مشاهدون منحوا الفيلم علامة من 5 إلى 7 درجات
«رفيقة السكن».. حياة طالبـات تحت المجهر
فيلم «رفيقة السكن».. قصة قديمة بتقنيات حديثة. أرشيفية
الهوس والتسلط والتدخل في الشؤون الشخصية حد التقمص، عناوين أطلقها مشاهدون لفيلم «رفيقة السكن» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، من خلال قصة ليست جديدة بل تناولتها السينما الاميركية خصوصاً في كثير من أفلامها مثل فيلم «المرأة البيضاء العزباء» الذي أنتج عام .1992
وكان مشاهدون للفيلم، غالبيتهم من الإناث في الفئة العمرية التي تراوح بين 18 و22 عاماً، مع ذكور رافقوا قريباتهم وتململوا من أحداث الفيلم الذي يستند إلى قصة قديمة مصنوعة بشكل حديث.
|
حول الفيلم
صورت مشاهد الفيلم في جامعة لويولا ماريموانت في لوس أنجلوس. ولم يعجب فيلم «رفيقة السكن» عدداً من النقاد، على الرغم من أنه احتل صدارة شباك التذاكر في أميركا الشمالية. والفيلم مقتبس من فيلم كلاسيكي من إنتاج عام 1992 بعنوان «أنثى بيضاء عازبة». |
تدور أحداث الفيلم حول سارة الطالبة الجامعية التي تدرس تصميم الأزياء، وحظها الذي قادها للسكن في غرفة واحدة مع ريبيكا التي تحولت حياتها الى جحيم من شدة تدخلها فيها وفي علاقاتها وحتى احلامها، مع نهاية تؤكد أن عدم اتخاذ القرار بشكل حاسم يجعل الفرد منساقاً بشكل تام الى الطرف المسيطر.
ومنح مشاهدون الفيلم، وهو من إخراج كريستيان كريستيانسين، وبطولة مينكا كيلي ولايتون ميستر وكام جيجيديت، علامة راوحت بين خمس وسبع درجات.
مظاهر
من خلال الأحداث وبشكل غير متوقع ترتبك حياة سارة التي كانت تحلم بأن تصبح مصممة ازياء بمجرد دخولها الى غرفتها في السكن الجامعي، وتعرفها الى ريبيكا التي تكبرها ببضع سنوات، مع ان المشاهد في البداية لا يتوقع من ريبيكا اللطيفة ان تكون شخصية متسلطة وفضولية ومتحكمة.
عفراء علي (20 عاماً) التي شاهدت فيلم «رفيقة السكن» قالت انها أصيبت بحالة من الهلع مما شاهدته،«هذه حقيقة، اننا نُخدع بالمظاهر كثيراً الى درجة الانسياق لها بشكل تام. وهذا الفيلم مفيد جداً لطالبات الجامعة اللواتي يتركن اهاليهن ويسكن بعيداً عنهم مع زميلات لهن او مع عائلات أخرى»، مشيرة الى ان قصة الفيلم جميلة، «لكن الأداء كان ضعيفاً»، مانحة الفيلم خمس درجات.
|
مينكا كيلي
كانت تعمل ممرضة وانتقلت للعمل بعدها على منصة عرض الأزياء الى أن دخلت الفن من خلال المسلسل التلفزيوني الاميركي «فرايدي نايت لايتس». تعاني كيلي من تاريخ والدتها التي كانت تعمل عارضة عري، ووالدها الذي كان عازفا في فرقة «اروسميث» الذي عانى هو الآخر من مهنة زوجته. كيلي التي فازت بلقب أجمل النساء عام 2010 حسب مجلة «اريس» الاميركية، ظهرت ايضاً في مسلسل «بارنتهود»، ولفتت مشاركتها في الأعمال التلفزيونية انتباه صناع السينما، وجاءتها الفرصة في بطولة فيلم «رفيقة السكن». |
في المقابل، قال هيثم الظاهري (19 عاماً)، «اصطحبت شقيقتي التي تدرس بعيداً عن العائلة، لأنني سمعت عن الفيلم، كي تتعلم منه». وأضاف «أنا لم أحب الفيلم ابداً، وشعرت بشعور الفتيات اللاتي بشكل عام يُخدعن بالمظاهر»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
وقالت شقيقته فاطمة «حركة ذكية من شقيقي أن يأخذني معه لمشاهدة الفيلم، ولكنني مصرة على التأكيد أن أصابع اليد ليست واحدة، لكن الحظ السيئ يلعب دوره. وعلى الفتاة ان تكون اكثر وعيا ولا تتأخر عن الانسحاب إذا ما شعرت بالخطر»، مانحة الفيلم خمس درجات.
ولم تخف سارة الرميثي (21 عاماً) خوفها وقلقها من أحداث الفيلم، «فالقصص دائماً تأتي من الواقع، وهذه النماذج من الفتيات الشريرات والمتسلطات موجودات بيننا، ولكن طيبة البعض وثقتهن الزائدة تؤدي بهن الى التهلكة»، مانحة الفيلم سبع درجات.
استغلال
يوضح الفيلم أن سارة آتية من منطقة ريفية لدراسة تصميم الأزياء، وحياتها الريفية لم تضف الى شخصيتها سوى الطيبة والثقة بالناس. وهنا المفارقة بين أهالي الريف والمدن الذين أظهرهم الفيلم أنهم أصحاب خبرات اوسع، لذا تم استغلالها من قبل صديقتها التي تتعطش إلى السيطرة، حتى إنها تدخلت في حياتها الشخصية عندما وقعت في حب (ستيفن) وهو عازف في فرقة موسيقية وحولت حياتها الى جحيم.
