مشاهدون منحوا الفيلم 4 إلى 7 درجات

« القط ذو الحذاء » يطلّ دون « شـــريك »

الفيلم يتناول قصة مواجهة لإنقاذ العالم من الدمار. أرشيفية

تباينت آراء المشاهدين حول فيلم الأنيميشن «بوس إن بوتس» (القط ذو الحذاء)، للمخرج كريس ميلر، والذي يؤدي فيه اصوات الشخصيات كل من المكسيكية سلمى حايك والإسباني انطونيو بانديراس، وزاك غاليفانيكس، فيما رحب البعض باستقلال القط بوس عن سلسلة افلام «شريك» ليطل على معجبيه من الصغار والكبار في «القط ذو الحذاء»، انتقد آخرون الفيلم، مشيرين إلى أنهم لم يستطيعوا تقبل شخصية «القط ذو الحذاء» في شكلها الجديد، خصوصاً أن الفيلم لجأ إلى تقنية ثلاثية الأبعاد التي وصفوها بأنها «باردة وبلا روح» في أفلام الأنيميشن.

تدور أحداث الفيلم حول القط المشهور المتفاخر بوس إن بوتس، وهو يتواجه مع أشرار يحاولون الحصول على قوى ظلامية، إذ بواسطتها يمكنهم تدمير العالم، وذلك بعد أن قبل القط ذو الحذاء استغاثة الناس به لإنقاذهم من هذا الشر، وطمعاً في كنز قديم. يرافقه في رحلته صديقه هامبتي دامبتي (زاك كاليفيانكيس) وتنضم إليهم القطة المثيرة كيتي سوفتباو، إذ يواجهون الكثير من المغامرات والمشاهد المضحكة والمذلة في بعض الأحيان. هل يستطيع القط إكمال هذه المهمة المستحيلة بنجاح وإنقاذ العالم؟ هذا ما ستعرفونه عند متابعة الفيلم الذي منحه مشاهدون التقتهم «الإمارات اليوم» علامة تراوحت من أربع إلى سبع درجات.

القطط في الأفلام

يعود تاريخ القطط في الأفلام إلى ظهورها في أدوار ثانوية عابرة في أفلام صامتة، مستخدمة لأجل إثارة بعض الضحك في أفلام لتشارلي تشابلن، هارولد لويد وبستر كيتون. هذا قبل أن تصبح نجمة حين انبرت شركة مترو-غولدوين- ماير بإطلاق السلسلة الكرتونية «توم وجيري». منذ ذلك الحين والقطّة في أدوار رئيسة، غالباً في أفلام كرتونية

وظهرت القطّة في أفلام جيمس بوند مكرّمة بين يدي الشرير، ومنذ عام 1963 تحظى بصداقته، بل هي الصديقة الوحيدة لديه. والقطة التي كانت في حضن مارين براندو في فيلم العراب بعد ذلك الفيلم ظهرت في ستة أفلام أخرى من بينها «تعيش مرّتين فقط» و«الجاسوس الذي أحبّني». وظهرت القطة في فيلم القطة السوداء وهو فيلم من عام 1934 أنجزه المخرج إدغار ج. ألمر مع بوريس كارلوف وبيلا لاغوسي وكانا من أتراب سينما الرعب الأولى. أما بالنسبة لشخصيتها في فيلم قطة الناس وهو من إخراج جورج لوتنر وبطولة سيمون سيمون فجاءت في دور مهاجرة صربية يتزوّجها أميركي ليكتشف أنها امرأة قادرة على التحوّل إلى قط أسود فاتك. وظهرت في فيلم آخر حمل العنوان نفسه، لكن من إنتاج 1982 حول ناستاسيا كينسكي كواحدة من النساء اللواتي ربما يتحوّلن إلى قطّة خطرة بسبب جمالها، وفي فيلم فريتز ذه كات الذي كان للراشدين فقط مع انه كرتوني وضعه رالف باكشي عن روايات روبرت كرامب التي يقودها قط اسمه فريتز، لكن الشعبية التي حظت بها الرسوم على الورق لم تنتقل إلى الشاشة. وفي فيلم توم آند جيري حين كانت الحرب العالمية مشتعلة تم إرساء شخصية القط توم الذي يريد إيذاء الفأر جيري.

