هذا المشهد تبدأ تاتشر بالرجوع لسرد حكايتها، وتأثير الأشخاص فيها منذ معرفتها بزوجها الذي كان من أكثر من أثروا في حياتها، بالإضافة إلى والدها الذي كان السبب في تحويل دراستها من العلوم الى القانون، فتعود تاتشر مراهقة ثم طالبة جامعية وكيفية اللقاء بزوج المستقبل رجل الأعمال الناجح، وبشكل مفاجئ يرى المشاهد نفسه في عام 1970 في قمة تألق تاتشر السياسية وأغلبية قراراتها التي غيرت العالم.

«المرأة الحديدية» من وجهة نظر فراس محمد (35 عاماً) «ليس سياسياً، بل هو محاولة للفت الانتباه لصناع القرار في حياتنا على أن السلطة نهايتها غير محمود، خصوصاً اذا كانت مملوءة بالدم.. وأرى أن الفيلم تغاضى كثيراً عن حقبات سياسية مهمة وركز على اشياء غريبة، الأهم ان تاتشر اصبحت عجوزاً مثلها مثل أي شخص قد يتعرض في كبره لفقدان الذاكرة»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.

في المقابل، قالت ميسرة داوود (50 عاماً) «عندما يأتي شخص لمشاهدة فيلم يحكي عن تاتشر فهو آت لرؤية تاتشر وماذا حل بها.. وأنا لم اشعر بأنني شاهدت تاتشر، أنا لا يهمني اذا اصبحت امرأة عجوزاً، أو انها فاقدة للذاكرة، انا كمشاهدة ومتابعة للسياسة اريد أن ارى تاتشر وهي تحكي سيرة حياتها السياسية لا الخاصة التي لا تهمني اطلاقاً»، وأعطت الفيلم سبع درجات.

ميريل المبدعة

في النهاية تظهر تاتشر الشابة الجميلة، وبعدها وبشكل مفاجئ تظهر صاحبة نفوذ وسلطة، وأخيراً عجوزا لا تستطيع تدبر شؤون نفسها.. حكاية سياسياً لا يمكن ان تشبه تاتشر.

حمزة علي (22 عاماً) الذي دفعه الفضول إلى مشاهدة الفيلم قال «اداء ميريل ستريب اهم شيء في الفيلم، وكل الحكاية لم تعنيني لأن فيها محاولة بائسة للاستعطاف» مانحاً اياه 10 درجات.

واثنى زيدان الابراهيمي (39 عاماً) على أداء ستريب، واصفاً إياها بالأسطورة «لم تنجب السينماالعالمية مثلها، كان اداؤها هو الحلقة التي جمعت كل التفاصيل التي قد تكون مغيبة او غائبة اصلاً» ومنح الفيلم 10 درجات.

وأشادت شهد قاسم (40 عاماً) بأداء ستريب «هذه الفنانة اليسارية استطاعت ان تجسد اشد الشخصيات اليمينية المتطرفة في التاريخ، وهذا في حد ذاته إبداع»، مانحة الفيلم 10 درجات.


جوائز

حصدت ميريل ستريب جائزة «الغولدن غلوب» أحسن ممثلة في الدراما عن دورها في فيلم «المرأة الحديدية»، الذي جسدت فيه شخصية رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، وبذلك فقد أضافت جائزة جديدة إلى سجلها الحافل بالجوائز، وتعتبر جوائز «الغولدن غلوب» الترشيح غير الرسمي لجوائز الأوسكار.


دفاع «التاتشرية»

أثار فيلم «المرأة الحديدية» الكثير من الجدل بسبب غضب «التاتشرية»، خصوصاً المشاهد التي أظهرت أثر خرف الشيخوخة وأعراض مرض الزهايمر على رئيسة الوزراء السابقة تحديداً في المشهد الذي ظهرت فيه في مطبخها، وهي تظن أنها تتحدث إلى زوجها المتوفى دينيس.

ودافعت ميريل ستريب عن الفيلم، وأكدت أنه اتسم بالموضوعية، خصوصاً في ما يتعلق بنهاية مشوار تاتشر السياسي، وما فعلته بها الشيخوخة من تراجع في قوتها. وأوضحت ستريب في تعليق لها أدلت به لـ(بي. بي. سي) انه «يجب على كبار السن ألا يخافوا من الشيخوخة، فالهرم لا يجب أن يرتبط بأي وصمة عار فهذه هي الحياة وهي الحقيقة»، مشيرة إلى انها ترددت في قبول الدور لأسباب سياسية، لأنها أقرب إلى الفكر اليساري على عكس المرأة الحديدية.