يرى فادي الشيخ (21 عاماً) أن الفيلم لم يقدم جديدا، إذ استند إلى قصة قديمة لم تعد تناسب الحياة العصرية، وقال ان «تركيز المخرج على اظهار سارة أنها فتاة ريفية تجربتها بسيطة، لم تعد كالسابق في عصر الثورة التي نعيشه»، مضيفاً ان التركيز على هذه الصورة يعد «إهانة لفتيات الريف الكادحات اللواتي يردن أن يصنعن شيئا مميزا في حياتهن من خلال التعليم»، مشيرة الى عنصر الخوف من الآخر الذي أظهره الفيلم.
| ضوء
قالت «ماند» شركة إنتاج توزيع فيلم «رفيقة السكن»، إن الفئة العمرية التي شاهدت الفيلم كانت اعمارهم تقل عن 21 عاماً، وهم أقل اهتماماً بالفيلم المنافس «سوبر بول» الذي عرض في اليوم نفسه. ورغم الانتقادات العديدة التي وجهها النقاد للفيلم، فقد استرجع كامل ميزانيته التي تناهز 16 مليون دولار في نهاية الأسبوع الاول فقط من عرضه في أميركا. |
وقال «أشعر بأن الفتيات اللواتي شاهدن الفيلم سيغيرن رأيهن في الانتقال للسكن بعيداً عن الاهل»، رافضا اعطاء أي نتيجة للفيلم.
وبدورها، قالت زينب طه (19 عاماً) ان «قصة بنات الريف وبنات المدن اصبحت قديمة جداً، ولا تصلح للأيام التي نعيشها، خصوصاً أن المخرج صور الفيلم بتقنيات حديثة وبأزياء العصر». وأضافت أن «الفيلم تافه ومرعب، ويدعو الى الخوف من كل شيء»، مانحة إياه خمس درجات.
في المقابل وجد طارق البنا (22 عاماً) ان الفيلم مفيد من حيث التوعية، لكنه ضعيف من حيث التقديم، حسب وصفه، «بالإمكان أن تكون القصة كما هي، لكن بعناصر تتلاءم مع عقل المشاهد الذي بات منفتحاً بشكل أوسع من السابق»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
مواجهة
|
لايتون ميستر
ولدت عام 1986 في ولاية فلوريدا، حين كانت أمها تقضي فترة الحكم في السجن بسبب تورطها في قضية مخدرات، ثم بعد الولادة رافقتها والدتها ثلاثة شهور فترة أمومة، ثم عادت الى السجن لتكمل فترة العقوبة (خمس سنوات)، فوصفت طفولتها بالتعيسة لأنها تنقلت من بيت الى بيت، وعلاقتها بوالدتها شبه مقطوعة، فقررت ان تخرج من حياة والدتها، حسب تعبيرها، وتدخل بوابة هوليوود، خصوصاً أنها متعددة المواهب في العزف والتمثيل والغناء ايضاً. نالت الشهرة بعد تمثيلها دور بلير والدورف في البرنامج التلفزيوني «جوسيب غيرلز»، وبعد ذلك أصبحت نجمة سينمائية في أفلام عدة، منها «ديت نايت»، و«انثيورجا». |
بعد البطء في أحداث الفيلم وقدرة المشاهد على كشف الحقائق بشكل تدريجي، يرتفع الإيقاع بأسلوب جاذب مع الحصار الذي تفرضه ريبيكا على سارة التي تبدأ في ممارسة سيطرتها وتغوص في حياتها الشخصية، حتى انتهى الأمر إلى مواجهة صريحة ومميتة بعد أن أحست سارة بأنها أصبحت دمية في يد صاحبتها.
وقال عبدالرحمن كامل (18 عاماً) بعد مشاهدته الفيلم، إن «النهاية بقدر ما هي مؤلمة، تمثل صحوة مما يمكن تسميته التنويم المغناطيسي الذي كانت تحت تأثيره سارة»، مؤكداً أن «القرار يجب ألا يكون متأخراً عندما نشعر بالخطر»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
ووافقه الرأي اياس المعلولي (22 عاماً) الذي قال ان «الفيلم بقدر ما هو ممل، فقصته جيدة للفتيات خصوصاً اللاتي يقررن السكن بعيداً عن عائلاتهن، والنهاية كانت أهم ما في الفيلم»، مانحاً اياه خمس درجات.
كام جيجانديت

ولد عام ،1982 ومع أنه ولد في جو محب لفنون الطهي، خصوصاً المأكولات الصينية، فإنه أراد ان يمثل بشدة منذ الصغر، وكانت له تجارب عديدة في مسلسلات تلفزيونية، لكن عينه كانت دائماً تذهب الى السينما.
جاءته فرص في أدوار صغيرة الى أن جاءت فرصة البطولة في فيلم «رفيقة السكن».
المخرج

كريستيان كريستيانسين، من الدنمارك، كان يعمل في صناعة أفلام دنماركية قصيرة وتلفزيوينة، وهو متخصص في الكوميديا وأفلام الاطفال التي حاز فيها على جوائز عدة لقدرته على الاقتراب من عقولهم، مثل فيلمي «روبرت» و«ليلي».
الانتقال من هذه النوعية في الصناعة الى صناعة فيلم درامي سيكولوجي «رفيقة السكن» وضعه محط سخط من قبل نقاد طالبوه بالالتزام بصناعة أفلام الاطفال فقط.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