مغامرة مضحكة

شخصية «القط ذو الحذاء» أطلت في أفلام شريك، وفي قصص الأطفال «في جعبتي حكاية» التي تنتمي إلى القصص العجيبة التي خلدها الفنان الفرنسي شارل بارول في كتابه الذي يحمل اسم «قصص ماما الاوزة» في عام ،1697 كما ظهرت هذه القصة قبل ذلك في قصص للأطفال عام 1634 للفنان الإيطالي جيماباتيستا بازيلي.

لمى محمد (14 عاماً) قالت عن الفيلم «تابعت سلسلة افلام شريك، ولم اكن متيمة بشخصية القط بوس، لكنني احببته قليلاً حينما شاهدت الفيلم»، مضيفة «احب القراءة وقد قرأت القصص التي حكت خرافة القط بوس، وجميل ان اشاهده كفيلم»، مانحة اياه سبع درجات.

في المقابل، قالت ميادة هادي (22 عاماً) إن «شخصية القط جميلة، وأهمية الفيلم تنبع من انه جمع شخصيات مقربة من ذاكرتنا كهامتي دامتي والحمار الظريف، لكن الفيلم لم يكن على قدر طموحاتي، لأن به قدراً من الملل»، مانحة اياه ست درجات.

أما بالنسبة لوسام بشير (10 سنوات) فذكرت أن الفيلم مسلٍ، وأنها احببت القط ذا الحذاء ورقصاته الرشيقة.

منافسة

على الرغم من حجمه الصغير الا ان القط وبمجرد ارتدائه الحذاء يتحول الى قط مقاتل قادر على مبارزة الأكبر منه حجماً، إذ يتقن المبارزة بالسيف، وكذلك الرقصات، ويستخدم سلاح عينيه للانتصار على أعدائه، إذ يجعلهم يحدقون فيهما، وبعدها ينقض عليهم.

وقال عمر العبدالله (12 عاماً) «ضحكت كثيراً اثناء محاولة القط استعطاف الأعداء من خلال عينيه، وهذا حقيقي فالقطط دائماً تستخدم عيونها لاستدرار عطف أصحابها»، ولم يعرف عمر ماذا يمنح الفيلم.

محمد الظاهري (25 عاماً) اعتبر شخصية «القط ذو الحذاء» ستنافس الشخصيات الكرتونية الأخرى لأن القط بشكل عام محبب لدى كثيرين من الناس، وتجسيده هذه القوة بهذه الكوميديا، التي تريد الخير اضافت للشخصية بعداً انسانياً من السهل التعلق معها» مانحاً الفيلم سبع درجات.

أما بالنسبة لسيرين عبدالهادي (28 عاماً) فقالت «لم أحب الفيلم، وشعرت بأن القط ذا الحذاء اقحم لدور بطولة في عالم الكرتون» مانحة الفيلم أربع درجات.

تقنية باردة

تقنياً، وصف محمد الرميثي (20 عاماً) العمل بالمحترف، بعيداً عن تسلسل احداثه «فاستخدام الكمبيوتر والغرافيكس وتقنية ثلاثية الأبعاد كانت عناصر أسهمت في نجاح العمل» مانحاً الفيلم سبع علامات.

في المقابل، اعتبر سيف العلي (30 عاماً) أن تقنية ثلاثية الأبعاد اعطت الفيلم روحاً قريبة من الواقع، لكنها تقنية باردة ألغت صفة الشخصية الكرتونية عن الفيلم، مانحاً اياه اربع درجات.