مؤامرة روسية

تزامن العرض الأول لفيلم «المرأة الحديدية» مع ملفات سرية بريطانية أذنت بنشرها دائرة المحفوظات الوطنية، كشفت أن تاتشر كانت هدفاً لمؤامرة اغتيال على أيدي القوات الروسية الخاصة في ذروة الحرب الباردة. ونقلت «صنداي ميرور» عن الملفات أن القوات المعروفة باسم «سبيتسناز» أرادت قتل تاتشر قبل أن تتمكن من توجيه ضربة نووية في حال اندلاع مواجهة بين لندن وموسكو. وأضافت أن رئيس الاستخبارات وقتها أنطوني أكلاند، حذّر تاتشر في تقرير أعده عام ،1981 بعد حصوله على معلومات من ضابط منشق من الجيش الروسي هرّبه جهاز الأمن الخارجي البريطاني (أم آي 6)، وأشار إلى أن الضابط ابلغ أكلاند أن وحدة روسية موجودة على الأراضي البريطانية بمهمة استطلاعية وتخطط لشن هجمات على شبكات السكك الحديدية والطرق ومحطات الطاقة، فضلاً عن إطلاق أسلحة كيميائية أو جرثومية قبل أن تنفذ هدفها الرئيس، اغتيال تاتشر.


تعاطف

لطالما لعن الأرجنتينيون رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر لقيادتها بريطانيا لخوض حرب جزر فوكلاند ضد بلادهم، لكن الصورة تغيرت بفضل فيلم سينمائي.. فقد تولد شعور جديد بالتعاطف معها عندما شاهدها رواد السينما في الارجنتين في صورة المرأة الضعيفة والعجوز التي تعاني خرف الشيخوخة في الفيلم الجديد.

يذكر أن مارغريت تاتشر كانت أول امرأة بريطانية تتسلم منصب رئيسة وزراء، ومدة حكمها هي الأطول منذ عهد روبرت جنكنسون الذي انتهى عهده عام 1827 واختيرت تاتشر رئيسة لحزب المحافظين سنة ،1975 وأصبحت رئيسة للوزراء بعد أن تمكن حزبها من هزيمة حزب العمال في الانتخابات العامة التي جرت سنة .1979


أبطال العمل

ميريل ستريب

ولدت ميريل ستريب عام ،1949 درست الدراما في جامعة يال، وتخرجت فيها عام ،1971 وتعد الممثلة الأكثر ترشيحاً في تاريخ جوائز الأوسكار بـ 17 ترشيحاً، فازت باثنين منها. الأولى جائزة أفضل ممثلة ثانوية عام 1979 عن دورها في فيلم «كرامر ضد كرامر»، والثانية جائزة أفضل ممثلة رئيسة عام 1982 عن دورها في فيلم اختيار صوفي. تعتبر ميريل ستريب واحدة من أفضل الممثلات على قيد الحياة حاليا، تعرف بقدرتها العجيبة على اتقان جميع اللهجات وإن كانت تكرر دائماً أنها تقوم بذلك بفضل مساعدة مدربي اللغات الذين تتعامل معهم. تميزها في العديد من الأدوار جعلها تستحق لقب الأسطورة الحية.

جيمس برودبنت

ولد جيمس برودبنت عام 1949 في بلينكولن لينكولنشاير في انجلترا، وهو الابن الاصغر لصانع اثاث، درس جيمس في مدرسة داخلية كويكرز لتعلم القراءة قبل التحاقه بمدرسة الفنون ومع تعلق قلبه بالتمثيل التحق بأكاديمية لندن للموسيقى والفنون المسرحية وعقب تخرجه عام .1972 بدأ حياته الفنية على المسرح الوطني وعمل بشركة شكسبير الملكية ثم عمل بالتلفزيون وقدم اول أعماله في عام ،1978 وأصبح معروفاً لجمهور السينما العالمية عام 1990 عندما قام ببطولة فيلم الحياة «لييز»، تزوج باناستازيا لويس عام .1987

أوليفيا كولمن

ولدت أوليفيا كولمن عام ،1974 وهي خريجة جامعة (كامبريدج). بدأت مشوارها الفني عام 2000 بمسلسل «الملاكم»، وظلت تتألق في العديد من المسلسلات حتى قدمت أول أفلامها عام 2005 تحت اسم «زيمانوفا لود» في حين كان أشهر أفلامها «تيرانوصور» عام .2011

ريتشارد جرانت

ولد ريتشارد جرانت عام ،1957 درس ريتشارد اللغة الإنجليزية والدراما في جامعة كيب تاون بجنوب افريقيا، فوالده وزير التربية والتعليم بمستعمرة بريطانية بسوازيلاند قبل الاستقلال عام ،1968 تنوعت أدوار ريتشارد الفنية وقد حصل على لقب سير، تزوج بجوان واشنطن عام 1986 ولديهما طفلان.

تويتر