حصل على علامة بين 5 و9 درجات

«زهايمر».. أعاد عادل إمام إلى زعـامته

المشاهدون أجمعوا على أن عادل إمام استعاد بريقه في الفيلم الجــــــــــــــــــــــــــــــــــــديد. تصوير: مصطفى قاسمي

أبناء يوهمون والدهم بأنه مريض بالزهايمر، ليكسبوا ضده قضية الحجر مستعينين بفريق كامل، من طبيب وممرضة وخادمه الأمين وكل من في قصره، هذه الفكرة المبني عليها فيلم «زهايمر» من بطولة عادل إمام وإخراج عمرو عرفة، والذي عرض في عيد الأضحى الفائت في مصر، ويعرض حاليا في دور السينما المحلية، وأجمع مشاهدون أن دور إمام أعاد إليه بريقه الذي خفت في أفلام سابقة عدة، وقال البعض إن الفكرة جميلة وجديدة على السينما العربية، والبعض الآخر رأى في الفيلم إسفافا بدور المرأة الفنانة، والتي يحب إمام أن يظهرها في جل أعماله مثيرة لا عقل لها، واختلفت الآراء فذهب البعض منها إلى مقارنة ما يقوله إمام في أفلامه بموقفه الحقيقي تجاه القضايا العادلة، خصوصا بعد موقفه أثناء ثورة 25 يناير، وتستمر أحداث الفيلم، الذي شارك إمام البطولة فيه كل من نيللي كريم وأحمد رزق، وفتحي عبدالوهاب، مع دور مميز لسعيد صالح في قالب كوميدي، فبعد أن يكتشف الأب خطة أبنائه يتركهم يزجون في السجن، من دون أن يساعدهم، ويكافئ كل الذين وقفوا معه. وقد منح مشاهدون الفيلم علامة، راوحت بين خمس إلى تسع درجات.

عادل إمام

اسمه الكامل عادل إمام محمد، ولد في المنصورة، ثم انتقل إلى حي السيدة زينب وهو صغير، إذ كان والده موظفا بأحد المصانع الحكومية، وعاش طفولته وصباه في حي السيدة زينب، حاصل على بكالوريوس زراعة من جامعة القاهرة. متزوج وله ثلاثة أولاد، التحق إمام بفرقة التلفزيون المسرحية عام ،1962 وهو لايزال طالبا بالجامعة، ليقدم أدواراً صغيرة، لكنها لفتت النظر إلى موهبته ممثلاً كوميدياً، فقدم مسرحية «أنا وهو وهي» عام ،1962 ثم اشترك في مسرحية «النصابين» عام ،1966 على مسرح الحكيم، ومسرحية «البيجامة الحمراء»، عام ،1967 و«فردة شمال»، و«غراميات عفيفي»، عام ،1970 ثم قدم مسرحية «مدرسة المشاغبين»، واستمر عرضها من عام 1971 إلى ،1975 ثم مسرحية «شاهد ماشافش حاجة»، واستمر عرضها سبع سنوات، و«الواد سيد الشغال» ،1985 واستمرت إلى عام ،1993 ومسرحية «بودى جارد» عام ،1999 وقدم للتلفزيون مسلسلات، مثل «دموع فى عيون وقحة»، «أحلام الفتى الطائر»، وهو أطول النجوم عمرا من حيث وجوده على الشاشه لأكثر من 20 عاما، سواء فى المسرح أو السينما، التي يعتبرها بيته الثاني، وقدم لها الكثير، مثل: «المنسي، المشبوه، اللعب مع الكبار، احنا بتوع الاتوبيس، والإرهاب والكباب».

حقيقة مؤلمة

تبدأ أحداث الفيلم بتسليط الضوء على المؤامرة التي يحيكها أبناء رجل الأعمال الغني، والذين جندوا بدورهم كل المحيطين بالقصر من خادم وبستاني وطباخ، إضافة إلى صديقه، الذي يجسد دوره أحمد راتب، لإقناع والدهم بأنه مصاب بـ«الزهايمر»، ليستيقظ من النوم بعد إبرة مخدر غير مدرك ما يحدث من حوله، إضافة إلى جهله التام بالأشخاص من حوله.

سمر عيسى (28 عاما)، قالت «ما أصعب الحقيقة المرة التي تعيشها بيوت بالفعل، نتيجة طمع الأبناء في أموال ذويهم»، وأضافت «كل هذا ليستطيع الأبناء سداد ديونهم من البورصة، فلم تعد تهمهم أبدا علاقتهم بأبيهم»، مشيدة بدور إمام «الذي أرجع إلينا الثقة بقدرته الإبداعية في التمثيل، بعد أدوار سخيفة عدة»، مانحة الفيلم تسع درجات.