وبفضل الكمبيوتر وتطوره تطور فن الرسوم المتحركة هذا ما قالته عبري صياد (26 عاماً) مضيفة «كل شيء حاليا اصبح محكوماً بالكمبيوتر، وأنا شخصيا لم ار أي ابداع يذكر الا في قصة الفيلم الطريفة والشخصيات المضحكة فيه» مانحة اياه سبع درجات.

واستغرب جهـــاد البطي (28 عاماً) قدرة هذا النوع من الافـــلام المعتمدة بشكل رئيس على الكمبيـــوتر على تحريك العــــواطف «وهذا دليل على أنها فقدت صفـــة الكرتون، لأنها بالتقنية الجـــديدة اصبحت اقرب الى الواقع»، ومنـــح العمل خمس درجات.


حول الفيلم

تصدر فيلم «بوس إن بوتس» (القط ذو الحذاء) إيرادات شباك التذاكر في أميركا وقت طرحه، إذ حقق إيرادات قيمتها 33 مليون دولار في ثاني عطلة أسبوعية لعرضه.

يُعد «القط ذو الحذاء»، بمثابة رهان مضمون لتحقيق الأرباح لـ(دريم ووركس)، وذلك عقب أن شارك في مهرجاني كان وسان سباستيان، فضلاً عن توافر عناصر النجاح التقليدية فيه بداية من القصة الجيدة حتى خفة ظل الأبطال، وكونه يحمل ختم نجمي هوليوود: الإسباني أنطونيو بانديراس والمكسيكية سلمى حايك.

الفيلم من إخراج كريس ميلر، الذي كان مسؤولاً عن الجزء الثالث من سلسلة (شريك) عام ،2007 وتدور أحداث «القط ذو الحذاء» في الفترة التي تسبق تعارفه بالغول الأخضر وأصدقائه، إذ يتحد مع صديقه القديم هامتي دامتي، الذي يقوم بدوره زاك جاليفيانكيس والقطة كيتي سوفتبوزس (سلمى حايك)، وذلك لانقاذ احدى القرى والتحول لأسطورة حية.

كان بانديراس، الذي قام بالأداء الصوتي للشخصية في آخر ثلاثة أجزاء من سلسلة (شريك)، قد أكد أخيراً أثناء تقديمه الفيلم أن أكثر ما أعجبه هو رؤية شخصية القط تتطور على مر السنين، وقال الممثل الإسباني بخصوص هذا الأمر «لم أفكر أبداً في أنه سيتمتع باستمرارية، لقد تحول من شخصية ثانوية إلى بطل ونجم شباك».

أول ظهور لشخصية القط ذي الحذاء كان في الجزء الثاني من سلسلة أفلام شريك، إذ استخدمه الملك هارولد لقتل الغول ولكنهم أصبحوا أصدقاء في الرحلة وكان دوره في هذا الفيلم ثانوياً، ولكن من أكثر المشاهد التي أسهمت في زيادة شعبية الشخصية وترسيخها أكثر في عقول الجماهير، تلك النظرة البريئة التي كان يستخدمها بعد خلع قبعته الشهيرة لاستدرار تعاطف الأعداء قبل أن يكيل لهم اللكمات والطعنات. ومع مرور الوقت زادت مساحة الدور الذي تشغله هذه الشخصية في الجزأين الثالث والرابع من سلسلة أفلام (شريك)، لدرجة جعلت البعض يفضله على شخصية الحمار، التي كانت المحببة والأقرب إلى قلوب الجميـع في الجزأين الأول والثاني من العمل.


أصوات الشخصيات

أنطونيو بانديراس

بدأ الإسباني بانديراس حياته المهنية لاعب كرة قدم محترفاً، إلا أن إصابة بالغة في قدمه دفعته إلى التخلي عن أحلامه الرياضية والتوجه نحو التمثيل. وبعيد الإصابة التي حولت مجرى حياته بدأ بانديراس التمثيل في المسرح الوطني في إسبانيا. وفى المسرح الوطني في إسبانيا، تعرف بانديراس على المخرج الاسبانى بيدرو ألمودوفار البقاء الذي أطلق مسيرته الفنية، والذي قال فيه إن للأول وجهاً رومانسياً، وأن عليه أن يمثل في الأفلام. وشهدت السنوات الـ20 التالية تعاوناً كبيراً بين الرجلين حيث تشاركا في صناعة ستة أفلام من بينها «لو أوف ديزاير 1987»، و«أون ذا فيرج أوف أى نيرفز بريك داون 1990»، و«تاي مي أب! تاى مي داون 1990»، بالإضافة إلى الفيلم القادم «ذا سكين أي ليف إن».

وبدأت مسيرة بانديراس في هوليوود بالمصادفة بعد أن ترشح فيلم ألمودوفار « أون ذا فيرج أوف أى نيرفز بريك داون» لنيل جائزة أوسكار ضمن فئة الأفلام الأجنبية. وعلى الرغم من عدم قدرة بانديراس التحدث باللغة الانجليزية آنذاك قام باستذكار دوره عن غيب.

سلمى حايك

ممثلة لبنانية - مكسيكية، ولدت عام 1966 في المكسيك وهي ابنة رجل أعمال مكسيكي من أصل لبناني سامي الحايك، وأم مكسيكية من أصل اسباني ديانا خيمينيز. بدأت حياتها الفنية بالعمل في الإعلانات التلفزيونية في المكسيك، وبعد أن حققت بعض النجاح انتقلت إلى لوس أنجلوس، وبعد أن عملت بأدوار صغيرة في أفلام مختلفة بدأت سلمى تظهر كممثلة جيدة بعد دورها في فيلم (ديسبيردو) عام 1995 وتعتبر سلمى أول ممثلة مكسيكية تصبح نجمة من نجوم هوليوود بعد دورها الجريء في فيلم (دوليس ديل ريو) اختيرت سلمى في استفتاء مجلة بيبول الأميركية كواحدة من أجمل 50 شخصية في العالم عام .1996 مثلت أفلام دراما عدة بالإنجليزية والإسبانية، واقتحمت سينما هوليوود اقتحاماً شديداً لدرجة أنها لُقبت بـ«قنبلة هوليوود»، وكانت البطلة دائماً في مسلسلات مكسيكية عدة. ولسلمى حايك طفل واحد من صديقها رجل الأعمال الفرنسي فرانسوا أونري بينو، الذي انفصلت عنه في منتصف شهر يوليو عام .2008 وحصلت على الأوسكار كأفضل ممثلة رئيسة عام 2003 عن فيلم فريدا وأفضل ممثله في أميركا الجنوبية.


مخرج الفيلم

كريس ميلر

كريس ميلر كاتب السيناريو والمخرج وفنان القصص المصورة وممثل الصوت وفنان الرسوم المتحركة، والأميركي الجنسية، عرف بفنان القصة المصورة الكوميدية إذ انضم الى دريموركس عام .1998

عمل ميلر على العديد من الإعلانات التجارية و الفيديوهات ومشروعات الانترنت، وتعاون ميلر منذ فترة مع مسرح رقص هليوس.


قالوا عن الفيلم

_ هارفي كارتن من صحيفة «الأفلام العالمية»: «حركة ذكية جداً من المخرج ان يعطي البطولة لشخصية ثانوية في سلسلة افلام شريك.. أحببت الفيلم».

_ ديفيد ايدليستين من «نيويرك ماجازين»: «جميل ولطيف ومضحك ومختلف، فهو يدمج الذاكرة القريبة من شخصية القط السابقة، ووصنع شخصية جديدة في عالم الكرتون».

_ إليزابيث ويت زامن من «نيويورك ديلي»: «شخصية من السهل ان تنافس الشخصيات الكرتونية السينمائية وستخلق علاقة بينها وبين المتلقي لظرفها».

_ ديانا سينجر من «كلاسيك موفي»: «جميل وفيه كل المقومات للأفلام الرائدة والمهمة.. استمتعت به جداً».

تويتر