وبدوره قال حسن الظاهري (30 عاما)، «بخلاف صراعه مع أبنائه واقتناعه الكامل بإصابته بـ(الزهايمر)، يقدم إمام مفارقات مضحكة جدا بالنسبة لي أعادت صورة إمام الكوميدية بعد أفلام فاشلة عدة»، مؤكدا أن «فكرة الفيلم صعبة، من الناحية العاطفية، إلا أنها حقيقة مؤلمة»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

مؤامرة

مع اكتشاف إمام مؤامرة أبنائه، من خلال عامل التمديدات الصحية، يعود مرة أخرى ذلك الممثل الذي يحب أن يظهر تفوقه على عمره، وبروز عضلاته، وحنكته في تدبير المقالب، وتفوقه على جيل الشباب، من خلال تجنيد كل الشخصيات التي تآمرت مع أبنائه، للعمل ضمن خطته في إعادة تربية أبنائه «الممرضة نيللي كريم والطبيب هناء عبدالفتاح والحارس ضياء الميرغني والخادمة إيمان السيد، إلى جانب البستاني وملمع الأحذية». في هذا المشهد، تحديدا، وأحداثه المتتالية، عاد أمام مرة أخرى ليظهر بشكله الذي يصفه غسان غازي (25 عاما)، بقوله «لا يستطيع الزعيم إلا أن يكون قويا، والضعف الذي بدا عليه في بداية الفيلم، والذي بنظري قدم من خلاله مشاهد مهمة تؤكد نجومتيه، إلا أنه عاد ليخفق من خلال المبالغة في روحه الشبابية»، مانحا الفيلم خمس درجات.

في المقابل، قال إحسان سيد (33 عاما)، «الفيلم مبني على فكرة رائعة، لكنها مكتوبة بإسفاف، لتمجيد إمام ممثلاً شاباً، بعد أن قدم في البداية دوراً يشبه أدواره العملاقة القديمة»، وأضاف «لكن كوميدته تغفر له، خصوصا إحساسه بالألم تجاه أبنائه الذين يريدون الحجر عليه»، مانحا الفيلم ست درجات. ورأت بشرى الزياتي (40 عاما)، أن إمام قدم نموذجا جيدا في هذا الفيلم «إلا أنه لم يستطع تقبل ظهوره ضعيفا طوال أحداث الفيلم، فبرزت عضلاته فجأة وإعجاب النساء به، وهي حالة يعيشها الزعيم منذ 10 سنوات تقريبا في أفلامه»، مانحة الفيلم تسع درجات.

النهاية

خطة التأديب التي أقرها إمام تجاه أبنائه تضعهم أمام خيارين: إما أن يكونوا أبناء صالحين، أو أن يقوموا بتهريب المخدرات، من لبنان إلى مصر، فيختارون الأخيرة.

نهاية مبالغ فيها، هكذا رأت ميس محمد (26 عاما)، «إذ من غير المنطقي أن يختار الأبناء الخطر، وإمكانية التعرض للسجن، كما حدث معهم، والتخلي عن الأب، حتى لو كانوا قساة طوال الوقت»، مانحة الفيلم خمس درجات. وفي المقابل، قالت زينب محمد (23 عاما)، «الطمع والجشع قادران على أن يبنيا حواجز بين العلاقات الإنسانية، حتى لو كانت بين الأب وأبنائه، الفيلم رائع في تفاصيله وأحداثه، ويستحق العلامة التامة، إلا أنني سأمنحه تسع درجات».

وبعد العودة واعتقالهم في المطار والإفراج عنهم، بعد أن تبين أن المخدرات التي اختاروا تهريبها إلى مصر عبارة عن دقيق، يواجه أبناءه، ويبلغهم بأنه سدد ديونهم، وأنه سيمنحهم أيضا مالاً ليبدأوا حياتهم من جديد، ويبلغهم بقراره الاعتزال، مشترطا عليهم أن تعيش حفيدته معه في المزرعة، التي اختارها ليمضي ما تبقى من أيام حياته فيها.

مشهد موفق

في مشهد عادل إمام وسعيد صالح، في فيلم «زهايمر» في بيت المسنين، بحضور كبيرة الممرضات إسعاد يونس، قدم سعيد كل المعاناة التي يعيشها مريض «الزهايمر»، في كلمات قليلة، وبتعبير مكثف مملوء بالشجن، وحسب نقاد أنه لو قدم سعيد صالح هذا المشهد فقط طوال تاريخه، لكفاه أن يضعه في مكانة كبار الممثلين في عالمنا العربي.

هذا المشهد أثار إعجاب وعاطفة معظم المشاهدين، إذ قال درويش الصاوي (36 عاما)، «لم يأخذ سعيد صالح فرصته في الفن، مع أنه أهم بكثير من عادل إمام، ومشهده البسيط جدا في الفيلم دليل على عبقريته وتميزه»، مانحا الفيلم ست درجات.

وقالت عبير هزاع (29 عاما)، «هذا المشهد سيدخل التاريخ في السينما المصرية، وكان فيه صالح أقوى من إمام بكثير، لقد تأثرت عاطفيا، فهذا الفنان قادر إلى اللحظة على التأثير فينا». مانحة الفيلم تسع درجات. وفي المقابل، قال نيكولا إسماعيل (39 عاما)، «لا يوجد في الفيلم إلا المشهد الذي جمع صالح مع أمام، والذي أعاد إلى أذهاننا أيام الزمن الجميل، عندما كان الفن مسؤولا عن تقديم الأفضل»، مانحا الفيلم سبع درجات.


حول الفيلم

تم تصوير أحداث المشاهد الخارجية للفيلم في بيروت لمدة أربعة أيام، ليبدأ بعدها المخرج عمرو عرفة عمليات مونتاج الفيلم، وكان الفيلم قد استغرق تصويره ستة أسابيع ما بين استوديو مدينة السينما، وفيلا بالمنصورية، وبحيرة قارون بالفيوم.

الفنان محمد حماقي قدم الأغنية الدعائية للفيلم.

في اتهامات لفيلم «زهايمر»، عبر مجموعة من النقاد عن غضبهم من الملصق الدعائي للفيلم، الذي قالوا عنه إنه منقول نصا عن الملصق الدعائي لفيلم «ابوت شامديت»، للفنان جاك نيكلسون، وأوضح من انتقدوا البوستر أن الفنان عادل إمام قام بتقليد بطل الفيلم جاك نيكلسون في تعبيرات وجهه، وفي الصورة الموجودة على البوستر.

المخرج

عمرو عرفة: مخرج سينمائي مصري، هو الأخ الأصغر للمخرج شريف عرفة، وابن المخرج سعد عرفة، في رصيده «أفريكانو»، و«السفارة في العمارة»، و«جعلوني مجرما»، و«الشبح»، و«ابن القنصل»، و«زهايمر»، وله فيلم لم يكتمل هو «عربي تعريفة»، إذ توفي بطله علاء ولي الدين أثناء تصويره.

مؤلف الفيلم

نادر صلاح الدين: بدأ مشواره الفني بتأليف فيلم «هو في إيه؟»، بطولة محمد فؤاد، وأحمد آدم، وبعدها انطلق ليؤلف أفلاما لمعظم نجوم الكوميديا، مثل أحمد حلمي، ومحمد سعد، إلى جانب إخراجه عملاً مسرحياً، عام ،2009 حمل اسم «براكسا».

نيللي كريم

ولدت فى الإسكندرية، من أب مصري وأم روسية، وكانت تحلم بأن تصبح راقصة باليه عالمية، واستطاعت شق طريقها في مشوار الفن، لتتألق في اختيار أدوارها، ولفتت الأنظار إلى موهبتها، من خلال فوازير رمضان، ثم بدأت خطواتها الأولى من خلال الشاشة الصغيرة، مع الفنانة فاتن حمامة في مسلسل «وجه القمر»، وكانت هي بدايتها نحو النجومية ودخول بوابة السينما، والتي قدمت من خلالها أدواراً رئيسة، كدورها في سحر العيون، الذى كان نقطة تحول فى حياتها الفنية السينمائية.

أحمد رزق

ولد في الإسكندرية عام ،1978 بنيته الجسمية وخفة ظله سمتان سهلتا دخوله إلى بوابة الفن ممثلاً كوميدياً، بدأ حياته الفنية بفيلم «ست الستات» عام ،1998 ثم عمل في أكثر من فيلم، وكان «فيلم ثقافي» فاتحة نجاحاته، فعمل في بطولة فيلم «شرم برم»، و«شباب على الهوا»، ثم فيلم «مافيا» مع الفنان أحمد السقا، وبعدها فيلم «اوعى وشك»، وآخر فيلم له كان بطولة مطلقة بعنوان «حوش اللي وقع منك» مع الفنانة علا غانم، وتلفزيونيا اشترك في أكثر من عمل، مثل «جحا المصرى»، و«أوراق مصرية»، و«سارة».

فتحي عبدالوهاب

استطاع خلال سنوات قليلة أن يخلق لنفسه مكانة بين نجوم جيله، حسب نقاد متابعين، على الرغم من أن عبدالوهاب لا يعترف أصلا بفكرة الجري وراء بريق الشهرة، ولا تؤرقه مسألة البطولة المطلقة التي يسعى إليها الجميع. بدأ فنيًا من الجامعة وبالتحديد من كلية التجارة، وكان ذلك على مستوى الهواية، وعندما وصل إلى السنة النهائية بالكلية، ابتدأ ظهوره بمسرحية «بالعربي الفصيح»، التي عرضت لثلاثة مواسم متصلة، لينطلق بعدها إلى التعدد في الأدوار في كل حقول الفن.

تويتر